أخر الأخبار

تصاعدت حدة التوترات والخلافات،، (رزيقـات ومسيـريـة) الميليشيا.. (إذا اختلف اللصان ظهر المسروق)..

التصنيف العنصري والتمييز في الرتب والمخصصات، أبرز أسباب الخلافات..

جلحة يقود ثورة داخل الميليشيا، ويتلقى تهديدات من ناظر الرزيقات..

انخراط منسوبي القبيلتين في الميليشيا المتمردة لم يعالج خلاف أكثر من 30 عاماً..

قور: وجود القيادة بيد الرزيقات، جعل المسيرية وبقية القبائل مجرد ” بَنْدقجية”..

توقعات بحدوث انشقاق في صفوف الميليشيا المتمردة يزيدها ضعفاً على ضعف..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

تصاعدت حدة الخلافات بين أبناء المسيرية والرزيقات ( المهاهرية) داخل منظومة ميليشيا الدعم السريع المتمردة على مستوى محاور وجبهات القتال كافة، وبدأت شرارة هذه الخلافات بسريان حالة من الشكوك وفقدان الثقة بين منسوبي القبيلتين جراء تصنيف عنصري وتمييز في الرتب العسكرية والرواتب والمخصصات والتسليح وطرق إجلاء الموتى والجرحى والمصابين من ميادين القتال، ومكان تلقِّي العلاج، وتطورت الخلافات من حالة الشكوك وعدم الثقة إلى الحبس والاشتباكات المسلحة والتصفيات الجسدية، وترتفع وتيرة الخلافات كلما تعرضت ميليشيا الدعم السريع إلى هِزَّة ميدانية بتلقِّيها خسارة جديدة على يدي القوات المسلحة والقوات المساندة لها التي ما انفكت تضيق الخناق على رقاب الجنجويد في مختلف مسارح العمليات، كان آخرها ملحمة استعادة منطقة الزُرق بولاية شمال دارفور.

ثورة جلحة:
وكان أبرز قيادات المسيرية بميليشيا الدعم السريع جلحة رحمة مهدي قد قاد ثورة داخل ميليشيا آل دقلو ضد ما وصفها بتمييز عنصري داخل الميليشيا المتمردة لصالح أبناء الرزيقات الماهرية، حيث أطلق جلحة الذي وصف نفسه بقائد التدخل السريع، تصريحات انتقد من خلالها القائد العام للميليشيا المتمردة الهالك محمد حمدان دقلو “حميدتي”، منوهاً إلى وجود خلل داخل الميليشيا، وأثارت تصريحات جلحة ردود فعل واسعة وسط الميليشيا المتمردة حيث دخل في ملاسنة مع مستشار ميليشيا الدعم السريع المتمردة عمران عبد الله حسن، الذي وصف جلحة في مقابلة على إحدى القنوات الفضائية بأنه مجرد جندي في صفوف الدعم السريع وليس قائداً، فثارت ثائرة جلحة الذي أعلنها مباشرة أنه لا يتبع للدعم السريع وإنما يقود جنوداً تتبع لما اسماها ” قوات التدخل السريع” وهي قوات حسب تعبيره موقِّعة على ميثاق مع الدعم السريع بالقتال معاً، وفي تطور لاحق نُسبت خلال اليومين الماضيين تصريحات لناظر قبيلة الرزيقات محمود موسى مادبو، وصف فيها جلحة بالجندي السكران، وإذا لم يمسك لسانه سيتم قطعه، وعقب خسارة ميليشيا الدعم السريع منطقة الزُرق بولاية شمال دارفور يوم السبت الماضي، سارع يوسف عزت المستشار السابق لقائد الميليشيا المتمردة بتوجيه اتهاماً مباشراً لأبناء المسيرية بأنهم السبب في الهزائم التي ظلت تتلقاها الميليشيا المتمردة على يدي القوات المسلحة والقوات المساندة لها، وكتب عزت على صفحته على منصة فيس بوك مدوناً: ” المسيرية إنتو عبئاً على الدعم السريع، غير السرقة ما عندكم حاجة”.

خلافات قديمة متجددة:
ومن قبل وجود المسيرية والرزيقات كقوتين تقاتلان ضمن صفوف ميليشيا الدعم السريع المتمردة، كان التوتر والخلاف سمة تضرب علاقة القبيلتين المتجاورتين على الحدود بين ولايتي غرب كردفان وشرق دارفور، حيث ظلت خلافات القبيلتين القديمة تحمل دائماً عناوين جديدة، ويقول المهندس أحمد سليمان قور أحد أعيان ومثقفي قبيلة المسيرية إن الخلافات بين الرزيقات والمسيرية قديمة ومتجددة لها أكثر من ثلاثين عاماً وتحديداً في العام 1981م حيث نشبت مشكلة بين قبيلة “الفيارين” أحد خشوم بطون قبيلة المسيرية مع الرزيقات فيما عُرف بمشكلة الفرس، حيث كانت هذه المشكلة بمثابة الشرارة التي ظلت نارها متقدة تأكل علاقة المسيرية والرزيقات حيث فشلت كل الجوديات ومؤتمرات الصلح في إيجاد معالجة جذرية لخلافات الطرفين حتى توصلت القبيلتين إلى تفاهمات في عهد والي ولاية جنوب كردفان الأسبق مولانا أحمد هارون على خلفية معالجة مشكلة شقادي.

مجرد بَنْدقجية:
وبعكس كل التوقعات لم يؤلِّف انخراط أبناء من قبيلتي الرزيقات والمسيرية في ميليشيا الدعم السريع المتمردة، بين قلوب القبيلتين، بل ازدادت العلاقة نفوراً وتوتراً وفاحت رائحة العنصرية النتنة في تعامل قيادات الميليشيا المتمردة مع أبناء المسيرية الذين شكوا لطوب الأرض من ظلم ذوي القربى من أولاد العمومة، ويُرجع المهندس أحمد سليمان قور أحد أعيان ومثقفي قبيلة المسيرية، خلافات الرزيقات والمسيرية إمساك الرزيقات بزمام القيادة داخل منظومة الميليشيا المتمردة، فيما تبقى بقية القبائل الأخرى بما فيهم المسيرية مجرد ( بَنْدقجية ) ومرتزقة كسائر الأجانب الذين جنَّدتهم ميليشيا آل دقلو كالأحباش والنوير، وأكد قور في إفادته للكرامة أن التصنيف العنصري داخل ميليشيا الدعم السريع لم يصمد، منوهاً في هذا الصدد إلى نماذج للتمييز بين عناصر القبيلتين، حيث تتم معالجة جرحى ومصابي الرزيقات في الإمارات وكينيا، بينما مصابو وجرحى المسيرية تتم معالجتهم محلياً عند أسرهم بشكل تقليدي كالتداوي على يد ( البصير) وهو معالج محلي يداوي الكسور والإصابات على مستوى الأيدي والأرجل، ونوه قور إلى وجود مشكلة أخرى تتمثل في فشل الحواضن الاجتماعية الممثلة في الإدارات الأهلية في عملية الاستنفار والتي قال إنها وجدت ممانعة كبيرة في جميع أنحاء السودان.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ تبدو خلافات المسيرية والرزيقات مؤشراً خطيراً يعكس الحالة الهشة التي تضرب بنية ميليشيا الدعم السريع بعد مضي نحو عشرين شهراً على اندلاع تمردها على القوات المسلحة، وبحسب مراقبين فإن خلافات الطرفين ستؤدي إلى تضعضع وإضعاف الميليشيا المتمردة التي تعيش أصلاً حالة من الضعف والانكسار في ظل الانتصارات المتلاحقة للقوات المسلحة والقوات المساندة لها على كافة مسارح وجبهات القتال، حيث لم يبق من المتمردين سوى لصوص و( شفشافة) بعد أن تم تدمير القوة الصلبة للمتمردين، وستقطع هذه الخلافات دابر الميليشيا، وتنتهي بانشقاقها وتشظيها، فالعقاب من جنس العمل، وإذا اختلف اللصان ظهر المسروق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى