أخر الأخبار

عصام حسن علي يكتب : من الخطوط الأمامية إلى خدمة الشعب: إسهامات الشرطة السودانية في معركة الكرامة

لطالما كانت الشرطة السودانية رمزًا للشجاعة والتضحية، وحصنًا منيعًا يحمي أمن الوطن واستقراره. وفي معركة الكرامة، التي تُعد واحدة من أبرز المحطات التاريخية في مسيرة السودان الحديث، برزت قوات الشرطة كأحد الأعمدة الرئيسية التي دافعت عن سيادة البلاد ووحدتها ضد التهديدات الإرهابية، وعلى رأسها مليشيا آل دقلو.

*مشاركة منذ الطلقة الأولى*

مع اندلاع الاشتباكات العنيفة التي أشعلتها مليشيا آل دقلو الإرهابية ، كانت قوات الشرطة السودانية في مقدمة الصفوف، مستعدة لمواجهة التحديات الأمنية بكل إمكانياتها. فمنذ اللحظة الأولى، تحركت وحدات الشرطة المختلفة إلى الميدان، متحملة مسؤولياتها الوطنية في حماية المواطنين وممتلكاتهم، وتأمين المنشآت الحيوية، والحفاظ على النظام العام.

لم تكن الشرطة مجرد قوة رد فعل، بل كانت جزءًا من استراتيجية دفاعية متكاملة، تعمل جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى. وقد أثبتت قوات الشرطة أنها قادرة على التكيف مع الظروف الصعبة، والتصدي للتهديدات الإرهابية بكل حزم واحترافية.

*قوات الاحتياطي المركزي: “أبو طيرة” فكاك الحيرة*

لعبت قوات الاحتياطي المركزي، المعروفة باسم “أبو طيرة”، دورًا محوريًا في معركة الكرامة. وهذه القوات، التي تتمتع بتدريب عالٍ وخبرة ميدانية واسعة، كانت في طليعة المواجهات، حيث قادت عمليات عسكرية دقيقة وفعالة ضد مليشيا آل دقلو الإرهابية .
مما كان له الأثر الواضح.

كانت قوات “أبو طيرة” في الخطوط الأمامية، تتصدى للهجمات الإرهابية وتقود عمليات تطهير المناطق . وقد تميزت هذه القوات بقدرتها على التعامل مع الأوضاع المعقدة، حيث نفذت عمليات استخباراتية وعسكرية أسهمت في تحجيم خطر المليشيا وكسر شوكتها في العديد من الجبهات الذي جعل منها هدفا للمليشيا وظهر ذلك من خلال استهداف مقراتها وقادتها الذين اثبتو سجاعة وبسالة لامثيل لها.

*التنسيق مع القوات المسلحة*

عملت قوات الاحتياطي المركزي بتنسيق كامل مع الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى، مما عزز التكامل العملياتي وأدى إلى تحقيق انتصارات ميدانية هامة. وقد أثبت هذا التنسيق أن التعاون بين الأجهزة الأمنية هو مفتاح النجاح في مواجهة التهديدات الإرهابية.

*الشرطة في خدمة الشعب ومن أجل الشعب*

إلى جانب دورها العسكري، ظلت الشرطة السودانية وفية لشعارها الأصيل “الشرطة في خدمة الشعب”. ففي ظل الظروف العصيبة التي مر بها السودان خلال معركة الكرامة، قامت الشرطة بأدوار إنسانية وأمنية متعددة، تمثلت في
حماية المدنيين كانت الشرطة حريصة على توفير الحماية للمواطنين الأبرياء الذين وجدوا أنفسهم في قلب المعارك. وقد عملت على إخلاء المناطق السكنية وتأمين الطرق للمدنيين، مما قلل من الخسائر البشرية.
وتأمين الإمدادات.
لعبت الشرطة دورًا كبيرًا في تأمين الطرق والمعابر لضمان وصول الإمدادات الغذائية والدوائية إلى المناطق المتضررة بعد تطهيرها من دنس مليشيا آل دقلو الإرهابية . وقد ساعد ذلك في تخفيف معاناة المواطنين الذين عانوا من نقص الموارد الأساسية.
وعلى الرغم من الظروف الأمنية الصعبة، استمرت الشرطة في أداء واجبها اليومي في محاربة الجرائم والانفلات الأمني. وقد ساعد ذلك في الحفاظ على الاستقرار الداخلي ومنع استغلال الأوضاع الأمنية من قبل المجرمين.

*رسالة وطنية خالدة*

إن تضحيات الشرطة السودانية في معركة الكرامة تظل رمزًا للفداء والولاء للوطن. فقد أثبت رجال الشرطة أنهم ليسوا فقط حماة للقانون، بل درع واقٍ للوطن في أحلك الظروف. لقد قدموا أرواحهم فداءً لأرض السودان، وتركوا إرثًا من البطولة والتضحية سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة.

معركة الكرامة كانت اختبارًا حقيقيًا لقوة وإرادة الشعب السوداني وقواته الأمنية. وقد أثبتت الشرطة السودانية، من خلال قوات الاحتياطي المركزي ووحداتها الأخرى، أنها قادرة على مواجهة التحديات الأمنية بكل شجاعة واحترافية.
إن إسهامات الشرطة في هذه المعركة ليست مجرد صفحات في التاريخ، بل هي رسالة خالدة تؤكد أن الشرطة السودانية ستظل دائمًا درعًا للوطن وسندًا للمواطن، في السلم والحرب.

لقد كتبت الشرطة السودانية، بدماء أبنائها، ملحمة وطنية ستظل مصدر فخر للأجيال القادمة، وتذكيرًا بأن الشجاعة والتضحية هما الطريق لتحقيق النصر والحفاظ على كرامة الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى