معز النويري يكتب : إفشال إنهيار الدولة السودانية … بداية نهاية مليشيا الدعم السريع

التطورات السياسية والعسكرية في السودان بعد مرور سبعة عشر شهراً من الحرب وتجدد القتال الضأرى في معركة كسر العظم التي تقوم بها القوات المسلحة والمشتركة من حركات سلام جوبا وهي ليست كمثيلاتها من المعارك تجعلنا نرى في الأفق إنهيار متسارع لمليشيا الدعم السريع والمليشات المتحالفه معها وكأن الجيش وجد الوصفه المناسبه للقضاء عليها والقضاء علي مهددات الأمن القومي السوداني لأسواء حرب تمر علي السودان كأنت قأب قوسين أو أدنئ من إنهيار الدوله ودخولها في مجاهيل مستقبل مظلم ضد مشروع دولي وإقليمي يهدف للسيطرة علي موارد السودان الطبيعية المتجددة منها وغير المتجددة والسيطرة علي الساحل البحري ومنطقة القرن الإفريقي بدوله تُعد الأهم إستراتيجياً في المنطقة ‘ لتفتح الباب علي مصرعية لمصير مجهول للشعب والدوله السودانية ‘ وفي هذه المساحه نحاول إفراد شرح عن إفشال المخطط وأسباب إنهيار مليشا الدعم السريع في أول إختبار عسكري هجومي حقيقي مع إستصحاب آراء بعض الأكادميين والمهتمين بالشأن السوداني .

التفاوض علي المكاسب

أقصى مايكن أن يحققه حميدتي وداعميه في هذه الحرب هو التفاوض علي الذي حققه حرباً كان أو سلماً لذلك قد يرى المراقبين والمهتمين قبول المليشا للتفاوض وإستعجالهم إلي إنهاء الحرب علي ماهيه عليه الأن وقد أدرك حميدتي عدم مقدرته السيطرة علي الدوله السودانية وهو يفكر الأن الإبقاء علي القدر الذي حققه وهو في ورطه حقيقيه يقابلها سجل حافل من الجرائم ضد الشعب السوداني يحرج داعميه وسرعان ما ينفض السامر من حوله وبالمقابل الجيش السوداني وجد سند شعبي قوي يعد خط الدفاع الأول صاحبه تغيير في المعارك الأخيرة لكن كان للجيش خطه مدروسه للحفاظ علي قواته وإستنزأف العدو وبناء قدراته في وقت واحد حتي وصل إلي ماهو عليه من قوة وصمود أما الحدث الأكبر هو إنحياز المشتركة وحركات الكفاح من سلام جوبا لتكون معركة الفاشر هي الكود لتكسير القوة الصلبه وغرور المليشا وكل هذه العوامل وتحولات المعارك وقرب إنتهاء المليشا علي مستوي ميادين القتال جعل الدول والمنظمات الداعمه للتمرد البحث عن مخرج سياسي يمكنها من الحفاظ علي المكاسب التي حققها التمرد علي الأرض .

أسباب إنهيار الدعم السريع الذاتية

في ورقه علميه قدمها البروفسير علي عيسي عبدالرحمن في التاسع والعشرين من سبتمر تحدث عدد فيها أسباب الإنهيار الذاتية ومن أولها دعاء المواطن المستضعف علي الدعم السريع ما عجل بنهايته لأن دعاء المواطن الذي إنطلق من المساجد والمصليات وتضرع النساء و دموع الأطفال كلها ليست بينها وبين الله حجاب وبخسارة المليشا للمواطن الذي تتدعي المقاتله من أجله وهي تقوم بسرقة ونهب مملتكاته وطرده من منزله وإستباحة أعراض المواطنيين والتجويع والإفقار وبذلك يكون قد فقد دعم المواطن ومن ضمن أسباب الإنهيار عدم وضوح أهداف الحرب لمقاتلي الدعم السريع وهي القوات الوحيده علي وجه الأرض تقاتل بدون معرفة الأهداف التي تقاتل من أجلها وكان الهدف الأول جلب الديمقراطية و سرعان ما تغيير إلي محاربه الفلول ومالبث أن تحول لجلب المنهوبات ثم إلي الدوله الحديثة البديله لدولة ٥٦ وهم بلا أهداف والحرب التي لا هدف لها لايمكن الفوز فيها لذلك الكثيرون قاموا بالتسليم للقوات المسلحة ومنهم من هرب بوتيرة متواليه ليفقد أغلب قواته في الميدان كما هناك سبب أخر وهو النفس القصير لمقاتلي الدعم السريع فتكوين تلك القوات يقوم علي خوض معارك خاطفه وسريعه وعملياتهم الحربية تقوم علي الإغاره وحرق الفرقان والنهب ومغادرة أرض المعركة بأسرع وقت ممكن وعندما تحولت المعارك إلي حروب مستدامة شاهدنا عدم إنصباط تلك القوات فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله وكثيراً ما شاهدناهم يشتبكون فيما بينهم و القوات المسلحة لديها من الأنضباط والنفس الطويل والثبات الإنفعالي الجمعي وهي الأقرب للنصر في مثل هكذا مواجهه كما لا يفوتنا ذكر عامل أخر وهو غرور هذه القوات ويظل الغرور هو أهم العوامل التي أدت إلي إنهيار التمرد فالتفوق الذي حدث لهم وكثرتهم عدداً وسيطرتهم علي بعض الفرق والمناطق العسكرية في الخرطوم بداية الحرب مع تفوق نسبي في التسليح جعلهم يطلقون علي أنفسهم ( الأشاوس و الجاهزية ) وكلها صفات تعبر عن القيم وهم يفتقرون إلي هذه المعاني وهكذا عاقبهم الله أولاً وأوردهم غرورهم المهالك كما أن الضليل الإعلامي والزيف أصبح وأقع معاش فهم في سبيل تضليل المواطن يضللون أنفسهم عبر منصات إعلامهم أو من خلال مستشاريهم عبر الفضائيات فيصدقون أكاذيبهم علي هذا الواقع الإفتراضي القائم علي إنتصارات و إنسانيات زائفه وخادعة مضللة .

الموقف المالي للدعم السريع وأثرة علي مسأر العمليات و المقاتلين

قدم المحلل الإستراتيجي الدكتور النور صباح عبر إضاءات في السابع عشر من شهر يوليو من هذا العام تحليل مصادر الدخل للمليشا أولاً مصادر الدخل قبل الحرب كان الذهب وتصديرة وكالة عن الدولة (شركة الفاخر ) مع وجود خط مؤازي لتهريب الذهب وكانت الدوله السودانية متكفله بمرتبات ١١٨ ألف وظيفة أضيفت في عهد وزير الماليه البدوي و شركات تجارة في كل شئ تصدير المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية وإستيراد المحروقات وكل إحتياجات الدولة من السلع الإستراتيجية وتم هذا كعطاء بالأمر المباشر من وزير الماليه البدوي مع شركة الفاخر التابعة للدعم السريع إتفاقيات مع الإتحاد الأوربي لمكافحة الهجرة غير الشرعية ب ٨٠ مليون يورو شهرياً وبنوك تابعه للدعم السريع وشراكات مع شركات وطنية وتمويل الزراعة وشراء التقاوي والأسمدة و شركات خاصة تابعة للعائلة أكبرها شركة الجنيد وعدة شركات في خارج السودان و مناجم في شرق وشمال وغرب البلاد أكثرها شهرة منجم سنقو الذي ينتج ٧٠ طن في العام وأموال حميدتي السائله إن كانت أرصدة في بنوك إقليمية ودول بعيدة كروسيا التي يهرب لها الذهب عبر فاغنر أما بعد الحرب إنقطع دعم الدوله من مرتبات وتسهيلات و إنقطع التعامل بإسم الدولة من إستيراد وتصدير تم مصادرة جزء من الأرصدة وتجميدها داخل السودان بعض الجهات الخارجية قرصنوا ما تحت أيديهم من أموال وضربت سلاسل تهريب الذهب التي كانت تحميها فاغنر تم ضرب وتدمير مناجم الذهب وإنخفاض الإنتاج للحد الأدني و الحرب لديها تكاليفها واضطر حميدتي لشراء أسلحة و ذخائر عبر طرق ملتويه وبأسعار مضاعفه دفع كثيراً للعمل الإعلامي وشراء الناشطين والأبواق والتكفل بمصاريفهم و دفع كثيراً لشراء سياسيين و مسؤولين إقليمين ودفع لموظفين كبار في منظمات إقليمية وحتي دفع لأنظمة لتساعدة سياسياً و أنفق علي شركات علاقات عامه لتحسين صورته امام العالم ولا يزال يدفع لتعويض المركبات والأسلحة والعلاج وبالمقابل الحصل عليه يتمثل في الأتي منهوبات من العملة المحلية والأجنبية من البنوك السودانية نصف هذه المنهوبات لم يصل للدعم السريع وأحتفظ به الجنود والقادة لأنفسهم . لم يحصل علي أي دخل مؤسسي من الولايات الواقعة تحت سيطرتة ولا يستطيع إدارتها وقد لجأ الدعم السريع إلي عدة حيل للحصول علي الأموال وهي الضغط علي شركات الاتصالات لتدفع له مقابل عدم فصل الخدمه أي تعطيل الخدمة يكلف ملايين الدولارات ولم ينجح بدليل فصل الخدمة لجأ أيضاً لتعطيل بترول الجنوب أو الدفع مقابل الحماية إعتقد دولة الجنوب ستقبل بذلك ولم يحسب أن ذلك يضعها في مواجهة الدولة السودانية مستقبلاً وفشل في ذلك بدليل إغلاق محطة الضخ في العيلفون وتسرب النفط أيضاً مخاطبة المجتمع الدولي لإتفاق إغاثي يوفر له تمويناً لقواته وللمتعاطفين معه في مناطق سيطرته ولا ننسي أن هناك من الأعداء من سبدفع له بسخاء نكاية في السودان ولكنه لن يجد المال كما هو الحال قبل الحرب عندما كان جزء من الدولة السودانية وهذه النتيجة تمثلت في تسرب مقاتلي الدعم السريع بسبب قلة المرتبات وقلة المنهوبات وهي عامل أساسي في الإنهيار للمرتزقة.

حتمية الزول للتمرد

كل ما ذكرنا من عوامل الفشل للمليشا هو ما يقود لحتمية الزول لمليشا الدعم السريع فالحروب لا تدار فقط في ميادين القتال هناك عوامل مساعدة كثيرة وظروف تحيط بالمجتمع الدولي حسب التغييرات علي أرض المعركة تقود إلي تغيير مواقف بعض الدول والمنظمات وحتي السياسين من الدعم السريع كما أن ما يحدث في تشاد وجنوب السودان وإقتراب المعركة للحدود مع تشاد وإفريقيا الوسطي وقطع سلاسل الإمداد ولقاء رئيس مجلس السيادة مع قادة ورؤسا الدول الداعمة للسودان في الأمم المتحدة كان له أثر ذات عين رغم محاولات المبعوث الأمريكي لمساندة الدعم السريع وظهيرة السياسي تقدم إلا أن كل الشواهد تقول أن القوات المسلحة و المشتركة و القوات الأمنية الأخري ستغير قواعد الميدان مما يقود إلي إنها التمرد بنهاية هذا العام مع تماسك الجبهة الداخلية.

Exit mobile version