بينما يمضي الوقت – امل ابو القاسم – إنفتاح إقليمي ودولي .. وللمخابرات منه نصيب

لعل الانفتاح الميداني الكبير لحرب السودان اللعين التي أكملت العامين ستغير أو غيرت فعليا ميزان القوى الإقليمي والمحلي الذي رجح كفة السودان وقواته المسلحة وقلب تبعا لذلك حسابات الكثيرين رأسا على عقب.

الانفتاح الميداني والانتصارات العسكرية العديدة المتتالية سيما تحرير العاصمة الخرطوم صاحبها انفتاح وتقدم دبلوماسي تجلى في عدد من المواقف بل حتى قبيل تحريرها عندما استعاد الجيش والأجهزة الأمنية ولايات ومدن من قبضة الجنجويد الذين عاثوا فيها تنكيلا وهدما للبني التحتية ومقدرات الشعب.

من ذاك الوقت والوفود الدولية لم تنقطع من بورتسودان مقر الحكومة المؤقت، من وقتها والردود حول مجمل القضايا التى افرزتها الحرب تأتيهم قوية وشافية معززة بالأدلة والبراهين. ليس ذلك فحسب بل أن من وقتها ظلت الدعوات تترى على رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش والتي يصاحبه فيها بالضرورة المدير العام لجهاز المخابرات العامة وآخرين من الجهاز التنفيذي وفقا لنوع البرنامج، ويستقبلوا من خلالها استقبال يليق بهيبة ومكانة السودان وسيادته التي رفعوا من شأنها عنوة واقتدار دون السماح بمساسها رغم التكالب على محاولة انتقاصها. إلى جانب زيارات ذات أهداف استراتيجية يقوم بها “البرهان” آخرها ارتريا أمس.

لم يقف الأمر عند ذلك بل تداعت العديد من الدول للاعتراف بشرعية القوات المسلحة وقائدها رئيس مجلس السيادة كذلك عندما حاول بعض الموتورين من الذين صور لهم خيالهم إقامة حكومة موازية في مناطق سيطرة المليشيا ( وقتها).

ثم وبعد تحرير العاصمة من قبضة المليشيا ترسخت وتعاظمت مكانة السودان أكثر من ذي قبل كيف لا وهو يتمكن من استعادة أرضه التي حاولت دول مجتمعة اغتصابها مستخدمة كل الوسائل التي ولولا القوات المسلحة وجهاز المخابرات والقوات المساندة وحكمة قادتها فضلا عن بسالة رجالها وجنودها لتمكن البغاة من الاستيلاء عليها والتمتع بخيراتها التي يسيل لها لعابهم.

ثم وعقب تحرير الخرطوم وخلال اليومين السابقين تطورت الزيارات ودخل زوار جدد من لدن أجهزة المخابرات على مدى يومين متتالين ولا نعتقد أن ذلك بالأمر الهين كونه عزز من عملية الانفتاح الدبلوماسي والأمنى الذي لعب فيه نظيرهم السوداني الفريق أول ركن ” إبراهيم أحمد مفضل” دورا محوريا وهو يستقبل إلى جانب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن “عبدالفتاح البرهان” نظيريه رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير “حسن محمود رشاد:، ورئيس جهاز المخابرات العامة بجمهورية مالي “موديبو كوني”.

ولعل هاتان الزيارتان اللتان من المتوقع أن تليهما أخريات، لعلها من منطلق وعي القاهرة ومالي بتحول ميزان ميزان القوى وإعادة تموضعها في المشهد السوداني ما يستوجب تقوية التنسيق بينهما والسودان في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية، بما في ذلك ملف العلاقات مع الإمارات، فضلا عن القناعة الراسخة لكليهما أن ارتدادات الصراع في السودان ذات أثر سالب على مصر والقارة الإفريقية.

أيضا فالأوضاع المضطربة في منطقة الساحل والقرن الأفريقي تعزز من أهمية الدور الفاعل الذي يمكن أن يقوم به السودان بغية الاستقرار بالقارة.

وفيما يلي مصر وزيارة مدير مخابراتها فسيناريوهات عدة يمكن أن تتمخض عنها لعل أبرزها احتياج مصر لتأمين حدودها الجنوبية من منطلق التهديدات التي ظلت تطلقها المليشيا باجتياح مصر وكأنها بدأت تناور بشن هجمات على الولاية الشمالية ونهر النيل. لكنها تظل كذلك _ أي محض مناورات غير مجدية. وتعويل مصر على الجيش السوداني لم يأت من فراغ مقارنة بتصريحات الرئيس ا”لسيسي” حول ضرورة استعادة عافية الدولة السودانية وحرصه على القوات المسلحة.

الآن يمكن القول ان السودان يقف على أرضية صلبة كيف لا وقادة الأجهزة الأمنية يعملون وفق هارموني كل فيما يليه وقد لعب فيها جهاز المخابرات العامة وربانه دورا فاعلا على المستويين الأمنى العسكري والدبلوماسي . وكيف لا .. وهل هناك صلابة أكثر من مواجهة الإمارات في محكمة العدل وتعريتها أمام الغالم؟
و( لسة ماشين في السكة نمد)

Exit mobile version