عبدالله بلال يكتب :غرور التمرد و تماسك الاستخبارات والمخابرات

:-

قصة تمرد ال دقلو وأصحابهم علي النعمة التي منحهم لها رب العزة والجلالة اشبه بقصة صاحب الجنتين التي حكي عنها القرآن الكريم دلالة عن التكبر والغرور والانا المهلكة فالغرور من أكابر الذنوب التي تؤدي الي هلاك صاحبها وازالة النعمة وسحب الغطاء بلغة اهل التصوف فمتي ما وجد الغرور وجد الظلم والفساد كما ان الغرور يعمي بصيرة الإنسان ويجعل القلب اشد قسوة من الحجارة وهذا ماحدث لال دقلو وقواتهم والشاهد علي ذلك سؤ تعاملهم مع من يجدونه أمامهم وكأنهم يظنون ان ماعندهم من النعمة من مال وسلاح وعتاد باقي الي الابد ومثلهم كمثل الذي قال لصاحبه(أنا اكثر منك مالا وأعز نفرا) لم ينسب ما اعطاه له الله الي صاحب العطاء والجود بل نسبه لنفسه بكل كبرياء وغرور حتي جاء العقاب والرد الرباني في عجل ليجد ان جنته وبستانه صارت في خبر كان واذاقه الله مرارة الهزيمة والندم واصبح يقلب كفيه علي ما انفق علي تلك الجنتين التي اصبحت نغمة بدل نعمة عليه فقصة صاحب الجنتين نموذجا للانسان الطاغي المتجبر المتكبر الذي ينسي ماكان عليه من ضعف وقلة حيلة قبل ان ينعم الله عليه بتلك النعمة وتلك الامثال يضربها الله مثلاً لعباده لعلهم يعقلون ويتعظون وماحدث لقوات الدعم السريع المتمردة بقادتها الذين تنكروا علي الله في عباده فاستباحوا المساكن وازلوا واهانوا العباد وانتهكوا الحرمات واخذوا ما اخذوا بغير حق بقوة السلاح وهم لايعلمون ان الله لايرضي في عباده الظلم ولا يرضي في منازعة الكبرياء وعقاب ذلك نهاية النعمة والعذاب في الدنيا قبل الاخرة بداية بالندم ونهاية علمها عند الله
اما هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات الوطني فهما في هذه المقارنة يمثلان بروز الشخصية المؤمنة المفكرة والصابرة التي ادارت الحوار مع صاحب الجنتين فكان حوارهما يتركز علي ايمانهما بالمبدا الرباني الشاكر لنعمة الله والمقتنع بالقليل وهذه من اساسيات المهارات في الحوار أن تكون مقتنعا بقضيتك ومؤمن بها لذلك كانا يتحدثان مع ذاك الطاغي الناكر لنعمة الله بلغة الإرشاد وعدم الغرور والنهي عن ما يقوم به صاحب الجنتين لجاره وكانت سمة الحوار اللطف والوعي والمسؤولية وهي أيضآ صفات تعزز من قوة المحاور لكن مع ذلك كان ركوب الرأس الذي تغذي بالغرور حتي انتفخ دماغه وعميت بصيرته فاختار طريق الهلاك لنفسه
التحية والتقدير والتجلة لهيئة الاستخبارات العسكرية التي حاورت بهدؤ ثم تمسكت بالملفات ذات الاهمية وجعلت منها خطة للعمل المضاد لهزيمة التمرد بعد ان تغلقت داخل اجهزته واحدثت فيه ما احدثت من شروخات ادت حدوث التوهان والدوخان وسط قادة التمرد وجندهم وبالتالي تستحق هيئة الاستخبارات قادة وضباط صف وجنود ارفع الاوسمة العسكرية لجهدهم المشهود في ادارة معركة الكرامة.
اما المحور الثاني فهو جهاز المخابرات الوطني الذي تعرض للاذي وتقليص الصلاحيات وقطع الاصبع السبابة المتمثل في حل هيئة العمليات لكن مع ذلك ينطبق عليه قول (الخيل الحر بلحق في اللفة ) وفعلاً لقد اسرج فرسان جهاز المخابرات قاده وضباط وضباط صف اسرجوا خيولهم ودخلوا ميدان المعركة بكل ثبات بل تنقصهم الجاهزية المادية لكن كانت جاهزيتهم التوكل على الله بعدما اعدوا ما استطاعوا من قوة فكان الله معهم بقدرته واستطاعوا ان يثبتوا وجودهم ويكتبوا تاريخهم في دفتر معركة الكرامة بدماء الشهداء والجرحي بل كان لجهاز المخابرات الدور الكبير في استقطاب الجهد الدولي واستعدال الصورة الخارجية التي تم طمس هويتها بحبر قحت التي لا تعرف رسم الخارطة الوطنية حتي علي الورق فكان للجهاز الدور الكبير في ماتم من إنجازات ليس من الحكمة الحديث عنها لكن تحكي عنها جولات المدير العام الفريق اول مفضل واركان حربه من روساء الدوائر ومدراء الوحدات امثال مدير شمال كردفان والنيل الأبيض والبحر الاحمر وجميع مدراء الولايات الذين لاينقص اداءهم عن اداء ما ذكرت من إخوانهم فلهم التحية والتقدير ونطالب سعادة رئيس مجلس السيادة بتكريم هولاء الرجال تحفيزا لهم وحفظا لحقوقهم التاريخية يستاهلوا اوسمة الشجاعة والصمود ونكران الذات بداية من المدير العام وحتي احدث جندي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى