خبير عسكري : الجيش أدرك مستوى الضعف في الدعم السريع

قال محمد مصطفى، رئيس المركز العربي/ الأفريقي للسلام والتنمية في السودان “في الحقيقة منذ بداية الحرب هناك إختلاف كبير بين إستراتيجية الجيش وإستراتيجية الدعم السريع، إستراتيجية الجيش ترتكز على تقليل حجم الخسائر في الأرواح والمعدات، أما إستراتيجية الدعم السريع كانت وظلت تتمثل في الهجوم المباشر والعنيف وكثافة إطلاق النار مع الاقتحام والإشتباك، معتمدة على خفة الحركة بإستخدام السيارات ذات الدفع الرباعي والدراجات النارية”.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “رغم أنني أطلقت على طريقة الدعم السريع صفة الإستراتيجية، لكن عندما يتم تقييم سير المعركة وحجم الخسائر التي مُني بها، نجد أنه كان واضح جدا أنها لم ترقى لصفة الاستراتيجية”.

وتابع مصطفى: “معلوم أنه في كل قوة تتفاوت مستويات الشجاعة والثبات بين عناصرها، وبالتالي فإذا لم تكن هناك استراتيجية واضحة تحدد أسلوب وأولويات وطريقة أنتشار القوة، وكذلك تكتيكات المعركة وكيفية عمل الارتكازات والتدخل والإحجام، ومتى يكون الانسحاب أو الدفاع أو الهجوم، حتما سوف تكون الخسائر كبيرة وأغلب الخسائر تكون في العناصر التي تمثل المستوى الأول من الشجاعة”.

وأشار رئيس المركز العربي، إلى أن “الدعم السريع ظل يحارب ويهاجم بوتيرة واحدة وفي كل هجمة ظل يفقد أشجع العناصر، وبالمقابل ظل الجيش محتفظا بقوته البشرية وقدراته القتالية، وحاول الدعم السريع عبر المستنفرين تغطية الفجوة الكبيرة في عناصره القتالية، لكن حتما لم يستطع المستنفرون سد هذه الفجوة بذات الشجاعة والخبرة والثبات”.

وحول ما يجري في دارفور يقول مصطفى: “في الفاشر والأبيض وبابنوسة والمدرعات قد فقد الدعم السريع أشجع القادة وأقوى العناصر القتالية، والآن فإن مستوى الشجاعة والثبات لدى الدعم السريع انخفض بنسبة كبيرة وأغلب القوة المنتشرة في ولاية الخرطوم الآن من المستنفرين، لذلك تجد الآداء الميداني لم يكن كما كان في السابق”.

وأكد مصطفى “أن الدعم السريع لم يعمل حسابه لحرب طويلة الأمد، وظل يواجه دون تقديرات ميدانية، معتدا بثقافة بدوية لا تتضمن سياسات الدفاع الانسحاب، وظل يعمل بسياسة الهجوم والاشتباك والانتصار مهما كانت الخسائر حتى ولو كان الانتصار بطعم الهزيمة”.

ولفت رئيس المركز العربي، إلى أنه “وفقا لإستراتيجية الجيش المستندة على معلومات الإستخبارات فقد أدرك مستوى ضعف القوة الصلبة لدى الدعم السريع، إضافة لتدني القدرات القتالية لعناصره، فتحول الجيش من سياسة الدفاع الانسحاب أحيانا إلى سياسة الهجوم، وبالتالي هناك تقدم كبير للجيش والقوات المشتركة والقوات المساندة الأخرى في كل الجبهات”.

وأختتم مصطفى: “إذا استمر الجيش بهذه الطريقة قد يسيطر على مدينتي أم درمان وبحري قريبا ويسيطر على مدينة الخرطوم ولو بعد حين”.

Exit mobile version