للأمانة والتاريخ – محجوب حسون- فتيل (حمدوك).. أصحى يااااترس!!!

(1)…
مارس أهل السودان السياسة وعرفوا دروبها وفنونهاوخبثها بإنها تاتي من عل أو من (فوق).. أي من نخب المركز (الخرطوم ) منهم تتنزل القرارات والتوجيهات إلي الاقاليم أو الولايات وهم يستقبلونها علي طريقة (حاضرسعادتك..تمام ياأفندم).. (ده كلام سيدي الإمام أو الشيخ.. تاني مافي كلام) لأصحاب السجادات للأحزاب الطائفية وللاحزاب الاخري بتاعت الافندية( موجهات تظيمية )وعلي ذلك قس.. ومن الاقاليم تتنزل إلي مادون أو الأسفل.. لتصل المدن والقري والفرقان.. وهكذا سارت العملية السياسية السودانية إلي أن أنتجت (النخب السودانية.. وإدمان الفشل ،النخب السودانية.. وشخصنة المطالب).. فوصلنا ماوصلنا إليه حتي في عهد ثورة ديسمبر المجيدة في العام 2018م بتعينات رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك للولاه ؟..الذي كما يقول أهلنا البسطاء حقل تجارب سياسة (فشلنا.. فشلنا.. فشلنا).. التعينات مرق او أخرج ثعابين وعقارب السياسة من الحفر.. ووضع شكرا حمدوك في (خطر)..!!!
(2)…
وللامانة والتاريخ قدم شباب (3)كتل من جملة (5)كتل من قوي الحرية والتغيير (قحت) بولاية جنوب دارفور دروس وعبر ومرافعات قيمة تصلح لأن يقتدى بها في سودان الديمقراطيات إذا أطال الله في عمرها ولم يتأمر عليها المتأمرين في الداخل والخارج.. نعم قدم أولئك الشباب درس في الممارسة السياسية والنضج السياسي والوعي المتقدم مقرونة بأدبيات الديمقراطية في الشفافية والمساءلة والمحاسبة ومشاركة الجماهير في كل شان يخصها وهي ترخي السمع إلي أن (الشوارع لاتخون )..شكرا(نادر أحمد يس،مها محمد رمضان،منصور درجة والمحامي عبدالمنعم محمد الريح (السليمي )وبدرالدين أبكر وكل المجموعة …) .
بالقطع هناك تجربة سبقتهم قام بها والي جنوب دارفور السابق دكتور عبدالحميد موسي كاشا
المشهور بكاشا نجم الشاشة او كاشا كل الناس معاك ماشه في العام 2011م عندما قال الرجل (لا) لظلم المركز بشأن مفوضية تخصيص الإيرادات التي فضلت ولايات أخرى أقل مواردا وسكانا من جنوب دارفور الأكثر دخلا وسكانا في نصيب الايردات ..تبعه في الرفض المجلس التشريعي ببيان ملتهب من مهندس الكلم الراحل عبدالله يس وصحبه ببيان (أسنة الرماح).. أجبروا المركز للتراجع لكن فيما بعد تم التآمر علي كل ثوار (قسمة الإيرادات) من كبار حزب المؤتمر الوطني في المركز فتلاشى الجميع من المشهد تباعا على طريقة (قلة فرتق الشلة ) ؟؟..وهاهم ثوار ديسمبر يعيدون الكرة مرة أخرى فماذا هنااااااك. ؟؟؟.
(3)….
أعلنت (3)كتل من جملة (5)كتل مكونة لقوي قحت بولاية جنوب دارفور رفضها لتعيين موسي مهدي واليا للولاية مهددة باللجوء إلي الشارع
وأكد المحامي محمد عبدالمنعم الريح المشهور ب(السليمي )من تجمع المهنيين في مؤتمر صحفي باكاديمية الاطر الصحية بنيالا أن إختيار الوالي الجديد جاء من قوي قحت المركزية ولم يكن من ضمن المرشحين ال(5)الذين تم إختيارهم لمنصب الوالي من الولاية منوها إلي إنتهاء زمن الهيمنة المركزية وأن للولايات الحرية في قراراتها ويجب مشورتها في أي شان يخصها مؤكدا معارضتهم لقرار تعيين الوالي المكلف الجديد منوها إلي أن قرارات قحت ليست مقدسة بل يمكن أن يرتكبوا نفس أخطاء النظام البائد إذا لم يتم مراقبتهم وتابع (هل نحافظ علي إستقرار الفترة الإنتقالية فقط أم نطبق أهداف الفترة الإنتقالية والسكوت علي الخطأ المحصلة النهائية خطأ كبير مما يؤدي إلي الهلاك ) وأضاف(قحت ليس شئ مقدس ولن نصفق للباطل) مشيرا إلي أن أي حياد عن الثورة يضع حمدوك في (فتيل) مشددا علي ضرورة إنزال برنامج الثورة لأرض الواقع منوها إلي أنهم ضد القرارات الخاطئة التي تصدرها الفترة الانتقالية وهي ليست لديها تفويض مطلق وتابع (ياترس خليك صاحي) شعار لكل الاوقات من إجل المراقبة من أي مواطن للمحاسبين للضباط الإداريين وكل شان عام في أي مكان ليعلم الجميع أن المواطن صاحي ومراقب.
(4)…
ووصف جبريل بريمة من الجمعية القومية لحماية الثورة قرار حمدوك بتعين الوالي موسي مهدي بالهزيل والخائن والفاجعة وتابع (دي خيانة واضحة من حمدوك ولم يلتزم بنهج الثورة) داعيا الثوار إلي مليونية جديدة بنيالا رفضا لقرارات حمدوك معلنا تمرده ضد الوالي الجديد بكل الطرق فيما أشار بدر الدين أدم أبكر إلي أن كل الشارع في ولاية جنوب دارفور رافضة لقرار تعيين موسي مهدي وتابع (هناك لساتك ستحرق) منوها إلي أن الرجل وصف الثوار بالصعاليك وهو لايعترف بميثاق قوي قحت كان ذلك في السابع والعشرين من مارس الماضي قبل سقوط النظام البائد فيما لفت نادر أحمد يس من حزب البعث العربي الاصل بالولاية إلي أن الثورة السودانية ثورة تراكمية ولابد من إعمال المؤسسية في إختيار الولاه مؤكدا رفضهم للوالي المعين الجديد وهو ليس من ضمن الولاة ال(5)الذين تم آختيارهم من جنوب دارفور
ولفتت مها محمد رمضان من كتلة التجمع المدني بالولاية إلي أنهم يرفضون أي قرارات فوقية من أحزاب المركز منوهة إلي أن الوالي الجديد سقط في إجتياز (3)معايير من المعايير العامة التي وضعتها قوي قحت لإختيار الوالي والمعايير هي أن يكون سوداني الجنسية ،أقام في الولاية لمدة لاتقل عن (10)سنوات ،الإلتزام بإعلان قوي الحرية والتغيير ،أن لايكون تلوث بالتعامل مع النظام البائد أو الدعم للنظام البائد ،شهادة تخرج بكالريوس كحد أدني وأن لايكون أدين بحكم نهائي متعلق بالشرف والإمانة
وأشارت مها إلي أن المرشحين ال(5) هم
شمس الدين أحمد صالح تجمع المهنيين ،دكتور سيف الدين داؤد الاجماع الوطني،طارق الشيخ المجتمع المدني ،أحمد مختار الزين نداء السودان وعبدالحليم عبدالله التجمع الاتحادي المعارض فيما وقف حزب الامة القومي بجنوب دارفور مؤيد ومساند لتعيين رئيسة موسي مهدي واليا للولاية الامر الذي يؤشر إلي إنقسامات داخل تلك الكتل إذا أصر حمدوك علي قرار التعيينات الاخيرة للولاة وبحسب مصادرنا إن المعايير ال(3)التي لم يجتازها الوالي الجديد(موسي مهدي) هي شهادة البكالريوس،الإتهام بموضوع الضلوع في فساد تعاون الشرطة ومساندة المؤتمر الوطني ربما بسبب أن زوجتة الاستاذة أم سلمي محمد إسماعيل شقيقة الفريق صديق شغلت منصب وزيرة الدولة بوزارة التربية والتعليم وقيادية بارزة ومؤثرة في النظام البائد أو المؤتمر الوطني ..وفي المعيار الاخير كلهم يتفقون بفرضية أن النساء هن من يسيرن الرجال في الحكم… أي هن الحاكمات فعليا .بالتاكيد نحن مقبلون علي معارك عض الاصابع.. وتكسير العظام.. مع ألاعيب السياسة ربما أدى إلي اللعب تحت الترابيز وشراء الذمم لاسيما وأن معظم الولايات رفضت التعيينات الاخيرة.
بالتاكيد هناك من تبرم من تحويل مكان المؤتمر الصحفي من مكان لأخر مع طول فترة الإنتظار وتحوله إلي شبه ندوة سياسية ولكن بصورة العبرة في المضمون وقوة الطرح الذي تميز به أولئك الانجم مما يبشر بممارسة سياسية راشدة سواء في الحكم أو المعارضة عموما دعونا نتأمل في واقع الحياة السياسية المضطربة وإلي أين تسير الامور
.. إنتظروا إنا معكم منتظرون
أخيرا…
الديمقراطية نور ونار من أراد نورها لابد أن يصطلي بنارها هكذا قالها رئيس الوزاء السوداني الراحل إسماعيل الازهري.
الاحد26/ 8/ 2020م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى