تمثل الفردانية و الجمعانية رؤيتين متقابلتين للحياة الأجتماعية و التنظيم المجتمعي . تعبر الفردانية عن تقديس حرية الفرد و استقلاليته و تؤكد أن سعادة الفرد و تحقيق ذاته هما الهدف الأسمى للحياة , بينما تشير الجمعانية الى أهمية الجماعة و مصلحة المجتمع ككل . هاتان الرؤيتان تشكلان أساساً لنقاش فلسفي و اجتماعي عريض حول الأولويات التي يجب أن تحكم علاقات البشر و توجهاتهم .
مفهوم الفردانية :
هي فلسفة تقوم على تقدير الفرد و حقوقه و تضع استقلاليته في صدارة القيم الإنسانية حيث تنظر الفردانية الى الانسان ككيان مستقل يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية , و يرى أن تطور المجتمع ينبع من ازدهار الأفراد .
* أهم قيم الفردانية :
* الحرية الشخصية في اتخاذ القرارات الخاصة .
* المسؤولية الذاتية في تحمل نتائج الأفعال .
* الأبتكار و الابداع و تشجيع السعي للتميز الشخصي .
*انتقادات الفردانية :
تؤدي الى الانعزال و الاكتئاب و تضعف الروابط الاجتماعية و تشجع الانانية و المنافسة الشرسة .
*مفهوم الجمعانية :
هي فلسفة تعتبر أن المصلحة العامة و الجماعية لها الأولوية على مصلحة الفرد و تنظر الى أن نجاح المجتمع و تماسكه يعتمد على التعاون و العمل المشترك بين أفراده.
*أهم قيم الجمعانية :
* التضامن الاجتماعي بالنظر الى المجتمع كشبكة مترابطة من الأفراد يدعم بعضهم البعض .
* المساواة والمشاركة بتوزيع الموارد و الفرص بشكل عادل و يكون النجاح انجاز جماعي .
* التضحية من أجل الاخرين بالنظر الى الأفراد كجزء من كيان أكبر يقدمون مصلحة هذا الكيان على مصلحتهم الشخصية .
*
انتقادات الجمعانية :
تقمع الحريات الفردية و تؤدي الى التجانس و التفكير الجماعي و تشجع على الانغلاق على الذات .
* يعد التوازن بين الفردانية و الجمعانية هو السبيل الأمثل لقيام مجتمع صحي حيث تحتاج المجتمعات الى تعزيز حرية الأفراد مع الحفاظ على الروابط الاجتماعية و المسؤلية تجاه الجماعة .
ختاماً :
الفردانية و الجمعانية ليستا نظامين متعارضين بالكامل , بل يمكن دمجهما لتحقيق مجتمع متوازن يقدر حرية الفرد و يعزز مصلحة الجماعة , فالانسان كائن اجتماعي بطبيعته يحتاج الى التفاعل مع الاخرين و في نفس الوقت يحتاج الى الحفاظ على هويته الفردية , و عليه فان البحث عن نقطة التقاء لهذين النظامين هو مفتاح النجاح في بناء مجتمعات مزدهرة و مستدامة .
برقية :
كيف للفرد أن يساهم في بناء مجتمع قوي و متماسك دون التخلي عن هويته الفردية ؟