بينما يمضي الوقت – امل ابو القاسم تسير ولا تأبه .. جياد..

واحدة من الصور التي افرزتها تداعيات سيطرة المليشيا على ولاية الجزيرة عقب استعادتها من قبل الجيش السوداني كانت لشركة “جياد ” وقد أظهرت مجموعة مقدرة من السيارات المصطفة بنظام احرقت جميعها في مشهد يشي بغبن المليشيا الذي انعكس بدوره عليها جراء اشتعال النفوس واحتراق الافئدة أسوة باشيائهم.

ومن المعلوم أن منظومة الصناعات الدفاعية في عهد حكومة “حمدوك” الانتقالية كانت محل لغط بضرورة ضمها لمجلس الوزراء ومن ثم الانقضاض عليها وتفكيكيها كونها الساعد الأيمن بل الأساسي في تركيبة القوات المسلحة السودانية وذلك ضمن الاستهداف الممنهج للمنظومة الأمنية بالبلاد. ثم نالت حظها لاحقا بعد الحرب، لكنها سرعان من نهضت واستأنفت عملها بصورة أكبر مما كانت عليه وضخت من السلاح ما أعان الجيش في حربه الضروس دون مساعدة تذكر.

هذا على الصعيد العسكري، أما الصعيد المدني فكذا ورغم وقوع شركة جياد الهندسية في مرمى نيران المليشيا وتأثيرها كما ابتدرت إلا انها الأخرى لم تأبه أو تتقاعص بل واصلت عملها بأحسن مما كان وانتجت آليات وسيارات مختلفة ومتعددة الاستخدامات تناسب المرحلة تماما.

فجياد الهندسية وأركان حربها من المدير العام إلى جميع مهندسيها وعمالها لم يركنوا أو يتقاعسوا عن واجبهم طيلة فترة الحرب ولم تلين لهم عزيمة حتى انتجوا من الآليات ما يضاهي سابقاتها والبلاد مستقرة مستهدفين بها ذات الشرائح والقطاعات والتي زادت حاجاتها لها عقب الحرب والسواد الأعظم فقد مصادر دخله.

جياد الآن تتأهب لمعرض كبير تعرض خلاله كل تلكم الآليات والسيارات المتخصصة وهي تنفع كمشاريع صغيرة لملاكها راعت في ذلك حتى أصحاب الهمم. فضلا عن توفيرها فرص تدريب للشباب بنسبة 5%.

المعرض هو نموذج مصغر لإنتاج كبير عملت عليه في عدد من الولايات لن ينتهى بنهاية الحرب بل سيظل مستمرا بها كفروع جديدة للشركة.

هكذا ديدن الحياة ووتيرتها بأنه ومع الحرب ظلت وكما نردد بأن يد تنتج ويد تحمل السلاح دون أن يؤثر أحدهما على الآخر بل العكس.

Exit mobile version