بينما يمضي الوقت.. أمل أبوالقاسم تكتب: (بقروشنا)

قبيل أيام وعند لقائه بالوفد الصحفي السوداني الذي سافر من مصر الى السودان لحضور فعاليات ورشة الإعلام التى انعقدت بمدينة بورتسودان، وخلال تلبية دعوة من السفير المصري لدى السودان م. “هانى صلاح” لدعوة عشاء اقامها على شرفهم وهى عادة درج سعادة السفير على إقامتها للصحفيين السودانيين في لقاءات اتسمت بطابع الأخوة وتمتين العلائق ومن ثم استعراض ما تم ويتم بين البلدين بحسب المناسبة والضرورة. وكما وصفه الزملاء عقب اللقاء وهو انطباع عام لكل من حضر تلكم اللقاءات بأن السفير يلم بكل شاردة وواردة عن أحوال السودان وهو انطباع اخذناه منذ أول لقاء له بالإعلام في بادرة لم يسبقها عليه دبلوماسي حريص على الوقوف على أمر البلدين بالتشاور مع الإعلام وغير ذلك كثير في غير ما تطفل أو حشر انفه في ما لا يعنيه وبلده.

قلت انه وخلال لقائه الوفد استعرض العلاقات ووشائج الصلة واللحمة بين البلدين لافتا إلى دخول حوالي (600) الف مواطن سودانى لمصر ولا ادري ان كانت هذه النسبة هى الرسمية عبر القنصلية أم مضاف اليها من دخلوا عبر التهريب.

ومما لا تتناطح فيه عنزتان ان مصر الدولة الوحيدة التى فتحت حدودها وبوابتها منذ انطلاق شرارة الحرب بلا ادنى قيود فتدافع إليها السودانيون ينشدون الأمن هذا قبيل ان تعود لتجعل الدخول عبر التأشيرة عقب حدوث اختراقات وتلاعب بالأوراق الثبوتية وغير ذلك.

(600) الف مواطن بعد الحرب وقبلها أكثر من خمسة مليون مقيم في اراضيها. وإلى وقتها كان الانضباط عنوان للسودانى لكن وبعد موجة وهوجة اللجؤ حدثت من التصرفات ما احرج السودانيين انفسهم دعك من أهل البلد الذين رحبوا واحتوا القادمين وظلوا يدعون لهم بايقاف الحرب وعودتهم الى بلادهم سالمين.

نشهد الله اننا تلمسنا منهم الاحترام والتقدير ولم نسمع منهم غير طيب الحديث هذا ان تحدثوا لأن اغلبهم في حالهم لا يعنيهم ان مر بهم سودانى أو اى أجنبي.

الذين يشكون من السودانيين مؤكد انهم ارتكبوا ما جعل أهل البلد يتضايقون، وكذا بالنسبة للاخوة المصريين.

قلت أهل البلد وهم أشقاء فعلا وقولا لكن هذا لا يمنع الصدح بحقيقة اننا ضيوف عليهم مهما سعت الدولة لانصاف اللاجئين والسماح بمناصفتهم كل الخدمات وغير ذلك الكثير.

علينا أيها الأهل والعشيرة ان نراعى غربتنا ونحترم البلد المضيف وأهلها حتى مع اقامتكم (بحقكم وقروشكم) كما يردد البعض، ان تعيشوا على نفقتكم هذا ليس مسوغ لاشاعة الفوضى وان كنتم لا تراعون للظرف السيئ والحرب التى تلتهب في بلادنا وتحصد الأرواح والممتلكات وتنتهك العروض، ان كنتم وبعد ان خرجتم بأمان تاركين غيركم يكتوى بها ولا تكترثون لذلك، ان كنتم لا تضعون اعتبار لذلك عليكم احترام البلد المضيف فهى ليست بلدكم حتى يستبيحها البعض بفجاجة وصفاقة، و(قروشكم) تلكم العلكة الماسخة اذهبوا وعيشوا بها في المناطق الآمنة بالسودان كما تفضلت إحدى الاخوات المصريات لحظة غضب من العبارة المستفزة.

وبالمقابل ظلت كل الفعاليات التى تقام بصالات القاهرة افتتاح برامجها بنشيدى البلدين الوطنى، ولا يفوت على المتحدثين توجيه الشكر لدولة مصر شعب وحكومة. كذلك لا يفوت على المشاركين من البلد الشقيق ان كان حاضرا تجديد الترحاب بالسودانيين وتجديد الدولة لدعمها السودان حتى تستقر. وهذا هو الاحترام بعينه وما بنبغى ان يكون بين البلدين وبين الضيف والمضيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى