شكري: مصر تواجه تدفقات متزايدة من المهاجرين الباحثين عن الاستقرار

أكد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، حرص بلاده على تبني منهج شامل لحوكمة الهجرة، بحيث لا يقتصر على الجوانب الأمنية فحسب وإنما يهتم أيضًا بالجوانب التنموية المرتبطة بها، ويتصدى للأسباب الجذرية المؤدية إلى الهجرة غير الشرعية.

جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية، اليوم الاثنين، إيمى بوب، مدير عام المنظمة الدولية للهجرة، في إطار الزيارة التي تجريها المسؤولية الأممية إلى مصر.

وصرّح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، بأن “شكري” أعرب خلال اللقاء عن التقدير لعلاقات التعاون المثمرة والممتدة مع المنظمة والتطلع إلى تعزيزها لضمان الإدارة الشاملة للهجرة بالصورة، التي تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة وفقًا للمبادئ والأهداف التي تضمنها العهد الدولي للهجرة، مؤكدًا أهمية بلورة أولويات عمل المنظمة بالتشاور مع حكومات الدول النامية التي تتحمل أعباء كبيرة في حوكمة الهجرة.

وثمن “شكري” التعاون القائم مع المنظمة في تعزيز سبل الانتقال الشرعي للعمالة وسد الفجوات القائمة في أسواق العمل، بما يحقق مصلحة دول المنشأ والمقصد والمهاجر، على حد سواء.

ونوه خلال اللقاء، إلى أن مصر تواجه تدفقات متزايدة من المهاجرين الذين اضطروا إلى ترك بلادهم بحثًا عن الاستقرار، نتيجة للصراعات أو لأسباب اقتصادية أو لتداعيات تغير المناخ، وهو الأمر الذي انعكس بوضوح في الزيادة الحادة لأعداد المهاجرين إلى مصر، مشيرًا إلى أن الدعم الذي تتلقاه مصر من المجتمع الدولي لا يتناسب مع ما تتحمله من أعباء لتوفير حياة كريمة للوافدين إليها، خاصة وأن هذه الظاهرة تتزامن مع وقت يعاني فيه الاقتصاد المصري من تبعات الأزمات العالمية، وهو ما يتطلب قيام المنظمة الدولية بدورها في توفير الدعم اللازم لمصر في هذا المضمار.

من جانبها، وجهت مدير عام المنظمة الدولية للهجرة، الشكر لمصر على التعاون المثمر في موضوعات تأثير التغير المناخي على الهجرة، لا سيما خلال رئاسة مصر لمؤتمر المناخ “COP27”.

وناقش وزير الخارجية المصري والمسؤولة الأممية سبل دعم وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار لدوره المهم في تعزيز قدرة الدول على مراجعة الآثار المدمرة للتغير المناخي وتأثيرها على تدفقات الهجرة، وتطرقا إلى سبل التعاون الثلاثي بين مصر والمنظمة في إفريقيا.

وتطرق اللقاء إلى التطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، إذ تناول شكري وإيمي بوب، الوضع في غزة والاحتياجات المتزايدة لتوفير المساعدات الإنسانية والمناطق الآمنة لإيواء النازحين.

واتصالًا بتطورات الأزمة السودانية، ثمنت المسؤولة الأممية قيام مصر باستقبال عدد كبير من النازحين السودانيين منذ بداية الأزمة، ودور السلطات المصرية في توفير الدعم للفارين من الصراع على المستويين الحكومي والشعبي وتلبية احتياجاتهم.

وفي هذا الصدد، أعربت المسؤولة الأممية عن استعداد المنظمة لتقديم الدعم لمصر لتعزيز قدرتها على رعاية اللاجئين السودانيين، بالتعاون مع وزارتي التضامن الاجتماعي والصحة والسكان، مشيرة إلى اهتمام المنظمة الدولية للهجرة بالسودان خشية تحولها إلى أزمة منسية، إذ يعمل ما يقرب من 800 موظف أممي في السودان وجنوب السودان ممن لديهم القدرة والرغبة في مساعدة الشعب السوداني.

وسوم :الهجرةتغير المناخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى