صوت الحق – الصديق النعيم موسى – الجامعه العربية لن ننسى !

قبل ثلاثة أيام قرأت خبراً جاء فيه : أدان السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية استهداف منشآت مدنية حيوية في مدينة مروي وإلحاق الضرر البالغ بمحولات الكهرباء من سد مروي إلى الشبكة القومية التي تغذي عددا من الولايات السودانية بالطاقة الكهربائية في انتهاك جديد للقانون الدولي الانساني الذي يحظر استهداف البنية التحتية المدنية. إنتهى الخبر وفتح الباب واسعاً للحديث عن دور الجامعة تُجاه السودان الذي يتعرّض لحرب بالوكالة تقودها مليشيات بربرية بإشراف وتدبير وتمويل دويلة الشر التي أثبتت كل التقارير الدولية والمنظمات والوكالات والصُحف ذات المصداقية العالية، جميعهم كشف دور الإمارات في تمويل الحرب ومع ذلك ظلّت الجامعة أسيرة لتحالف الشر في أبوظبي ولم تُعلن موقفها الواضح منذ بداية الحرب، بل لم تقم بدورها في الإنحياز لشرعية الحكومة السودانيه.

إقتربت نهاية الحرب وحتماً ستتغيّر معها مجريات السياسة الخارجية المبنية على المصالح حقاً وفعلاً وليس قولاً فقط، فكل الدول التي كالت العداء للسودان ستجد معاملة غير، والتعامل مع هذه المنظمة يجب أن يُعاد التفكير فيه قبل إنتهاء الحرب وكم تمنيت أن تصدر الحكومة قراراً صارماً بتجميد السودان لعضويته أو الإنسحاب فما الفائدة من وجودنا داخل منظمة لم نجدها في ساعة العُسره؟ ولأنَّ الإمارات متورطة صمت ابو الغيط ولم يعلن موقف الجامعة في حرب حكومة ابوظبي العدائية لدولتنا فصمتهم الدولي ساهم في إستمرار الدعم اللوجستي والعيني لحليف المليشيا الإرهابي حميدتي.

وجود السودان في هذه المنظمة او عدمه فهو واحد بلا شك؛ وبالنظر للغة المصالح، لم نجد الموقف المشرّف حيث أنَّ الدول العربية داخل الجامعة بإستثناء مصر التي أعلنت دعمها لشرعية القوات المسلحة وإرتريا الوادعة فكلاهما سطّر مواقف سيخلّدها التأريخ، لم تستخدم الجامعة العربية نفوذها لأنَّ المجرم إبن زايد واللوبي العربي لا يريد خيراً للسودان وظنوا أن التجربة الليبية واليمنية ستنجح في السودان؛ فخيّب الله ظنهم وأفشل مخططاتهم وأصبح الشعب كله جيش ما عدا بعض العملاء في تقدم لاعقة بوت حميدتي.

لن ينسى السودانيون موقف الجامعة العربية ولن يتسامحوا مع مَن دافع وموّل وفتح حدوده للمليشيات ( تشاد – إثيوبيا – جنوب السودان – ليبيا حفتر ) ولن ننسى ما فعلته دويلة الشر وحتماً سيترافع السودانيين جماعاتٍ وأفراد وحكومةً ضد المجرم إبن زايد في المحاكم الدولية، ستُرفع القضايا ضد الدول المساندة والداعمة للمليشيا.

تتبلور سياسة الدول على المصالح فقط فلا عدو دائم ولا صديق مستمر هي لغة واحدة فقط تدور في فلك العلاقات الدولية، تختار أنت أيهما نفعاً وأقرب مصلحةً لبلدك وهذه هي الطريقة السائدة بين مراكز إتخاذ القرار، وبعد الذي حدث حان الوقت لمراجعة وتقييم وجودنا وسط الدول العربية في جامعتها الضعيفة الهشة التي ليس لها اي دور في خدمة الدول، فما شاهدناه يؤكّد قطعاً أن الجامعة العربية تضم عِدة قاعات والسودان وحيداً وكأنه ليس من ضمن المسجلين أصحاب الحق والعضوية.

لن ننسى موقف الجامعة العربية وحان الوقت لمغادرتها غير مأسوفٍ عليها، فمن لم تجده ساعة الشِدة لا يوجد داعٍ لبقائه بعد النصر.

Exit mobile version