دينا شرف الدين تكتب: “30 يونيو ” يوم بذاكرة الأمة المصرية

تحل الذكري الحادية عشر لثورة الثلاثين من يونيو ، التي تُوِج فيها كل مصري قائداً لثورته مقرراً لمصيره كما فعلها علي مدار التاريخ .

فقد اتخذ المصريون قراراً واحداً إتفق علي تنفيذه جميع المختلفين و هو التخلص من حكم جماعة كادت أن تطيح بالهوية المصرية العريقة التي لم تستطع قوة كانت علي وجه الأرض أن تطمسها أو تبدل ملامحها !

فكم من مستعمر طامع مر علي مصر و اغترف من خيراتها و استباح أرضها ،لكنه دائماً ما كان يذهب من حيث أتي إلي غير رجعة دون أن يترك بصمته الخاصة التي عادة ما كان يتركها في كل الدول الأخري التي حل عليها مغتصباً للأرض و منتهكاً للعرض !

لكنها مصر ذات الهوية الصلبة القوية المتفردة
فعلي سبيل المثال :
لم تحل اللغة الإنجليزية محل العربية بعد احتلال إنجليزي دام أكثر من سبعين عاماً مثلما حدث مع دول شقيقة حلت بها اللغة الفرنسية محل العربية في كثير من الأحيان بعد انقضاء فترة الإحتلال الفرنسي !

لذا فقد هب المصريون جميعاً علي قلب رجلٍ واحد متجاوزين كافة الخلافات السياسية، متغاضين عن التوجهات المختلفة حينما استشعروا خطراً أكبر و أهم ، فانتفضوا جميعاً مثلما فعلوها دوماً علي مدار تاريخهم الطويل للتخلص من عدو اتفق علي خطورة تواجده جميع المتفقين و المختلفين اللهم إلاااقليلاً جداً منهم الذين أعرفهم و تعرفونهم و يعرفون أنفسهم تمام المعرفة !!

و بالرغم من:
الأزمة الإقتصادية التي نالت من الجميع و ارتفاع الأسعار الذي تضررت منه كل طبقات المجتمع المصري و الحروب التي تدق طبولها هنا و هناك من غزة لأوكرانيا لأفريقيا ،و التي ألقت بظلالها القاسية علي من لا ناقة لهم بالأمر و لا جمل و من قبلها أزمة الكورونا و من قبلها تبعات الخراب الذي خلفته عقود من الفساد و الركود و الإستنزاف ، يحتفل المصريون بنجاح ثورتهم و تحقق أهدافهم في التخلص من حكم الخونة و الإطاحة بهم و بمخططاتهم الخبيثة العميقة.

فلنا الفخر و الإحتفال و لهم الخزي و الإنزواء

و كل عام و مصر بخير و سلام و أمان

Exit mobile version