مأمون على فرح يكتب : اضطراب الذاكرة

 

صور المخرج الإيطالي سيرجيو ليون نظرات الحسرة والألم وتعب الحرب في تلك الملحمة من الطيب والشرس والقبيح واحدة من روائع الويسترن التي كانت حديث الناس حتى يومنا هذا.

وذكريات تلك الحرب التي قضت على كل شي وتناثرت الجثث في كل مكان كانت الصورة الواقعية للسينما التي اضافت لها التأثير المطلوب ومن ثم بينت للناس كل تلك الحقائق عن الحروب وما يمكن أن تخلفه من اسي وحسرة وقد صور سيرجيو ليون الحرب الأهلية الأمريكية بدقة في الفيلم رغم أنها ليست القصة المحورية للفيلم الشهير الذي جسد البطولة فيه النجم كلينت استوود والراحلين ايلي والاش ولي فان كليفت.

 

أعصاب

 

والعبرة في القصة هي إيصال رسائل عابرة والتنبيه الي حدث ( محدد ) يلفت الانظار وليس القصد ان تكون القصة كلها تركز على معنى واحد باي حال من الأحوال كيفما يحدث في الكثير من الأعمال التي تتناول الحروب والتنبيه الي نقطة محددة في الفيلم والتركيز عليها بشكل واضح وملفت للناس وقد كانت هذه الرسالة من القوة بمكان وهي لم تكن رسالة عابرة من ضمن أحداث القصة و كانت لها موسيقى خاصة بها تحمل من ملامح الحزن الكثير وموسيقى الحرب ومعسكرات جيش الاتحاد والشمال ومعتقلاته وموسيقاه الحزينة .

 

ولا تختلف قصص الحروب في السينما تلك التي تحمل معاني الأخلاق ( أخلاق المحارب ) حتى في التعامل مع العدو بشي من المثالية وفي الجندية قد يدفع الجندي حياته ثمنا لمبادئه أو لشي يجهله تماما وهي أخلاق ثابتة وراكزة تناولها فيلم Saving Private Ryan للمخرج ستيفن سبيلبرغ وبطولة توم هانكس وهو الفيلم الجائز على جائزة الأوسكار في العام 1998م.

 

تدور قصة الفيلم حول عملية انقاذ تقوم بها مجموعة صغيرة يرأسها النقيب جون ميلر للعثور على المجند رايان لإعادته إلى والدته الوحيدة بعد مقتل 3 من أشقائه في الحرب العالمية الثانية عام 1944م .

 

دفع الجنود حياتهم ثمنا لإنقاذ الجندي ريان الذي لم يروه في حياتهم ولا يعرفونه وإرساله الي والدته ولم يتبقى منهم سوي 4 لقد استبسل ميلر في إتمام مهمته ولم يكن يهتم حتى وهو يدفع حياته ثمنا لما يومن به ويعتقده انه واجب يمليه عليه ضميره لقد كانت تضحية عظيمة في وقت صعب.

 

ان الرسائل التي نريد أن نرسلها واضحة المعالم ان السينما ابانت الكثير من الحقائق بشكل واضح للغاية وفسرت كل ما يجول بخاطر النفس البشرية من تعقيدات وايمان بالمبادي التي تعلو فوق كل شي واوصلت مرارات الحرب وقصصها المؤلمة لكن كانت هناك مواقف ومبادي لرجال لديهم من القوة الكثير ليكونو في الحرب كما يجب أن ينبغي بعكس تلك الصورة المقززة لأولئك الأشخاص عديمي الشرف والنخوة الذين لا يراعون معاني الجندية وادب القتال وهي ان القوة تستعمل لحماية الضعيف وان الجندية شرف يمكنك أن تموت من أجل شي لا تعرفه ولا يمكنك المفاصلة أو الاختيار باي حال من الأحوال.

 

هذه الأمثلة ليست صدفة في أوقات صعبة نعيشها ففي المشهد الأول كيف كان الجنود يندفعون الي الامام ليقاتلو بقوة وبصدق من أجل شي يؤمنون به وكيف كانت ( فرقة ميلر ) تقدم عملا من أجل شي لا تعرفه لكن انظر إلى القصتين لن تجد اضطراب للذاكرة بل تجد عقلا مؤمنا بالمبادي التي جاهد من أجلها وذهب إليها بقلب مفتوح.

ففي قصة ( سيرجيو ليون ) رغم ان الاثنين الأشقر ، وتوكو ذهبا الي جبهة القتال من أجل المال الا أنهما توقفا لحظات امام احتضار القائد الذي سقط في الحرب وكان المشهد معبر لان هذا القائد قدم نفسه بثبات امام جنوده ومات وهو يدافع عن ما يراه حق والعبرة هنا أنه ارسل لنا رسالة محددة في ذات القصة.

وفي ( حربنا ) هذه التي نراها الان لا توجد هذه الأخلاق ( أخلاق الخواجات ) المثالية فهي حرب بلا اخلاق نرى فيها اقذر الممارسات التي ترتكب في حق المدنيين وتقوم بها هذه ( المليشيا ) التي لا تتحلي بأخلاق أو مبادي ولا تعرف هذه النزعة الملئية بأخلاق الجندية وادب الحرب الامتثال لقوانين الأمم.
وهي التي وجدت لتقدم نموذج مثالي بدلا من أن تحمي الناس وتدافع عنهم تقتلهم وتمارس ضدهم ابشع انواع القتل والخراب في اضطراب للذاكرة وانقلاب على المبادى وحقد لا يعرفه مداه الا الله سبحانه وتعالى،،،،

 

 

انتهى،،،،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى