للامانة والتاريخ – محجوب حسون- الفلاتة والمساليت .. وخيول الشيطان !

(1)…
فجع كل من سمع أو شاهد عبر وسائط التواصل الإجتماعي الهجوم الغادر والجبان الذي شنه مجموعة من الفلاتة علي منطقة أبدوس بمحلية قريضة علي المساليت وعدد من المجموعات السكانية الذين عادوا طواعية من معسكرات النازحين إلي مناطق أجدادهم لزارعتها وأكل العيش الحلال من كد اليمين وعرق الجبين لم يطلبوا العون من أحد بل وفروا التقاوي وكل متطلبات الزراعة وذهبوا إلي الزراعة بعد أن ضاقت عليهم الارض بما رحبت بسبب ضيق العيش وغلاء والاسعار والتضخم فتوكلوا علي ربهم وذهبوا إلي الزراعة لاكل عيشهم من الحلال الطيب ولكن كان شياطين الإنس لهم بالمرصاد فكانت مجزرة أبدوس التي هزت كل صاحب ضمير حي فماذ كان هنااااك في المنطقة التي تبعد حوالي ال(10)كيلو متر من قريضة التي تبعد (86)كيلو متر جنوب نيالا.
(2)….
شنت مجموعة مسلحة من الفلاتة قوامها أكثر من (100)شخص علي ظهور الخيول والجمال مسلحين برشاشات وكلاشات هجوم علي مزارعين في منطقة أبدوس من أبناء المساليت عصر الخميس 23/ 7/ 2020م أسفر عن إستشهاد (18)شخص من بينهم طفل وإمراة تم إغتصابها وقتلها وجرح (24) من بينهم (9)جروح خطيرة تم نقلهم إلي نيالا
ولفت ملك قريضة يعقوب محمد يعقوب (للصحفيين) الذين حضروا للمنطقة بعد الهجوم إلي أن الهجوم تم في الرابعة والنصف عصرا لمواطنين عزل في مزارعهم منوها إلي أن المهاجمين وأضحين ومعروفين بالإسم متمنيا من الحكومة الموجودة أن تقوم بالقبض عليهم
وأشار يعقوب إلي أن المهاجمين قاموا بنهب كل تقاوي المزارعين العائدين من النازحين وذهبوا بها إلي مناطق (أبوحمرة ،الدقمة ،الطويل،الدكة ) مع أثر وأضح للتقاوي التي جرها وحرقوا (300)بيت لافتا إلي الإنتقام والقساوة من المهاجمين بقتل كل الجرحي بإطلاق الرصاص عليهم في الراس .
وأكد يعقوب أن الفلاتة وجدوا دعم وتسليح من حكومة الإنقاذ بإدعاء أنهم يحاربون المتمردين ولكنهم ظلوا يحاربون المساليت منذ 2005 منوها إلي أن أبناء المساليت الذين قتلهم الفلاتة من بداية أزمة دارفور وحتي الان (1300) شخص مشيرا إلي أنه يملك المستندات بان الحكومة السابقة (الإنقاذ) دعمت الفلاتة بالسلاح والقبيلة دخلت في (8)مشاكل قبلية بسبب طمع في الارض وتاريخ مجيئهم لدارفور معروف والناس إستضافتهم وأحسنت إليهم ولكنهم يستغلون الظروف والحكومات لأذي الاخرين منوها إلي أن جملة النازحين العائدين إلي منطقة أبدوس (1178)أسرة ولكنهم الان عادوا عكسيا إلي قريضة خوفا من القتل والنهب بينما هناك مواطنون حول قريضة تركوا زراعتهم خوفا من أي هجوم غادر ورجعوا إلي قريضة.
وقال يعقوب أن المهاجمين حرقوا تركتر زراعي وطاحونة طحين عيش (ذرة) للنازحين العائدين بجانب تدمير وتخريب كامل لقرية أبدوس مناشدا المواطنين بالعودة إلي زراعتهم وضبط النفس والروية وتابع (مازلنا نعتمد علي الجهود الحكومية لضبط الامن والاستقرار) مشيرا إلي أن المطلوب من الحكومة قرارات شجاعة متسائلا هل هناك تغيير في ثورة الحرية والسلام والديمقراطية والعدالة ) وإذا كان هناك تغيير فيجب أن ينعم الجميع بالحرية ويعود الناس إلي قراهم ومزارعهم ومساكنهم كاشفا عن وجود مصالح للذين كانوا وراء الحادث يقومون بإيجار أراضي النازحين إلي أخرين (…) طيلة غياب النازحين في المعسكرات يكسبوا منها المليارات وبرجوع النازحين إلي أراضيهم خسروا تلك المصالح وهم ضد العودة الطوعية وألقى باللوم علي القوات المتمركزة في قريضة لعلمهم بالهجوم الغادر وكان يمكن تداركه وتابع (هناك قصور من القوات الموجودة في قريضة)
(3)..
ووصف العميد جمعة عبدالرحمن بارك الله قائد قطاع الدعم السريع قطاع جنوب دارفور ماحدث من هجوم بالمؤسف والمستفز للقوات النظامية بل إن ماحدث لايشبه الاسلام ولا الإنسان من حرق للمنازل وقتل وإغتصاب لافتا إلي أنهم أرسلوا (32)عربة عقب وقوع الحدث
وتعهد بارك الله لدي مخاطبتة أهالي أبدوس بمحلية قريضة بحماية المزارعين وعدم تكرار الهجوم عليهم وتابع (الفوضى التي تمت نحن ضدها)
وطالب أبوالزاكي إبراهيم ممثل أهالي المنطقة بتوفير الحماية للعائدين من القوات النظامية ل(24)ساعة وليست حماية ليلا فقط كما تقوم بها القوات قبل الهجوم لجهة أن المزارعين يحتاجون لحماية في ساعات العمل ولايحتاجون لقوات تبيت معهم ليلا مشيدا بالقوات النظامية التي تكبدت المشاق وزارتهم في أبدوس منوها إلي أن( وحل العربة )التي تحركت من قريضة لإنقاذهم كان أمر مقصود منوها إلي أن الهجوم تم بثلاث إتجاهات وكان مخطط ومرتب ومنظم وهذا ماأشار إليه عدد من القادة العسكريين بقريضة
ولفتت الاستاذة حواء محمد أدم ممثلة المراة بمنطقة أبدوس إلي أن الهجوم تم بمليشيات وهم من المستوطنين الجدد في مناطق العودة الطوعية بل إستخرجوا لهم مستندات يحاججوا به أهل المنطقة في المحاكم لاسيما في منطقة أبوحمرة
وكشفت حواء عن مناداة المهاجمين من المليشيات لها باسمها بالقول :ياأستاذة حواء خارجي نفسك وبعد التقرب منهم تعرف عليهم بل تاكد بانها قامت بتدريس بعضهم في المدرسة بل واجهتهم بسؤال ياأولادي.. درسناكم في المدارس أشان تجو تقتلونا..!!.. منوها إلي أن تلاميذها تركوها وذهبوا إلي قتل أهله وبلغ جملة الذين توفوا في الحادث أمامها (18)شهيد من بينهم إمراة وطفلين وقبل أن تكمل الاستاذة حواء قصتها غلبتها( العبرة) وأخذت تمسح دموعها بطرف ثوبها الامر الذي أدمع كل الحضور بما فيهم الصحفيين وتابعت (قلت ليهم ياأولادي عندي (28)سنة في التدريس بموت مع أهلي ولكن مابجري بخليهم). وأكدت معرفتها لكل المهاجمين من تلاميذها فيما أبدي الجميع إستغرابهم من إغتصاب جثث وهي هامدة هذا لم يحدث حتي في إسرائيل علي حد قول بعضهم
(4)…
وقال أبو الزاكي ممثل المنطقة وهو أستاذ بالمرحلة الثانوية أنهم جاءوا للزراعة في أرض الاجداد منوها إلي أن المهاجمين الغادرين أخذوا معهم أكثر من (40)كاروا حصان وحرقوا تواريب المزارعين وأخذوا تيراب الفول السوداني وكل من إستطاعوا حمله ومن لم يستطيعوا حملة أحرقوه مشيرا إلي أن المواطن الان لايملك إي شئ ليزرعة ولا لياكله مطالبا بتدخل الدولة العاجل.
وإكد المتضررين من أهالي منطقة أبدوس أن الهجوم تم عليهم من قبل الفلاتة بأسلحة ثقيلة من بينها منقستو ورشاشات وقرنوفات وأسلحة ثقيلة لاقبل لهم بها فيما أشار عدد من المواطنين إلي أن المهاجمين بعد القتل والاغتصاب إنبروا لمن هم علي قيد الحياة وخلعوا ملابسهم وأمروهم بالذهاب إلي قريضة عراة وهذة المعلومة أكدها عدد من أفراد القوات الموجودة في قريضة بانهم لاحظوا جري مجموعات لفترة ثم الإحتماء تحت الاشجار ولما وصلوا إليهم وجدوهم( عراة ) فيما أرجع عدد من المزارعين إلي أن سبب الهجوم والإنتقام قيام المستوطنين الجدد بإستغلال مزازعهم طيلة حرب دارفور بتأجيرها لهم وللاخرين يتكسبون منها أموال طائلة وبعد عودة السكان الاصليين إلي مزارعهم إنقطعت المصلحة السنوية التي تاتيهم من الاراضي الزراعية منوها إلي أنهم يرحبون بكل الفلاتة الذين كانوا معهم قبل أزمة دارفور للزراعة معهم حسب المتعارف عليه في الزراعة وهم مرحب بهم أما المستوطنين الجديد فلا مرحب بهم بحسب تعبيرهم.
أخيرا…
تقول الامم المتحدة بان السودان يحتاج إلي (285)مليون دولار لتلافي نذر مجاعة.. فما بال جهلاء وسفهاء القوم يمنعون الناس من الإنتاج وزيادة الإنتاجية والكسب الحلال من الزراعة.
السبت 24/ 7/ 2020م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى