بقلم : إبراهيم عربي
رسائل علي الهواء مباشرة من ميدان القتال للمجتمع الدولي ، بكل تأكيد أرادها رئيس مجلس السيادة الجنرال البرهان القائد العام للقوات المسلحة هكذا، قال أن مجلس الأمن الدولي فشل في إيقاف اعتداءات مليشيا الدعم السريع المتمردة علي المواطنين في دارفور ، في الواقع لازالت هذه المليشيا المتمردة الإرهابية تواصل هجماتها وتقصف وتقتل النازحين في معسكر زمزم والمواطنين العزل بالقصف الممنهج في الفاشر .
فيما أغلق البرهان الباب أمام أي هدنة أو مفاوضات مع مليشيا الدعم السريع ، وقال أمس الأحد من الخطوط الأمامية للعمليات من محور سهل البطانة شرق الجزيرة ، المشترك بين القوات المسلحة ودرع السودان بقيادة كيكل المنشق من الدعم السريع ، قال بما يشبه الأمر الحاسم ، قائلا المعركة مستمرة .. ماعندنا كلام معاهم غير البندقية إما المليشيا تنتهي أو تستسلم ، كاشفا عن تحرك أكثر من (ثلاثين) مجموعة مسلحة متحركة نحو الخرطوم ومدني ، وقال أن المليشيا تترنح والباقي مشوار بسيط في إشارة منه لتحرير مدني التي بدأت المتحركات تزحف نحوها بقوة بجانب الخرطوم والتي تمضي فيها العمليات بصورة متقدمة في بحري فيما لازالت المليشيا تقصف كرري ايضا وهي منطقة ماهولة بالسكان حيث أوقعت فيها الإسبوع الماضي عدد من المواطنين العزل قتلى وجرجى .
وليس بعيدا عن ذلك قالت وزارة الصحة بشمال دارفور إن القصف المدفعي للمليشيا لمعسكر زمزم للنازحين بالفاشر أوقع (73) قتيلا و(376) مصابا منهم خلال ديسمبر الجاري 2024 وسط نقص حاد من المستلزمات الطبية ، حيث لايزال القصف مستمرا ويبدو أن المليشيا غير آبهة بقرار مجلس الأمن الدولي (2736) بشأن الفاشر .
علي كل كشف مختبر أبحاث للشؤون الإنسانية التابع لجامعة ييل الأميركية أن مليشيا الدعم السريع المتمردة قصفت مخيم زمزم بولاية شمال دارفور باستخدام مدفع (هاوتزر AH4 عيار 155 ملم) صيني الصنع ، وقال أن القصف أوقع المئات من القتلي والجرحي في صفوف النازحين بالمعسكر .
وقال أن هذا النوع متوفر لدى دولة الإمارات والصين المصنعة فقط، وقال المختبر في تقرير له إنه حدد أربع قطع مدفعية ثقيلة تتوافق مع مدفع (هاوتزر AH4 عيار 155 ملم) ، أستخدم في قصف الفاشر وزمزم ضمن نطاق 40 كيلو مترا .
علي أي حال أثبتت حرب السودان أن هذه المليشيا المتمردة المدعومة من الإمارات عدة وعتاد ، استخدمت فيها أسلحة متطورة ومسيرات إنتحارية وإستراتيجية وغيرها من الأسلحة أمريكية وروسية وفرنسية وصينية وتشيكية وغيرها ، شاركت فيها (17) دولة بالمرتزقة والعتاد والآليات وغيرها من التسهيلات .
فلا أدري ماذا تقول أمريكا الخميس المقبل وهي تترأس الدورة الحالية بمجلس الأمن الدولي وقد حددت جلسة خاصة عن الوضع في السودان ويتراسها وزير خارجيتها بلينكن بمشاركة عدد من وزراء خارجية الدول الاعضاء فيما تنحصر مشاركة السودان عبر وفده بالمجلس .
وبلاشك هي الجلسة الأخيرة للعام الجاري ، وقد أصدرت امريكا نفسها عدد من الإدانات علي قيادات من المليشيا وآخرين لمشاركتهم في تمويل الحرب، ولازالت تراوح مكانها بمجلس الامن ، بينما لاتزال ايضا شكوى السودان ضد الإمارات تراوح مكانها كذلك بين دهاليز المجلس ، فهل ستقدم أمريكا مقترحا لحسم كل هذه المتعلقات بشأن السودان ام ماذا ستفعل وحتي حينها لكل حديث مقال .
الرادار .. الإثنين 16 ديسمبر 2024