الشيخ الزبير محمد علي يكتب : وضعنا في السودان والنداءات القرآنية فهل من معتبر

دينيون من أجل السلام والتماسك الاجتماعي

يقولُ اللهُ تعالى في محكمِ التنزيل (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) الزمر.

القرآنُ الكريم هدفُه الأكبر هو تحقيقُ التقوى في عِلاقتنا مع اللهِ تعالى، وفي عِلاقتنا مع الناس، وفي سعيِنا في الحياة لتحقيق عِمارة الأرض، والآيات التي افتتحنا بها أشارت لذلك (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).

ولذلك نقولُ أيها الأحبة مِن التقوى الإصلاح بين المسلمين قال تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (1) الأنفال.

من التقوى تعظيم حُرمة دماء المسلمين وإزالة أسباب العداوةِ بينهم قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) آل عمران، فهنا الربط بين التقوى والاعتصام بحبلِ الله والبعد عن التفرُق والعداء بين المسلمين لأنه يشُق الصفَ المُسلِم ويُفتِت قُوتَه ما يجعلُنا نُوجه نداءً بوقف الاقتتال بين المسلمين في السودان مع إجراء الصلح العادل الذي لا ظلم معَه قال تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) الحجرات.

من التقوى تعظيم حرمة المال الخاص والعام لأن الله تعالى نهى عن أكلِه قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) النساء، ما يجعلُنا نوجه نداءً لقادة المجتمع والأسر التي سرق أبناؤها مالاً عاماً أو خاصاً بإرجاعه إلى أهلِه لأنها أموالُ سُحتٍ وكلُ لحمٍ نبت من سُحتٍ فالنارُ أولى به.

من التقوى الإنفاق في السراء والضراء وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمرُ بها مجتمعُنا قال تعالى (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ) آل عمران ما يجعلُنا نوجهُ نداءً للمجتمع بالإنفاق على المحتاجين والنازحين في مراكز الإيواء والتعاون مع الأُسَر التي تستضيف النازحين من نيران الحرب.

من التقوى التيسير على المُعسِّرين وعدم استغلال أوضاعهم الصعبة لزيادة التعسير عليهم قال رسولُ اللهِ ﷺ: “وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ” مسلم؛ ما يجعلُنا نوجهُ نداءً لأصحابِ البيوت بترك الجشع في أسعار الإيجارات فلا يُعقَل أن تكون الشقة ب ٧٠٠ ألف جنيهاً، والصالون ب ٤٠٠ ألف جنيهاً وفي مثل هذه الظروف الصعبة التي يمرُ بها مجتمعُنا فاتقوا الله أيها المُؤجِرُون، واحذروا أن يَبتليَكُم اللهُ بمثلِ ما ابتلى به أهل العاصمة، أو يَبتليَكُم بأمراضٍ تأخذُ منكم أضعافَ ما أخذتمُوه من الأموال فاتقوا الله وارحموا عبادَه يرحمكم الله .

# لا للحرب نعم للسلام
# لا لخطاب الكراهية نعم للتسامح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى