أخر الأخبار

خبر وتحليل – عمار العركي – السودان و السعودية: شراكة استراتيجية في مرحلة جديدة

▪️مع اقتراب السودان من حسم معركته ضد التمرد، تتجلى ملامح مرحلة جديدة في علاقاته الإقليمية والدولية، وعلى رأسها علاقته بالمملكة العربية السعودية. هذه العلاقة، التي لطالما اتسمت بالمتانة والتعاون الاستراتيجي، تشهد اليوم تطورات لافتة تعكس تزايد الحضور السعودي في المشهد السوداني، ليس فقط كمراقب أو داعم، بل كشريك في إعادة بناء الدولة السودانية.
*_زيارة بورتسودان: رسالة دعم واضحة_*
▪️في أعقاب تحرير الخرطوم، جاء وصول الوفد السعودي إلى بورتسودان ليؤكد على التزام الرياض بدعم السودان في هذه المرحلة الحساسة. ضم الوفد ممثلين عن وزارة الخارجية السعودية، ومؤسسة الملك سلمان للإغاثة، وصندوق التنمية السعودي، في خطوة تهدف إلى تقييم الاحتياجات العاجلة لإعادة الإعمار، وتقديم الدعم الإنساني والتنموي. هذه الزيارة حملت دلالات سياسية واقتصادية، حيث تزامنت مع لحظة مفصلية تتجه فيها القوات المسلحة السودانية نحو الحسم النهائي في دارفور.
*_لقاء مكة: تأسيس لمرحلة جديدة من التعاون_*
▪️زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى مكة ولقاؤه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عكست مستوى الاهتمام السعودي بالسودان، ليس فقط من زاوية إنسانية، بل كرؤية استراتيجية لدور السودان المستقبلي في المنطقة. كان أبرز ما تمخض عن اللقاء الاتفاق على إنشاء مجلس تنسيق سعودي سوداني، وهي خطوة تحمل في طياتها دلالات كبيرة على تحول نوعي في العلاقة، بحيث تصبح أكثر مؤسسية واستدامة.
*_المحاور الرئيسية للدعم السعودي_*
▪️ *البعد السياسي والدبلوماسي* : دعم الشرعية السودانية والتأكيد على وحدة البلاد واستقرارها.
▪️ *الدعم الإنساني وإعادة الإعمار:* مشاريع إسعافية عاجلة لدعم البنية التحتية والخدمات الأساسية.
▪️ *التعاون الاقتصادي والاستثماري:* زيارات مرتقبة لوفود استثمارية سعودية لدراسة مشروعات استراتيجية.
▪️ *التنسيق الأمني و الإقليمي* : تعزيز التعاون في قضايا البحر الأحمر والأمن الإقليمي.
*_السعودية والسودان: شراكة لمستقبل واعد_*
▪️تأتي هذه التطورات في سياق رؤية أوسع تعكس إدراك السعودية لأهمية السودان كلاعب محوري في أمن البحر الأحمر والاستقرار الإقليمي. كما أن دعم الرياض للخرطوم في هذه المرحلة الحاسمة يحمل رسائل إقليمية واضحة، خصوصًا فيما يتعلق بموقفها من التحديات التي تواجه السودان، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
_خلاصة القول ومنتهاه_ ؛
▪️السودان والمملكة يقفان اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون، حيث تتلاقى المصالح المشتركة وتتبلور رؤية مستقبلية تقوم على دعم الاستقرار والتنمية. فهل يكون هذا التحول مقدمة لشراكة استراتيجية أعمق تعيد رسم المشهد الإقليمي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى