صــديق رمضــان يكتــب … تـرك والتصعــيد

*أحد الأصدقاء أكن له احترام وتقدير كبيرين سألني اليوم سؤال مباشر قائلا:”انت يازول واقف مع منو في أزمة الشرق، مع البني عامر ام الهدندوة”،لم يربكني سؤاله رغم أنه في ظاهره يبدو محرجا والإجابة عليه قد تكون لدى البعض حساسة وربما يرفضون الجهر بها خوفا من التصنيف الذي ربما جعلهم في مرمي نيران أحد الأطراف.
*قلت له أنني لا اتعامل مع قضايا شرق السودان بهذا المفهوم ، ولا أنظر إلى الأمر من زاوية مع وضد،بل اتعاطي الوقائع والأحداث بما يتسق مع مبادئي واتناولها بموضوعية ومهنية صحفية مجردة، وفوق كل ذلك ينصب تركيزي في تحديد مواقفي علي مايرضي الله ومن ثم ضميري.
*لم تعجبه اجابتي فقد رأي انها تحمل شئيا من الغموض والفلسفه، قلت له مجرد أن يكون المرء مطالبا بإظهار موقفه ليحدد مع اي الفريقين يقف، هل البني عامر ام الهدندوة فإن هذا يمثل قمة المأساة والملهاة والبؤس، وأنه أمر يدعو للحزن لأنه يعبر بوضوح وشفافية عن عمق أزمتنا التي فشلنا في تجاوزها رغم تمدد التعليم وارتفاع الوعي.
*قلت له موقفي من الأزمة الحالية يتمثل اولا في تأييدي المطلق للناظر ترك في المطالبة بانصاف البجا، فالخرطوم ظلت وماتزال تنظر إلي الهامش بوصفه حديقة خلفيه لايبدو جديرا بالاهتمام وتريد من أهله أن يكونوا علي ذات شاكلة أجدادهم في عهد السيدين يرددون سمعا وطاعة دون أن يفكروا في المطالبة بحقوقهم المهضومة.
*أكدت له أن من حق الناظر ترك أن يرفض الضيم ويعبر عن رائه بكل شفافية فهو يتحدث باسم قومية ذات تاريخ ضارب بجذوره في الأعماق البعيدة ومن المكونات الأساسية لدولة السودان، وأن المركز مطالب بالانصات إليه والتفاهم معه لنزع فتيل الأزمة الحالية.
*وبذات القدر قلت له أنني مع تعيين صالح عمار واليا علي كسلا، فهذا الشاب شاءات الأقدار أن يأت تعيينه في ظروف استثنائية وعاصفة، وتم تحميله حمولة تراكمات من الغضب البيجاوي لادخل له بها، وشاء حظه العاثر أن ينفجر بركان الغضب في وجهه دون ذنب اقترفه، فهو لم يظلم البجا ويهضم حقوقهم بل ابنهم الذي كان يجب أن يكون أمر تعيينه بعيدا عن المعادلة الحالية بكل تقاطعاتها، وليس من العدل أن يتحمل اوزار أكثر من ستون عاما ظل خلالها الشرق رجل السودان المريض بفعل فاعل وهو المركز.
*وحتي لو افترضنا جدلا أن رفض عمار يأت فقط لأنه ينحدر من البني عامر فإن هذا يفرغ القضية الكلية للبجا من مضمونها الحقيقي، لأنها في تقديري هي قضية كبيرة وعميقة واختزالها في تعيين وال يسهم في أضعافها، فالعدو الحقيقي ليس صالح عمار بل نخب مركزية أدمنت الأنانية وتمادت في الظلم،وإنتزاع الحقوق هدف استراتيجي لايمكن إدراكه في ظل اختلاف أهل البيت البيجاوي.
*وماهو الحل، هكذا سألني صديقي.. قلت له حسب وجهة نظري المتواضعة لابد من جلوس المركز مع الناظر ترك الذي يقود الحراك الممانع لسياسة الخرطوم، وان يسعي للوصول الي تفاهمات معه، وعلي الناظر ترك أن يخرج مطالبه ويضعها منضدة حكومة حمدوك،وبالتأكيد لن يكون من ضمنها تحويل صالح عمار لولاية ثانية لأن أداء القسم كان رسالة من المركز يؤكد أنه متمسك به ولايمكن تغييره حتي لاتنتقل هذه الشرارة الي ولايات أخري فينفرط عقد الولاة الجدد، أما مسار الشرق فقناعتي الشخصية تؤيد الناظر ترك في طرحه خاصة بعد أن ابتعد عنه القائد الامين داؤود، فهذا المسار هو سبب الأزمة وليس تعيين صالح عمار ومعروف أن درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع.
*ومناشدتي للناظر ترك أن يوجه شبابه بفتح العقبة أمام حركة المرور حتي لايتضرر المواطن الذي يريد قضاء العيد مع أهله، وحتي لاتفقد قضيته التعاطف ، ففي هذه الأيام الطيبات المباركات عليكم الا توقعوا الظلم علي أبرياء ليس بينهم وبين الله حجاب.
خارج النص
إلى الهدندوة والبني عامر،للأسف يوجد من يتمنى صدامكما اليوم قبل الغد ويتعمد تأجيج نيران خلافكما، بل إن هناك من تعشم نفسه المريضة في دخول القبيلتين في حرب تقضي علي أخضر الشرق ويابسه، اقول لكم التنازل مطلوب والحكمة ضالة المؤمن، فهل يقطع ترك ودقلل الطريق للحيلولة دون تحقيق بعض الاماني الخبيثة ويلتقيا من أجل الدين والوطن وانسان الشرق الذي تضرر كثيرا من الصراعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى