![Screenshot ٢٠٢٤٠٤٢٧ ١٦٢٥٣٢](https://alhakim.net/wp-content/uploads/2024/04/Screenshot_٢٠٢٤٠٤٢٧-١٦٢٥٣٢-717x470.png)
……..
..السودان يبتلع…..
………… …… ……
………. ….
..منذ انتخابه احدث الرئيس الامريكي الجديد القديم دونالد ترامب صخبا شديدا وملا العالم ضجيجا ..تغيرت مواقفه وقرارته..يهاجم باستمرار مع تهديدات للكل خاصة تجاه جيرانه واوربا وقوي اخري ..واؤلئك يعلمون جيدا ان سبب هذا الهياج هو تضعضع قوة امريكا وان تلويحها بالقوة انتهي عهده لذلك نلاحظ عدم الاكتراث عندهم او الرد بالمثل ..اي الهجوم في الميديا افتراضا …لكن مايهمنا في ذلك هو….
…سوداننا …..
…السودان…..
السودان الذي تسيل لموارده لعاب الامبرياليين الجدد في ازياء مختلفة وعناوين براقة وثعابين تنتظر اللحظة المناسبة التي قرب اوانها بعد حربهم التي دمرت كل شئ الا الروح السودانية المقاتلة وهي الهدف الاكبر لذلك المشروع المتلون في تصوراته ورؤاه للوصول بابعاد السودانيين وتشتيتهم وهو هدف مرسوم منذ عام ١٩٦٠ ايام الرئيس داويت ايزنهاور..وواصله الرئيس جون كندي وربما تفصح الوثائق التي امر ترامب بكشفها عن ذلك المشروع وهو احد اهم مخططات بيرنار لويس للشرق الاوسط والقرن الافريقي وهو مايجري الان….وسنعود الي ذلك ان امد الله في الايام ..
…… …… ……
في الشرق الاوسط عدل رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شيمون بيريز في رؤية بيرنار لويس بنصيحة من هنري كيسنجر..وملخص ذلك ترحيل الفلسطينيين جزئيا ممثلا في قطاع غزة وتحويله الي منطقة تكامل اقتصادي بمال العرب انفسهم لكن تلك الرؤية ربما تؤدي الي توحيد بعض المسلمين ولو ظاهريا فتم تاخيرها مع الشروع في ايجاد افكار جديدة داعمة فكانت فكرة الصفقة الكبري لترامب في فترته الاولي والتي تراجع تسويقها بسقوطه في انتخابات ٢٠٢٠..ولما استطاع اللوبي اليهودي المسيطر علي السياسة الخارجية اعادة ترامب رقم جرائمه واخطائه تمت عملية احياء جزء من تلك الفكرة خاصة ترحيل سكان غزة….وطبعا الداخل الاسرائيلي لم يكن كارها للفلسطنيين فقط فقد اضاف اليهم الفلاشا الذين تم ترحيلهم الي اسرائيل بحجة انهم من العرق اليهودي في بداية الثمانينيات من القرن العشرين المنصرم وللاسف من السودان نفسه وهو المقصود اليوم لترحليهم اليه وربما بالقوة في هجرة عكسية ….
….. …… ……. …..
الي اين سيرحل الفلسطينيون والفلاشا..الفلاشا لم يتم الاشارة اليهم واعتقد لسهولة نقلهم دون ضجة عالمية…حيث ارض الفشقة كما تقول بعض التقارير العالمية اذ يسهل السيطرة عليها بسقوط الدولة السودانية بعد حرب ابريل الخاطفة ..ولكن…
الي اين سيذهبون بسكان غزة ان نجح المخطط..
من وجهة نظري المتواضعة ان اثارة نقلهم الي مصر او الاردن هو مجرد زوبعة في فنجان حتي تتم تهيئة المكان الجديد بعدم لفت الانظار …وهو
….السودان….
….السودان….
اذن لماذا لم تتم الاشارة الي السودان صراحة …
لان المخطط الذي بسببه تم تدمير السودان لم يسير كما كان مخططا له…
وان تحققت بعض شروط نجاحه..
١..تم تدمير بنية السودان التحتية وقيمتها بسيطة بالنسبة لاقتصادات الدول التي ستدفع غصبا عنها ثمن ترحيلهم وتوفير المشاريع وسبل الحياة لهم خاصة من قبل الدولة اياها بامر من تعرفون..
٢..تم القضاء الي حد كبير علي النسيج الاجتماعي للسودانيين خاصة وسط السودان حيث القوة الضاربة للتماسك السكاني ثقافيا …
٣..احداث شرخ كبير في عقلية الاجيال الجديدة تجاه الوطن كقيمة وانتماء وتاريخ …الخ
٤…تهجير اكثر من عشرة مليون سوداني الي الخارج وغالبا هؤلاء لن يعودوا وفيهم من كيف نفسه في الدول التي ذهب اليها…
٥…لن يجد السودانيون نصيرا من اي مؤسسة دولية فالامم المتحدة مختطفة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية والتعاون الاسلامي مجرد هياكل بصلية ..
٦…القوي السياسية السودانية ستموت باستمرار فهي تقتل نفسها يوميا بالخلافات والحروب وانعدام الثقة فيما بينها وصفوتها خاصة السياسية لانها تملك اي مشروع وحدة او تحرير او فكر لبناء امة وهو راي مستشاري ..ايزنهاور.. في تقريرهم الذي رفع اليه عام ١٩٦٠ ..وكان رايه ان يجعلوا الوضع كما هو لاننا سنتفرغ اليهم فيما بعد..والان جاءت هذه اللحظة….
..مجرد سؤال
..لماذا قامت الولايات المتحدة ببناء اكبر سفارة لها في جنوب الكرة الارضية في الخرطوم….
…مجرد سؤال….
٧…اكتشف العالم ..وهو السبب الاخطر… ان موارد السودان خاصة الاراضي الزراعية الجديدة المستصلحة اكبر مما كان يتصور ..حوالي .اربعة مليار فدان…ناهيك عن تلك المعروفة مسبقا مما يعني ان معارك الغذاء القادمة ستحسم من السودان اذ سيصل تعداد سكان العالم عام ٢٠٤٠ الي اكثر من خمسة عشر مليار نسمة مع تراجع انتاج الغذاء العالمي بعجز يصل الي ٢٥ مليون طن من الحبوب ومعلوم ان مؤتمر شرم الشيخ العالمي الاخير للمناخ شدد علي الاهتمام بانتاج الحبوب من السودان ولايغرنك انسحاب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ فسوف يعود بسبب المصالح …
٨… بعض دول الاقليم للاسف مشاركة في هذه الجريمة اذ تم اغراؤها ببعض الاراضي من الكيكة السودانية خاصة تلك التي لديها تداخل سكاني وظلت تحلم بذلك الي ان فجروا الحرب الاخيرة علي الشعوب السودانية….فصدقت ان الحلم ربما اصبح حقيقة….
٩…اغراءات مالية وسلطوية لنخب لم تكن في يوم من الايام ذات رؤية وفكرة لبناء السودان الوطن رقم انهم تعلموا وعاشوا وفسدوا من عرق جبين شعوب قتلوها هم بالفقر والحسد والتناحر والتنافر…الخ
١٠…وللاسف هم توصلوا اي الامبرياليين الجدد ..لقناعة اننا كشعب سوداني ليست لدينا القدرة علي الانتاج والابتداع الخلاق ..ولك ان تعود الي تقرير الدكتور العلامة ..محمد المرتضي المصطفي..امة في خطر.. عام١٩٧٢ عن منظمة العمل الدولية ..وبالتالي فان الشعوب السودانية ينبغي ان تختفي في غالبها من هذه الارض المباركة ويستعاض عنها بشعوب اخري ربما منها الفلاشا والفلسطينيين ومقاطيع افريقيا وامريكا اللاتينية وماتجربة هجرة مقاطيع اوربا الي امريكا ببعيدة…
١٣..بعد الحرب الباردة وظهور العملاق الصيني وتمدده في افريقيا وهو امر ماكان سيتم لولا تطور العلاقات السودانية الصينية والتي فتحت الطريق للصين للتمدد في الفضاء الافريقي حيث ارتفع حجم التجارة بين الصين وافريقيا كمثال من ١٢ مليار دولار عام ١٩٩٠ الي ٢٤٣ مليار دولار عام ٢٠١٨ مما يؤكد اهمية السودان كدولة مفتاحية للقارة الاهم للاقتصاد العالمي موقعا وموارد مادية وبشرية وهنا لابد من جعل السودان مركزا وقاعدة للاستعمار الجديد وهو احد اهم حرب ابريل ولكن شاءالله الا يتحقق ذلك حتي الان….
١٤..اصبح السودان الان دولة مفتاحية لمن يود التحكم في التجارة والاقتصاد والقرار العالمي بسبب الموقع الجغرافي والموارد والطاقة خاصة الشمسية والمياه والمناخ والطرق …الخ اذن فالسودان هو قنطرة السيطرة المطلقة علي افريقيا ارض الخام والتصريف السلعي…
١٥…نصر كلنا نحن هنا في السودان علي المضي قدما نحو التلاشي مخالفين سنة الله في التعاون والتصافي والعفو وقبول بعضنا البعض وعدم القدرة علي الحوار الايجابي واستيعاب عصرنا و راهننا الخلاق لدي شعوب كثيرة….مما يتيح لهم الفرصة في جسدنا المتاكل ..تداخلا وتساكنا….
١٦…مازلنا نزداد بعدا عن بعضنا البعض ..وهذا اتاح للاجنبي ان يتحكم فينا تماما وهو عامل خطير يساعد في استيطان الاخرين بارضنا وما سكان غرب افريقيا الا مثالا حيا لذلك وكثيرون اخرون حتي وصلت اعدادهم الي نسب مقدرة وكانوا عاملا حاسما في تهجيرنا من اراضينا وبالتالي تطبيق سياسة الامبرياليين الجدد فيسهل عليهم ابتلاعنا انسانا وارضا وصولا الي الاستيلاء الكامل وتسكين الاجنبي وتوطينه وهناك شعوب من حولنا تعد لذلك…
١٧…واقعنا مزر جدا..
اوقوعنا ببراعة مدهشة في صراع طواحين الهواء
…صراع كيزان قحاته …الخ….
…صراعات قبلية …الخ….
..عنصريات وجهويات…الخ…
..جماعات دينية تاكل بعضها البعض…
..تدمير ميراث الثقة….
…عرب وافارقة.. .
…تدمير الجذر التاريخي…
………الخ…….
ان كثير من التوقعات تشير الي ان موضوع تهجير الفلاشا والفلسطينيين سيتم الي السودان…
…….. …. …
هذه توقعاتي ….
…….. ….. …..
وللاسف ستلعب بعض الدول العربية دورا في ذلك ..لكن هل سيتحقق ذلك الهدف …الامر لله
فقد كانت توقعاتهم تشير الي ان حرب ابريل لن تستغرق وقتا طويلا وسيتم الاستيلاء علي السودان وسرعان مايتم التسليم وتتحقق خطط كثيرة وسيحقق كثيرون احلامهم بالحصول علي الكنز السوداني..لكن الامر بيد الله اذ صمد الجيش والشعب..وكانت المفاجاة الصادمة لهم …
وهنا لابد من وقفة بين كل اهل السودان مع بعضهم البعض….
اذا تم ذلك فالخاسر هو السودان دولة وشعبا
واذا لم نتحد ونراجع قيمة وجودنا فنحن الخاسرون
واؤلئك الذين يقفون مع القتلة والخارج سيكونون الخاسر الاكبر لانهم في نظر المستعمرين مجرد كائنات ميتة…
ربما يزداد الوضع في دارفور قتامة لانه ستحدث مساومة فاوربا تريدها لليورانيوم خاصة فرنسا والمانيا ..اما الدول اياها فستتنازل عنها مقابل فوائد محدودة بضغط امريكي….
يجب علي كل السودانيين ان يعلموا ان هذا الوطن امانة في اعناقنا جميعا وسنسال عنه امام الله والتاريخ والاجيال الحالية والقادة ..وهي دعوة للتخلي عن كل هذه الثنائيات القاتلة والقبلية والجهوية والضعف الحزبي ..ولقد خلقنا الله هنا لنعيش مع بعضنا البعض فهذه الارض تحتاج الي اكثر من ثلاثمائة مليون نسمة ليكونوا علي حجم مواردها الضخمة كما تؤكد مؤسسات الاحصاء السكاني والتنموي العالمية ونحن في حدود ال ٦٠ مليون علي اعلي تقدير ..افلانتعايش…
اكرمنا الله وقدر لنا هذه الخيرات …فلنقدر الله حق قدره ونحمده علي نعمه بالالتفاف حول بعضنا البعض ونصرة جيشنا ..وبعدها يسهل كل شئ…
..نحن الان امام مفترق طرق ..وهذه توقعات قد تصدق نتيجة وقائع ماثلة وقد يغير الله كل شئ ويفشل المخطط كما فشله في ابريل …
…وله الامر من قبل ومن بعد..
….
دمتم وحدة ومحبة…
………….
عارف حمدان
١٠ فبراير ٢٠٢٥