بقلم : إبراهيم عربي
وا أسفاي علي شمال كردفان التي أدخلها أبناءها سمبلة دائرة الحرب التي إندلعت 15 أبريل بالخرطوم تحت مزاعم حماية الديمقراطية وهم أبعد ما يكونون منها، فاتسعت رقعتها لتشمل ولايات كردفان وشمالها خاصة طولا وعرضا ، أرضا ومجتمعا لتحاصر حاضرتها الأبيض وتخنق أعرق محلياتها أم روابة والرهد وبارا وتهدد أم دم وجبرا وغرب بارا وسودري ، وبل طالت الكردافة بالمدن والريف قتلا وتشريدا وتوعدتهم بالفقر والجوع والضنك والمرض والمسغبة ..!.
في الواقع أن هذه الحرب التي لازالت تراوح مكانها منذ خمسة أشهر ، جاءت مفروضة علي شمال كردفان من قبل هذه المليشيات المتمردة تحت لواء الدعم السريع اامحلول ، والتي إتخذت من الأبيض هدفا لتكون عاصمة لدولتهم (العطاوة) المزعومة ، وقد أثر ذلك سلبا علي سير دولاب العمل بالولاية ، فجاءت وبالا على حساب الأمن والخدمات الأساسية (المياه ، الصحة ، التعليم ، الكهرباء ومعاش الناس والاحتياجات العاجلة التي لا تحتمل التأخير ..!) ، إنها حرب أدخلت الولاية في وضع معقد وبالطبع ستتعقد الأوضاع فيها أكثر في حال تطاول أمدها ..!.
علي كل كشفت الورشة العلمية لتعظيم وتطوير الإيرادات من الموارد الذاتية بالولاية والتي نظمتها وزارة المالية والاقتصاد بشمال كردفان الإسبوع الماضي تحت شعار (معا لتفعيل الإيرادات لتأمين إستدامة الخدمات) برعاية والى الولاية عبد الخالق عبد اللطيف ومشاركة أعضاء حكومته والإدارات الأهلية ونفر من المهتمين، كشفت عن تراجع كلي لإيرادات الولاية المالية ، فتراجعت إيراداتها الذاتية بنسبة 91% في مقابل توقف التدفقات المالية الاتحادية كليا بنسبة 100% بسبب هذه الحرب المفروضة علي البلاد ..!.
وبالتالي نحن نتحسر بشدة ونتأسف كثيرا علي ضياع مكتسبات نفير نهضة شمال كردفان الذي إغتالته تلكم الأيادي الآثمة التي سرقت الثورة ووأدته قبل أن يكمل مساره ليؤتي ثماره تنمية ونهضة شاملة مثلما هدفت وثيقة نفير النهضة العلمية المنهجية والتي جاءت برؤية ورسالة وأهداف وضعها خبراء ومختصون وأكاديميون .
بلا شك إنهم خبراء خيار من خيار بقيادة الخبير الإقتصادي المرحوم سيد علي زكي (طيب الله ثراه) تحت رعاية الرجل الزاهد المشير المرحوم سوار الدهب (تغمده الله بواسع رحمته) وإشراف مولانا أحمد هارون مفجر التنمية والخدمات (حفظه الله وأمد في عمره) ، إنها وثيقة علمية تسعي لمشاركة الجميع بالجهد والمال لتحقيق مشروعات تنموية وخدمية شاملة متوازنة تحسـن مسـتوى المعيشة والخدمات العامة وصولا للنهضة الشاملة وتساعد في زيادة دخل الأسرة وتنهض بإنسان الولاية ثقافيا واجتماعيا وتحقق هوية اقتصـادية للولاية تساهم بها في الدخل القومي الكلي ..!.
علي كل فقد أثبتت الحرب التي فرضت علي أهلنا في شمال كردفان أن فكرة النفير كانت رؤية ثاقبة ولكن مع الأسف هزمتها شرزمة قليلة من ضعاف النفوس مصابين بقصر النظر وإنسداد البصيرة تسلطت علي البلاد في ساعات غفلة من عمر الزمان ..!.
في تقديري ما لا يدركه أهلنا الكردافة جيدا أنهم أصبحوا الآن محاصرين ضمن دائرة الحرب المفروضة عليهم ويالتالي أصبحت شمال كردفان جزء من أرض المعركة بخطة وهدف وتكتيك محبوك ، بلا شك إنها حرب ممنهجة ومقصودة جاءت مخطط لها هكذا، وبالطبع لها أهدافها ومن خلفها خبراء متخصصون في عالم الحرب وتديرها مخابرات دولية وإقليمية بتمويل وتشوين عبر الحدود ..!.
صحيح أن هذه الحرب إندلعت في الخرطوم بسبب تمرد قوات الدعم السريع المحلولة لخلافات سياسية كما تدعي ودخلت شهرها السادس ، غير أن الحقائق التي تكشفت واقعا تؤكد إنها مؤامرة دولية تهدف لإحتلال السودان وإفقار شعبه وإحداث تغييرا ديمغرافيا لمجتمعه ..!، وهم أنفسهم يعترفون بذلك ويقولون الموت في الخرطوم والمأتم أو بيت البكاء في تشاد والنيجر وأفريفيا الوسطي وغيرها ..!.
نواصل غدا ..!
الرادار .. الأحد 17 سبتمبر 2023 .