قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – الإعلام الخارجي أخي وزير الإعلام (2 من 3)

……………………….
توقفت في مقال الأمس عند محطة وكالة السودان للأنباء (سونا) ودورها في رفع إسم عالياً بالثقة التي إكتسبتها عالمياً عبر إدارة الإرسال الخارجي التي كانت تعمل بثلاث لغات وإستطاعت ان تصل بصوت السودان إلي آفاق بعيدة…ليس هذا فحسب فقد كان (لسونا) مكاتب خارجية في كل من أديس أبابا حيث مقر الإتحاد الإفريقي وفي القاهرة حيث جامعة الدول العربية وفي انجمينا ونيروبي لأهميتهما في خارطة الدول الإفريقية وكلها تعمل في اطار إعلام خارجي قوي ومؤثر تلاشي الآن وأختفي وأصبح صوت السودان في الخارج تنقله القنوات الفضائية المعتمدة في الخرطوم ولست بحاجة للتفصيل في شكل الرسالة الإعلامية التي تنقلها هذه القنوات وفق سياستهم التحريرية التي لا تتوافق بالطبع ما نود إرساله للخارج وماحدث من تشويه وتشويش ونقل منحاز تماما للتمرد الأخير من أخبار أثناء الحرب الدائرة خير دليل ويحتاج لوقفة حقيقية للتعامل مع هذه القنوات ليس بالطبع بمنعها أو حرمانها وإنما بتقوية إعلامنا الحكومي وتأهيله بشرياً ولوجستياً وتقوية رسالته الإعلامية لمخاطبة الخارج بعدة لغات تلك هي الوسيلة التي يمكن عبرها مجابهة الرسالة المضادة بما يدحضها ويعري مصداقيتها إن غير أمينة او صادقة فيما نقلت…لا المنع يجدي ولا التضييق هو الحل…
كانت هنا ام درمان وقناة السودان الفضائية الحكومية ولعدد من السنوات حافلة بالنشرات بالثلاث لغات الانجليزية والفرنسية بجانب العربية وكانت لهذه النشرات اثر كبير علي مجموعاتنا المستهدفة في الخارج وحتي علي البعثات الدبلوماسية الأجنبية بالداخل وقد اجرينا إستبانات رصد في هذا الشأن بغرض تجويد الرسالة الإعلامية بما يناسب المتلقي…تم إنشاء إذاعة البرنامج الفرنسي بالهيئة القومية للإذاعة منذ نهاية الثمانينيات واستمرت لسنوات طويلة إلا أن أثرها قد ضعف بعد أن إنحسرت ساعات بثها فقد كانت تقدم نشرات اخبار وبرامج سياسية ومنوعات سياحية واجتماعية عن السودان باللغة الفرنسية وكان لها مستمعين كثر في الداخل والخارج خاصة البعثات الدبلوماسية الناطقة بالفرنسية…للأسف كل ذلك أصبح تاريخ يحكي في وقت السودان فيه اكثر حاجة لإيصال صوته ورسالته للخارج باللغات التي يفهمها لا ان تعمل أجهزتنا بلغة واحدة هي العربية وكأننا نخاطب انفسنا..
ضعف علي إثر ذلك مجلس الإعلام الخارجي والذي يعتبر واحد من إدارات الوزارة الهامة وهو معني بمتابعة المراسلين الأجانب بالداخل ومتابعة الملحقيات الإعلامية بالخارج وتوفير المواد بمختلف أشكالها والتي كثيرا ماوفرت مادة عن السودان لهذه الملحقيات التي تم مسحها من الخارطة خلال السنوات الأخيرة وسنفرد لها الحديث في الجزء الثالث والأخير من هذه المقالات…
كانت لقناة الشروق ايضاً اكثر من برنامج باللغة الإنجليزية معني بنقل كل ما يدور في السودان من احداث وحوارات صارت فيما مادة دسمة لكثير من المؤسسات الإعلامية في المحيط الإقليمي والدولي…
قصدنا بذلك أن نلقي حجراً علي بركة ظلت ساكنة لسنوات ليس بسبب الحرب التي قضت علي الأخضر واليابس وإنما حتي قبل الحرب ضعفت مؤسساتنا الإعلامية الحكومية واصبح المواطن السودان يبحث عن الأخبار من قنوات وإذاعات خارجية للأسف والوضع الان بالطبع صار أسوأ مما كان عليه في السنوات الماضية رغم الإنتشار فضائيا الذي لم يجد رسالة إعلامية محكمة تناسب هذا الإنتشار…
غدا نواصل الحديث عن إختفاء وغياب الملحقيات الإعلامية والآثار السالبة التي ترتبت علي ذلك الغياب وتقديم بعض المقترحات بحكم الخبرة والتجربة نضعها بين يدي وزير الإعلام والثقافة علها تجد حظها من التنفيذ…

Exit mobile version