مأمون على فرح يكتب : ( العيون سهرن هجد )

قرص الشمس

وهذا الرجل من البحر والنهر ولد وكانت حياته كغيره من أبناء المنطقة مابين الرعي والتنقل في هذه البيئة القاحلة التي عرفت بقسوتها صنعت من كلماته قمة في الحب والرومانسية وسلامة اللغة وحب الوطن وكانت كلمات الراحل الشاعر الكبير ( ابوامنة حامد ) مختلفة من كل الأوجه لا تشبهها اي كلمات وتميز من غيرها… وضع بصمته في خارطة الغناء السوداني بشكل واضح وكبير وساهم في مسيرة كبار المطربين في السودان وردي.. بن البادية.. رمضان حسن عبد الكريم الكابلي وسيد خليفة واحمد الجابري..

ابوامنة حامد شاعر من جيل عظيم كتب كلمات لا تقارن مدرسة مختلفة للغاية ممزوجة بين الفصحى و العامية فكان خليط من البهجة والفرح :

بين الريد والهوى عشنا
أيامنا سوى
ما قاسينا النّوى
ما أحلاك يا هوى الهم راح وإنطوى
عش ريدتنا استوى
بين إيديهُ هنايا في عينيهُ منايا
حققنا أحلامنا
والعاشق عقباله
بيني وبينه حكاية ما ليها نهاية
وأحلام دنيايا
لو شفتوهُ معاي خطوُه الحالم آية
يروي محاسنُه رواية
كم ضوّت دنيايا نور دربي برايا
حقّقنا أحلامنا
والعاشق عقبالُه
أنا بحبُّه أكتر ياما هواي بيكبر
ياما مشاعري بتسكر
حبه النامي الأخضر راعيناهُ وأزهر
في قلبينّا ونوّر
والعزّال كدناهم في لحظة نسيناهم
حققنا أحلامنا
والعاشق عقبالُه
الأحباب شافونا بالأزهار لاقونا
هنيناهم وهنونا
حبيناهم وحبونا غنوا معانا وشاركونا
بالأزهار لاقونا
يا عشاق عقبالكم قولولنا هنيّالكم
حققنا أحلامنا
والعاشق عقبالُه
قالوا بتحبّوا
قلت ليهم مالُه
إيدو على إيدي الهنا مشينالُه
حققنا أحلامنا
والعاشق عقبالُه

و

سال من شعرها الذهب
فتدلى وما انسكب
كلما عبثت به
نسمة ماج واضطرب
النجيمات والخصل
فى عناق وفى غزل
نسجت حوله القبل
موكبا يغزل الطرب
فيه من سمرة الأصيل
شعرها المذهب النبيل
ثغرها اليانع البليل
كرزة حفّها العنب
يا حبيبى … أكلما
قلبىّ المغرم احتمى
بك وانزاح ملهما
عاد كأسا بلا حبب
فاره .. مترف .. لدن ..
فنن.. لا .. ولا فنن
هزنى الوجد والشجن
فى الهوى قلبى إغترب
رقص الورد والزهر
مهرجانا على النهر
سال فى الشط وانهمر
عطره الحلو وانسرب
أى غصن إذا انثنى
فيه تحتفل الدّنا
والثريات والسّنا
غير بدرى إذا احتجب
عشت فى الحب منتهى
التيه .. ولكن بلا انتهاء
تائه .. ذاهل النّهى
شفّنى الوجد والطرب
إن تكن أنت لم تزل
يوم بدر المنى اكتمل
نحن شلناك فى المقل
وقعدنا على اللّهب

وعلى غير ذلك فإن لهذا الرجل حب كبير لكل السودان زار مدن واقاليم وعرف انسانها ورسم حب لكل شي وعبر عنه في رائعته بنحب من بلدنا والتي اضحت كالايقونة بصوت فنان أفريقيا الأول محمد وردي :

بنحب من بلدنا
ما برا البلد
سودانية تهوى عاشق ود بلد
بعيون المفاتن شي ما ليهو حد..
التوب المهبهب فوق أم الضفاير
والخد المعطر زي أحلى الأزاهر
والخطوة الأنيقة ترنيمة مشاعر
أنا بي كلو عمري بمشيلا وبسافر
مين في الدنيا دية أجمل من بناتنا
الليهن قلوبنا والفيهن صفاتنا
الكامنات في روحنا والعايشات في زاتنا..

في حلفا البداية أحلامي وهنايا
أنا عايش لحبي المخضر برايا
النافرة الأليفة بجروحي وهنايا
أنا لي في كريمة شايقية بشلوخا
نعتز بصفاتا ما نجهل تاريخا
ماها المابية ريدتي ومو ياها المسيخة..
في شندي العظيمة تلقى بنات جعل
وحدات في المتمة زي لون العسل
النايرات خدودن زي فجرا أطل
في سنكات بنعشق بت سمرة وأبية
ترتاح في الضريرة خصلاتا الغنية..

عاشت في شعوري أحلى هدندوية
الواردات جدودن في الجود والشجاعة
البظهر جمالن من زمن الرضاعة
سودانية مية المية في زوقا وطباعة
يا ناس أرحموني أنا قلبي في رفاعة ..

لوزة القطن اليانعة السمحة ونضيرة
تستنى الحليوة في مشية أميرة
أجمل حب عندي في قلب الجزيرة
لي في الغرب أغيد في دار حمر والبقارة
نحميها بسيوفنا تفاحنا ونضارة
تسكرنا الليالي وتطربنا النقارة
لي في جوبا الساحر تسلم لي خدودو
يمرح في غاباتو يسرح في ورودو
حبي الغالي ليهو ما بعرف حدودو…

وهذا الرجل سوداني أصيل محب لكل ماهو سوداني يتأثر بكل شي ويكتب من الأعماق تظل كل كلماته محفورة في وجدان الأمة السودانية الي الأبد لا احد يمكنه ان ينسا كل محطات ابوامنة حامد التي جعلنا نمر بها فقد حلق بنا بعيدا الي آفاق الرومانسية وحب الناس والوطن وكل شي جميل… و

جانا الخبر شايلو النسيم
فى الليل يوشوش فى الخمائل
هش الزهر بكت الورود
وسالت مشاعر الناس جداول
رجع البلد
بعد السنين المره
يادوب العيون سهرن هجد
ياحليلو مارجع البلد
وعيونا ما سهرن هجد
فى عيونو شوق
انهد لحب للناس للوطن
ماغيرت ريدتو السنين
ومابدل احساسو الزمن
شفنا المشاعر الحلوه
فى ساحاتنا بى الامال مشن
انت ما نسمة فى الهجير
انت ما راحة ضمير
انت ما بهجة مشاعر
انت ما رحلة عبير
انت ماياكا الامير
كيف نسيبك تمشى تانى
وانت نورة البلد
العذاب فارق طريقنا
والعيون سهرن هجد..

Exit mobile version