ثوابت – السماني عوض الله – وما العيب الإ فينا … !!!

ليس هناك مسؤول او مواطن مصري يكن العداء او الحقد على شعب السودان وليس هنالك من بينهم لم يتعاطف مع السودانيين في محنتهم ومعاناتهم التي افقدتهم كل شئ يملكونه ٬ ففتحت مصر للسودانيبن قلبها قبل بابها ورحبت بهم كضيوف مكرمين في بلادهم الثانية يتمتعون بكل الخدمات التي يتلقاها المواطن المصري .

وقد ضجت خلال الأيام الفائتة وسائل التواصل الإجتماعي بكل ما هو قبيح من أجل الوقيعة بين الشعبين في محاولة وقف لها العقلاء من الشعبين ٬ وقفة من يريد ويحرص على أن لا تسوء هذه العلاقات الشعبية والرسمية .

وانا اتابع كل ذلك تذكرت ما قاله الإمام الشافعي :

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا

فالعيب فينا نحن الذين لم يحترم بعض منا قوانين وتقاليد مصر التي عملت الحكومة على ترسيخها وسط مواطنيها ٬فكيف لنا ان نخرق تلك القوانين والنظم حتي لا تتأثر تلك الجهود التي تقوم بها حكومة مصر ؟ . وأعني هنا ان يأتي صاحب أموال ويقوم بانشطة تجارية دون إكمال الاجراءات التنظيمية التي تنظم وتضبط أية اعمال او نشاط تجاري داخل جمهورية مصر العربية .

فالأجدر بكل صاحب رأس مال ان يطلع على الاجراءات المطلوبة – والتي اعتقد انها ليست بذات الصعوبة حتي تتم تجاهلها وعدم الإهتمام بها – ومن ثم الدخول في تنفيذ النشاط التجاري ولكن ما يعيبنا ان البعض يشرع في “التنفيذ قبل أخذ التصديق”٬ وهذا من اكبر العيوب .

وطالما ان صاحب رأس المال شرع في تنفيذ نشاطه دون إكمال الاجراءات المطلوبة عليه تحمل تبعات ذلك دون ان يحمل الحكومة المصرية المسؤولية لان من حق حكومة مصر تنظيم أي نشاط وفق الاجراءات التي تمت اجازتها من قبل البرلمان والذي يحاسب الحكومة في اي اخفاق يتم .

ويجب علينا ان نلوم أنفسنا ونعيب عليها هذا السلوك غير المنطقي قبل ان نكيل الإهتمام على حكومة مصر وان نكون شعب منظم يحترم الأرض والديار التي يتواجد فيها ووقف الفوضي التي بدأت تسير في كل شوارع مصر نتيجة لسلوكنا الخاطئ وتجاهلنا بالقوانين والاجراءات التي تنظم العمل .

وما رشح من أنباء حول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية في حق المدارس السودانية والمحلات الأخري المتعلقة بانشطة السودانيين بمصر لهو إجراء طبيعي من حقها اتخاذه بالطريقة التي تراه ومراجعة تلك الأنشطة ومطابقتها للوائح والنظم المتبعة .

نٱمل ان تكون هذه الاجراءات هي البداية الفعلية لتنظيم السودانيين لأنفسهم وتوفيق أوضاعهم الهجرية والتجارية والاستثمارية والسكنية وغيرها من ماهو مطلوب حتي تكون الجالية السودانية وهي الأكثر عددا جالية يحتذي بها في التنظيم والإحترام .

إن لكل دولة قانون ينظم حركتها وعلى الوافدين احترام هذه القوانين والالتزام بها وهي دعوة اقولها واغلم ان كثير من ابناء الجالية يعملون من اجل توفيق اوضاعهم.

Exit mobile version