
.
قد تستغرب من تصريحات يطلقها رجل هو في الأساس قانوني ورجل سياسي عضوا بالمكتب التنفيذي بالحرية والتغير وكل هذه النقاط التي وردت في تصريح طه عثمان الاخير تحمل عوامل( كذبها) في بطنها، والرد عليها يأتي من داخلها كما يتبين في هذه المساحة.
النقطة الأولى قال إن (حميدتي حي) واتصل عليه قبل اسبوعين،والعميد صلاح حمدان من قادة الدعم السريع و المأسور لدى الجيش قال إنه رأى حميدتي مرتين وهو في وضع صحي حرج لا تعاف معه رجله مقطوعة وعينه مثقوبة ومصاب في المقدمة والمؤخرة، إن لم يكن قد مات فهو لا يستطيع الحركة. وحميدتي لم نسمع به أنه اتصل بأحد حتى أن كان واحد من إخوانه مثل عادل اوالقوني أو أولاد عمومته أو أحد من أطبائه، ولا أحد من كبار مرؤسيه في قواته ولا حتى مستشاريه في الداخل أو الخارج ولا حتى واحد من قادة الأحزاب ولاحتى مسؤول أجنبي ولا فضائية أو وسيلة إعلامية ولا حتى واحدة من زوجاته، فكيف يتجاوز حميدتي كل هؤلاء ليتصل بطه عثمان.
زعم طه عثمان أن البرهان وحميدتي وقعا اتفاق مبادئ لدمج الدعم السريع في الجيش،ولكن عناصر من النظام البائد أفسدت الاتفاق.
لكن المشكلة الأساسية كانت في التوقيع على الاتفاق الأطاري ليضمن الدعم السريع انتقاله من الجيش ليكون أمره عند رئيس الوزراء ،وحميدتي رفض مقترح الجيش بشأن الدمج وقد مقترحه ليكون دمج بعد عشرة سنوات ،وفي الحالتين أن تم توقيع الإطاري اوالمواقفة على عشر سنوات للدمج يكون الدعم السريع اقوى من الجيش عددا وعتادا ،وهذا يكذب فرية أن عناصر من النظام البائد أفسدت الاتفاق
زعم طه عثمان أن حميدتي ابلغ البرهان اعتراضه على وجود قوات مصرية في قاعدة مروي الجوية قبيل اندلاع الاقتتال.
هذه النقطة أيضا مردود عليها فإن كانت لحميدتي وجهة نظر أو رأي في وجود القوات المصرية ،فقد ابلغ القائد العام وانتهى الأمر ،لكن حميدتي تصرف من تلقاء نفسه وحرك قواته إلى مروي دون علم الجيش للاستيلاء على القاعدة الجوية لأنها تخدم مخططه في استلام السلطة وهزيمة الجيش،وضمان لتدفق الأسلحة والتشوين التمويل من الخارج.
يبدو أن طه عثمان لازال في تصريحه يدعي إدعاءات كبيرة كأنه هو الرجل الأوحد في السودان ،فقد زعم أنه تلقى اتصالا من حميدتي يخبره أن قواته محاصرة من قبل الجيش ،فلك أن تتخيل أن الجيش يحاصر قوات الدعم السريع وحميدتي لا يجد من كل (خلق الله) الا( طه عثمان) ليخبره بهذه الكارثه، والغريب في الأمر أن طه يطلب من حميدتي ضبط قواته الى حين التواصل مع القوات المسلحة.
وزعم طه عثمان أنه اتصل بالبرهان وأكد له البرهان صحة المعلومات أي أن الجيش محاصر قوات الدعم السريع ،فلك أن تتخيل أن القائد العام للقوات المسلحة يخبر (رجل ملكي) بأمر عسكري جلل مثل هذا.
وهذه المرة طه عثمان جاب كبيرة وطلب من البرهان ربطه بالفريق خالد عابدين في هيئة العمليات ،ليقول فك الحصار عن الدعم السريع ،يعني الفريق خالد عابدين يلتقى الأمر من طه عثمان وليس من قائده العام ،بل لم يتوقف طه عثمان عند هذه ( الكضبة الكبيرة) بل زعم أن البرهان رجع ليهو. قال له لم استطع الوصول الى الفريق خالد عابدين، فلك أن تتخيل أن القائد العام لم يستطع الاتصال بأحد ضباطه ،وليست هذه الفجيعة بل الفجيعة أن البرهان رجع لطه عثمان ليخبره!!
وكان (الكضبة الكبرى) في ختام تصريحه حين قال إن قيادات من النظام السابق تواصلوا مع حميدتي من داخل السجن قبل الحرب وطلبوا منه الانسحاب من الاتفاق الأطاري ،وحميدتي يعلم جيدا أن الاتفاق الأطاري صمم اصلا لصالحه ولكي يتفوق على الجيش ويصبح الرجل الأول في السودان ،وهذا التصريح مردود ،وكيف لقيادات النظام السابق في السجن أن تتصل بحميدتي وتشارك في الحراك السياسي ،وكيف لقادة النظام السابق أن تؤثر على البرهان في بداية تصريحات طه عثمان وتتطلب رفض دمج الدعم السريع؟!!وكيف لقيادات النظام السابق في نهاية تصريح طه عثمان أن تطلب من حميدتي الانسحاب من الاتفاق الأطاري وهي مسجونة ،فاذا كان النظام السابق له القدرة في توجيه البرهان وحميدتي لماذا يظل خارج( اللعبة السياسية) التي أصبحت في النهاية هي مجرد ( دافوري).