
د/هاني احمدتاج السر المحامي واستاذ القانون الدولي العام.
عملت مصر علي انشاء تحالف أفريقي بين كل من مصر وارتريا والصومال الفيدرالي علي ان تقدم مصر مساعدات عسكرية للصومال وتسهم في عملية التدريب العسكري .
عقب إجراء تفاهمات بين مصر والصومال توجه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الي القاهرة ووقع مع مصر اتفاقية دفاع مشترك وتطوير التعاون الثنائي بين البلدين ومن ضمن البنود ان تقوم الصومال باستبدال الجنود الاثيوبيين بقوات الاتحاد الإفريقي بجنود مصريين ويبلغ حجم هذه القوات عشرة الف جندي .
في غضون ذلك ارتفعت حدة التوتر فيما بين الصومال واثيوبيا واصبح كلا الطرفين يهدد بالحرب ويحشد لها قواته.
الا ان الوساطة التركية تدخلت وكان التدخل التركي إيجابي واستطاع ان يخمد نيران الحرب بين الدولتين وقد نجحت المبادرة التركية في تهيئة المناخ السياسي ولقاء بين الرئيسين في أنقرة.
تم إجراء اللقاء وتمت مباحثات بين الرئيس الاثيوبي ابي احمد والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وبالفعل اعترفت اثيوبيا بوحدة الأراضي الصومالية مما يعني تجميد اعترافها بارض الصومال وبالمقابل اعترفت الصومال بحق اثيوبيا في إيجاد منفذ بحري داخل أرض الصومال .
الاجتهاد التركي في هذه الصفقة من منطلقات استراتيجية وذلك لوجود استثمارات تركية في كلا البلدين.
عملت الإمارات علي افشال الاتفاق العسكري بين مصر والصومال وارتريا وتعمل علي محاولة ترسيخ مفاهيم انها صاحبة النفوذ الاقوي بالقرن الإفريقي واجتهدت في تحويل مسار حلف الرئيس الصومالي من القبلة المصرية الي الاثيوبية.
ما يحدث من متغيرات اقليمية بالساحة الإفريقية جدير بالاهتمام والدراسة لاهميته القصوي وتاثيره علي الأمن القومي السوداني .
كذلك التأثيرات الدولية علي القرن الإفريقي والتنافس القوي تجاه السيطرة علي موانئه وسواحله وبالاخص ساحل البحر الأحمر وهو معبر التجارة الدولية وله تأثير علي مجريات الاحداث.
ما يثار من زيارة محمد بن زايد الي مصر هذه الأيام يجب أن لا يغفل هذه الاحداث.
كذلك قضية سد النهضة وعلاقة الإمارات بهذا السد وابعاد الاهتمام الدولي بالسد ويجب أن يأخذ في الاعتبار ان السد تستثمر به عدد من الدول وهناك خفايا كثيرة تجاه انشاء هذا السد ولذلك تضارب المصالح وتقاطع علاقات الدول له تأثير واضح علي القرن الإفريقي.
لذلك يجب علي السودان ان يكون مواكب للمتغيرات الافريقية ويحلل كافة الاحداث والتحالفات وصفقات الدول من خارج الإقليم.
بالله التوفيق