أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (الكردافة) … موت الولد وخراب البلد ..!

الخرطوم الحاكم نيوز

لا أدري متي تصحو أمة الكردافة من غفوتها وتنتفض لتقول لا لحرب الوكالة ، هذه الحرب العبثية التي جاءت وبالا عليهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..!، هذه الحرب اللعينة التي جعلت أبناءها وقودا لها وأرضها محرقة ومسرحا لعمليات أهلكت الحرث والنسل ، موت الولد وخراب البلد ..!

لمصلحة من يقاتل ويقتتل الكردافة ، لماذا يخربون بيوتهم بأيديهم ..؟!، فما حدث ويحدث في الأبيض والفولة والدييبات وكادقلي والدلنج والمجلد والخوي وأبو زبد وبليلة وبل في ولايات كردفان (شمالا وجنوبا وغربا) من قتل ونهب وتشريد وتصفيات وإنتهاك حرمات وتدمير للمقدرات المجتمعية وهدم المؤسسات والمشروعات التنموية والخدمية ، بلا شك عار وإنها فتنة ..!، فالتاريخ لا يرحم
يا أحفاد أبطال شيكان يا أمة الكردافة ..!.

لماذا أصبحت أم روابة والرهد حواضن للتمرد ومسرحا ومرتعا لعصابات النهب المسلح التي تناسلت وتكاثرت وعشعشت وفرخت وإنتشرت متسيدة الموقف تفرض الجبايات والأتاوات ، وبل أين الإدارة الأهلية (بيت الحكمة) من كل ذلك ..؟!، ولماذا تباينت كلمتها وتفرق جمعها بين موال ومعارض ومتماهي ،
وخائف ومنافح ، متفرج ومتمرد وخائن وعميل ومترقب ومذهول ، من إختطف هذه الإدارة الأهلية بتاريخها ودورها الوطني الناصع ..؟!.

أدخلت هذه الحرب العبثية المستوردة التي إندلعت بتمرد قوات الدعم السريع التي ظلت تحاصر مليشياته ولايات كردفان ،أدخلت المواطنين في ظروف إنسانية سيئة بالغة التعقيد لم تشهدها ولايات كردفان من قبل طوال تاريخها التليد .

مع الأسف الشديد أصبح شعب الكردافة أسيرا لهذه المليشيات المتمردة التي ظلت تحاصرها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ومن الداخل في ظل ظروف إنسانية لا تخفي علي الجميع إنقطع بموجبها الدواء والغذاء والماء والكهرباء توقفت عجلة الحياة وانعدمت كافة العمليات الإنسانية والحياتية إلا القليل التي جادت به آلية مناوي لدارفور ، في ظل تزايد عمليات النزوح التي إكتظت بهم مراكز الإيواء بمدن وحواضر كردفان عامة والأبيض خاصة والتي تجاوزت (70) مركزا بكل من بالأبيض وأم روابة وبارا .

في تقديري ليس التمرد لوحده شماعة لهذا الفشل ، بل هنالك قصورا إداريا بالولايات بسببه تكدست المعينات الإنسانية في بورتسودان ومدني وكوستي وكنانة ولا زالت لأكثر من ثلاثة أشهر تراوح مكانها ، وبالطبع عرضة للتلف وعرضة لنفاذ صلاحيتها ، كما هي عرضة للسرقة والتسرب لجهات أخرى ، وفيها أدوية منقذة للحياة .

بكل تأكيد ما يحدث فشل إدارى يسأل عنه الولاة أنفسهم تماما كما تسأل عنه مكاتب التنسيق لولاة كردفان الثلاثة وشمالها خاصة لفشلها في التنسيق مع قوات مناوي وهي تجوب البلاد طولا وعرضا عبر الطريق القومي ذهابا وإيابا ، ولذلك نطالب الوالي عبد الخالق بإعادة النظر في مكتب تنسيق شمال كردفان (فالضرب علي الميت حرام ..!) .

مع الأسف الشديد هكذا أصبحت كردفان وأصبح أهلها محاصرين أمنيا وإقتصاديا وإنسانيا وإجتماعيا بسبب سيطرة المليشيات المتمردة عليها من جهة، وإنكماش القوات النظامية وبطء حركتها من جهة ثانية وعدم التنسيق فيما بينها من جهة ثالثة ، وبسبب عجز إداراتها التتفيذية وغياب وعجز المنظمات الدولية والوطنية وإنزواء الإدارات الأهلية ..!.

فما ظلت تبذله مفوضية العون الإنساني بشمال كردفان ومنظمة أبو كرشولا للسلام والتنمية ورفيقاتها من جهود مقدرة ولكنها بلا شك تظل دون الطموح (اليد الواحدة ما بتصفق ..!) .

وبالتالي ظل المجتمع بولايات كردفان عامة وشمالها خاصة أسيرا لإنعدام الأمن والجوع والمرض والمسغبة فمات الولد وخربت البلد ..!.

الرادار .. الخميس الثاني من نوفمبر 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى