كتب المعتصم بالله
في قضارف الخير تلك المدينة الوادعة نشأت دكتوره جيهان النعيم موسى الباحثة التي سطّرت إسمها بمداد الحق والثبات، بينما تتمدد مليشيات الدعم السريع في أرجاء البلاد وإقتربت من الفاو وسقطت مدني وسنجه، كانت الباحثة الأكاديمية رمزاً من رموز الإعلام الوطني المدافع عن الدولة وكينونتها وشرعيتها، صدحت بالحق عبر التلفزيون القومي وقناة الشرق، مدافعةً عن وطنها دون خوف أو ريب رغم تهديدات المليشيا لها، بل تحرّكت من موطنها ومكان ميلادها للعاصمة الإدارية وظللت أتابع بإستمرار مقابلاتها بالصوت والصورة وهي تتناول القضايا من منظور وطني ومهني يظهر فيه التحليل الأكاديمي ما جعلني أتابع كل المقابلات التي ضربت فيها المليشيا وحُلفاؤها.
من خلال متابعاتي في الفترة الأخيرة لم أشاهد الدكتورة في الإعلام الرسمي للدولة ولا أدري ما سبب الغياب، ولقد قرأت مقالاً في الأسافير قبل أيام عن الأكاديمية المختصة في العلاقات الدولية، وتساءلت عن غياب الدكتورة التي تصدّت لمليشيات الجنجويد بصوتها العالي دون خوف، ولعلي أتابع الملف السوداني منذ بداية عمل التلفزيون القومي بمدينة بورتسودان وهنالك أسماء كثيرة جداً غابت عن المشهد السياسي والبلاد تتعرّض لتمرد وإعلام سالب وداعم للمليشيا، فأختفت الكثير من الرموز ولم تظهر إلاّ بعد أن تمدد سيطرة القوات المسلحة.
ففي سبيل حفظ الحقوق سجل التاريخ المواقف والأسماء التي دعمت القوات المسلحة دون شرط أو قيد فكانت بنت مدينة القضارف حاضرة في وجه العاصفة وفي منتصف المدينة التي كانت تحاصر من ال دقلو ووصلت حتى حدود الفاو وإنتشار الخلايا النايمه لم تهرب ولم تتزحزح عن موقفها الوطني.
نتمنى أن يكون غياب الدكتورة جيهان النعيم خيراً وهي رسالة للدولة أن تطمئن على صحتها فهي قامة وطنية أخلصت لوطنها ودعمت جيشنا ليس في قناة السودان فحسب بل في بعض القنوات الفضائية.
