أخر الأخبار

البــرهان والســيسي يبحثــان بالقاهــرة ملفات التعاون المشترك

..

(الســـــودان ومــــــصر).. التكــامل الاقتصــادي والإعمـــار!!

البرهان عبر عن رضائه عن تطور العلاقات السودانية المصرية ..

السيسي جدد موقف مصر الداعم والثابت تجاه قضايا السودان..

الاستقبال رسالة سياسية واضحة تؤكد دعم القاهرة المباشر للبرهان..

ضرورة مواصلة التنسيق المشترك لحفظ الأمن المائي للبلدين..

تقرير_ محمد جمال قندول

للمرة الخامسة، يزور رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة أرض الكنانة، في رحلةٍ وصفها المراقبون بالمهمة، لا سيما وأنها تأتي في ظل تغييراتٍ طرأت في معادلة الحرب بالسودان، إذ تقترب القوات المسلحة من تطهير كامل البلاد من التمرد.

وعلى المستوى السياسي استطاعت الحكومة تعرية ميليشيات آل دقلو الإرهابية وكشف مشروعها الظلامي.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان على رأس مستقبلي رئيس مجلس السيادة بمطار القاهرة الدولي.

الزيارة استعرضت ملفات الإعمار والتعاون المشترك وسبل دفع العلاقات صوب الأفضل، كما تم إطلاع الجانب المصري على مستجدات الأوضاع بالبلاد.

التعاون المشترك

الجانب السوداني خلال مباحثات الرئيسين ضم “وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ومدير هيئة الاستخبارات الفريق الركن محمد علي صبير، وسفير السودان لدى مصر السفير الفريق أول الركن عماد الدين عدوي.

رئيس مجلس السيادة عبر عن رضائه وتقديره لمستوى العلاقات السودانية المصرية التي وصفها بالاستراتيجية.
وأثنى البرهان على مواقف جمهورية مصر العربية وقيادتها الحكيمة الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، ودعمها لمؤسسات الدولة السودانية.

وجدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف مصر الداعم والثابت تجاه قضايا السودان، مؤكداً وقوف بلاده مع مؤسسات الدولة السودانية، مشيدًا بمستوى التعاون المشترك بين البلدين، مؤكداً حرصه على توطيد وتمتين روابط الأخوة ودعم وتعزيز علاقات التعاون الثنائي.

ومنذ بدء الحرب، ظلت مصر من أوائل الدول التي ساندت السودان في محنة الحرب. وظلت مواقفها ثابتة وداعمة لسيادة البلاد، كما استقبلت أعدادًا كبيرة من السودانيين الذين قصدوها عقب الحرب وكانت ملاذًا آمنًا لهم.

عمق العلاقات

المباحثات استعرضت سبل تعزيز التعاون الثنائي وإسهام مصر في إعادة الإعمار، كما تم التطواف على المشروعات المشتركة في عدد من المجالات الحيوية مثل “الربط الكهربائي، والسكك الحديدية، والتبادل التجاري، والثقافي، والعلمي، والتعاون في مجالات الصحة، والزراعة، والصناعة، والتعدين”، وغيرها من المجالات.

وذكر سفير السودان بمصر الفريق أول عماد عدوي أن لقاء الرئيس عبد الفتاح البرهان بشقيقه الرئيس المصري يعكس عمق ومتانة العلاقات السودانية المصرية وتطابق الرؤى والمواقف تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وعبر الفريق أول عدوي عن رضا قيادة السودان لسير وتيرة التعاون والتنسيق مع جمهورية مصر العربية. وقال إنّ هنالك إرادة سودانية لامتداد العلاقات مع القاهرة تظهر من خلال التوجه المشترك نحو تعميق التعاون القطاعي بين البلدين ودعم برنامج إعادة الإعمار وما يشمله من تعاون وفرص للقطاعين العام والخاص في البلدين بمختلف المجالات وفي مقدمتها البنية التحتية والاقتصادية، بجانب المشاريع الاستراتيجية الجارية بين البلدين وفي مقدمتها مشاريع الربط السككي والكهربائي بين البلدين.

توقيت الزيارة

المباحثات أمنت على ضرورة مواصلة التنسيق المشترك لحفظ الأمن المائي للبلدين ورفض الإجراءات الأحادية بحوض النيل الأزرق وإعمال القانون الدولي لتحقيق المنفعة المشتركة للأشقاء بحوض النيل.

ويرى الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. عمار العركي بأن استهلالية الزيارة وأهميتها بدت في الاستقبال اللافت، حيث استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنفسه رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في مشهد يعكس أكثر من مجرد التقاليد الدبلوماسية.

ويشير محدّثي إلى أن توقيت الزيارة وظروفها السياسية تمنح المشهدك أبعاداً تتجاوز البروتوكول الشكلي، إذ يعكس الاستقبال الشخصي للرئيس السيسي، بما تلاه من مراسم رسمية مكثفة، رسالة سياسية واضحة تؤكد دعم القاهرة المباشر للبرهان بوصفه الممثل الشرعي للدولة السودانية في ظل الحرب الدائرة، وتأكيداً على الشراكة الاستراتيجية العميقة بين البلدين، خصوصاً في قضايا الأمن الإقليمي المشترك مثل ملف حوض النيل والقرن الإفريقي.

وأضاف د. عمار العركي بأن اللقاء والمباحثات بين الرئيسين أكدت على توقعاتنا السابقة بأن هذه الرحلة ستكون مختلفة عن كل الزيارات السابقة ووصفنا لها بالزيارة المصيرية التحالفية بين البلدين، حيث تم بحث التطورات الميدانية في السودان، وإبراز التقدم العسكري الذي أحرزته القوات المسلحة السودانية في استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم. كما تم بحث سبل دعم جهود إعادة الإعمار، والتأكيد على مواصلة المشروعات الحيوية المشتركة، لا سيما في مجالات الكهرباء، والسكك الحديدية، والتبادل التجاري، فضلاً عن التعاون في قطاعات الصحة والزراعة والتعدين. كذلك تطرقت المشاورات إلى الأوضاع الإقليمية المرتبطة بحوض النيل والقرن الإفريقي، حيث شدد الجانبان على الارتباط الوثيق بين الأمن القومي المصري والسوداني، وضرورة العمل المشترك لرفض الإجراءات الأحادية بحوض النيل، بما يضمن الحقوق المائية لكل من مصر والسودان وفقاً لمبادئ القانون الدولي.

وعطفًا على ما ذكره أعلاه يرى العركي بأن زيارة البرهان واللقاء بالسيسي يقرأ ضمن مساعٍ مصرية واضحة لتثبيت توازنات الأمن القومي عبر دعم استقرار السودان وتعزيز الشراكة معه في مواجهة التحديات المشتركة، وهو ما يمنح الزيارة وزناً خاصاً في مرحلة حساسة إقليمياً ودولياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى