ان شكوى السودان ضد الامارات في محكمة العدل الدولية تحمل في طياتها دلالات تتجاوز الجانب القانوني البحت ..
فهي تمثل محاولة جادة وفاعلة للتاثير على الراي العام العالمي ، وممارسة ضغط سياسي واخلاقي .وتعزيز موقف الحكومة السودانية ، بالاضافة الى امكانية خلق سوابق قانونية والتاثير على مسار الحرب في السودان .
حتى قبل صدور حكم نهائي فان مجرد طرح هذه الاتهامات الخطيرة في محكمة دولية يمثل تطورا هاما له تداعياته المحتملة على المستويات المحلية والاقليمية والدولية.
بعنجهيتها وغطرستها وازدرائها لارادة الشعوب اصبحت الامارات دولة متهمة بارتكاب افظع وابشع الجرائم والانتهاكات ضد الانسانية .واصبح العالم يتابع قصص وحكاوى ما كان بالامكان الاستماع اليها ومشاهدة ضحاياها بشكل مباشر لولا يقظة اجهزة العدالة السودانية والمخابرات العامة التي وثقت لجرائم الامارات .
فيما يتعلق بدلالات شكوى السودان ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية كمحاكمة رأي عام قبل الفصل في القضية، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
تسليط الضوء على الانتهاكات والفظائع و جذب الانتباه الدولي والرأي العام العالمي إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفظائع التي ارتكبتها الامارات في السودان، وخاصة ضد عرقية المساليت في دارفور. وبقية مناطق السودان التي استباحتها المليشيا .
توثيق الاتهامات ..اذ ان تقديم الشكوى أمام محكمة دولية مرموقة مثل محكمة العدل الدولية يضفي طابعًا رسميًا على الاتهامات السودانية ضد الإمارات، ويوفر سجلًا دوليًا لهذه الادعاءات.
الضغط الأخلاقي والسياسي ..حتى قبل صدور حكم قضائي، فإن مجرد طرح القضية في المحكمة يمكن أن يمارس ضغطًا أخلاقيًا وسياسيًا على الإمارات وعلى الأطراف الأخرى المعنية.
التأثير على صورة الإمارات ومكانتها الدولية و تشويه سمعتها .فمثل هذه الاتهامات الخطيرة بارتكاب جرائم إبادة جماعية أو التواطؤ فيها يمكن أن تلحق ضررًا كبيرًا بصورة الإمارات ومكانتها على الساحة الدولية والاقليمية
المساءلة المحتملة .. فحتى اذا استغرق الفصل في القضية وقتًا طويلاً، فإن مجرد وجود دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية يبقي شبح المساءلة القانونية قائمًا.
التأثير على العلاقات الدولية ..قد تؤثر هذه القضية على علاقات الإمارات مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية، خاصة إذا تبين وجود أدلة قوية تدعم الاتهامات السودانية بمثل ما ظهر من ادلة وبراهين قدمها الوفد السوداني
دعم موقف الحكومة السودانية ..بالرغم من ان الامارات ترفض استخدام تعبير حكومة السودان للتاكيد بانها تقف امام الجيش ، لكن الواضح ومن خلال تناول الاعلام العالمي لمجريات دعوى السودان ضد الامارات امام محكمة العدل ان هذه الشكوى ادت الى تعزيز شرعية الحكومة السودانية و تعزيز موقفها على الصعيدين الداخلي والخارجي، من خلال تقديم نفسها كطرف يسعى لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع.
حشد الدعم الداخلي .. يمكن أن تساعد هذه الخطوة في حشد الدعم الشعبي للحكومة السودانية في مواجهة قوات الدعم السريع ..ومواجهة دولة الامارات وكل الجهات التي الداخلية والخارجية التي تدعم مليشيا الدعم السريع ، خاصة القوى السياسية والمدنية من احزاب قحط وتقدم وصمود وغيرها من الواجهات التي تناسلت من تلك القوى.
أداة دبلوماسية ..قد تستخدم الحكومة السودانية هذه القضية كأداة في مفاوضاتها وجهودها الدبلوماسية لحل الأزمة السودانية لصالح معركة الكرامة واستبعاد اي حلول تكون مليشيا الدعم السريع جزءا منها ..او ان تكون الامارات وسيطا فيها بعد ان تحولت الى متهم امام العدالة الدولية
خلق سابقة قانونية محتملة من خلال تفسير اتفاقية منع الإبادة الجماعية ..اذ قد تساهم هذه القضية في تفسير وتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، خاصة فيما يتعلق بمسؤولية الدول عن دعم أطراف أخرى ترتكب هذه الجرائم.
تطوير القانون الدولي .. يمكن أن تساهم هذه القضية في تطوير القانون الدولي المتعلق بالمسؤولية عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في النزاعات الداخلية.
التأثير على مسار النزاع في السودان .. وذلك بزيادة الضغط لإنهاء الحرب خاصة في اقليم دارفور .اذ انه من المتوقع ان يزيد الضغط الدولي الناتج عن هذه القضية من المطالبات لدولة الامارات بالتوقف عن امداد مليشيا الدعم السريع بالسلاح والمال .والتوقف عن تقديم الرشاوى لرؤساء الدول التي تمثل معبرا لهذا الامداد