أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (عيد الجيش 69) … الظروف مختلفة ..!

الخرطوم الحاكم نيوز
تمر علي البلاد اليوم 14 أغسطس 2023 الذكرى (التاسع والستون) للجيش وهو مناسبة إحتفائية للقوات المسلحة بتاريخها العريق ، جاءت هذا العام في ظل ظروف عصيبة طابعها الغدر والخيانة من قبل ذراعها المؤتمن قوات الدعم السريع التي رعته
فتمردت عليه وانتهكت حرمات البلاد والمواطنين بمساعدة عملاء الخيانة (قحت) ومن خلفهم مخابرات الأعداء .
لازالت القوات المسلحة وتساندها القوات النظامية الأخرى وبمساندة المجتمع تواصل نفرة الكرامة ، ولازالت تقدم المزيد من التضحيات والفداء علي مدار (أربعة) أشهر من القتال الشرس كالعهد بها كما ظلت طوال مسيرتها شامخة في وقت إنهزمت وتكسرت فيه كل رفيقاتها من جيوش الدول من حولنا ، حيث تساقطت وتلاشي أدوارها ، بل ظلت القوات المسلحة السودانية الوحيدة تقدم الدروس والعبر في الصمود والتضحية والفداء ، يشهد لها معا الأعداء والأصدقاء في التخطيط والتكتيك والإسترتيجيات والتطور العملياتي ، فأصبحت مدرسة ثالثة عالمية مستقلة وليس غريب عليها أن تنجح في كبح جماح شقها المتمرد قوات الدعم السريع التي كانت مؤتمنة تتربع علي 90% من الخرطوم فخانت هذا العهد وغدرت بتلكم الثقة .
غير أن القوات المسلحة إستطاعت رغم هذا الغدر الكبير إمتصاص الصدمة وكسر الطوق بضرب معسكرات قوات الدعم السريع المتمردة وبل إزاحتها من معظم المواقع الإستراتيجية التي كانت تتموضع فيها قبل نشوب الحرب ، وبالتالي أثبتت القوات المسلحة إنها تمتلك عقيدة قتالية قوية ولازالت قادرة علي حسم الميليشيا المتمردة ودحرها ويل إخراجها من الخرطوم .
بكل تأكيد سيكون الإحتفال بهذا العيد بطعم ونكهة محتلفة ولأول مرة منذ (تسعة وستون) عاما تغيب عن البلاد مظاهر الإحتفالات بذكرى عيد القوات المسلحة السودانية مكتملة المناشط عسكرية وثقافية وإجتماعية ورياضية ، كانت تتخللها معارض تراثية خاصة بالجيش ، ومتوقع لها أن تنطلق بالعاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان خجولة وليست مثلما كانت إحتفالات مشهودة بنهر النيل في العيد الماضي (68) مثلما درجت عليها القوات المسلحة تخليدا لتلكم الذكرى العظيمة .
فإن كانت المناسبة بذاتها ذكري وتخليدا للرعيل الأول لتأسيس الجيش والدولة السودانية فإن التمرد اليوم يحدثنا بأن الحرب ضد دولة 1956 وبل يسعي هذا التمرد لطمس هذه الدولة التي تأسست بعرق ودماء هذا الرعيل الاول الذي شيد أمجاد هذه الأمة ، من الواضح جدا بأن هذا التمرد جاء للقضاء علي هذا الإرث وطمس هوية البلاد وثقافتها وحضارتها وبل شعبها تغييرا ديمقرافيا لتصبح دولة للجنجويد الذين جيئ بهم من دول غرب أفريقيا فاحتلوا مساكن المواطنين التي شيدوها بعرقهم تماما كما إحتلوا ودمروا وخربوا مؤسساتهم التعليمية والصحية وغيرها .
ولذلك أعتقد يجيئ الاحتفال في هذا العام مصحوبا برائحة البارود والدم فالموت في كل مكان ، وسيتحدث السلاح عنيفا بلغة الدمار والخراب تصديا لتلكم المحاولات اليائسة التي تمادت فيها قوات ميليشيا الجنجويد التي جاء بها آل دقلو لمآرب خاصة ومكاسب دنيوية حيث وسوس لهم الشيطان كما وسوس لقاىدهم حميدتي الذي يواجه مصيرا تباينت بشأنه التكهنات ، وقد ظل الرجل تحدثه نفسه بزينة الدنيا وبهرجتها ليصبح رجل الدولة الأول بلا منازع .
إذا فالإنقلاب على الجيش لم يأتي بغتة بل كان مخطط له باكرا لإغتيال رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش وقيادات الجيش أو القبض عليهم أحياء بالبدروم وليست أرض المعركة ، ولكن هيهات ..! فقد خاب فأل هذه الميليشيا المتمردة ، وبهت القحاتة الذين كانوا يقفون خلفها مساندين وصدمت تلكم المخابرات الدولية الداعمة للمخطط .
مرت (أربعة) أشهر والحرب لازالت تدور رحاها في الخرطوم قتالا شرسا ، قال الجترال العطا مساعد القائد العام تم تدمير 80% من القوة المقاتلة لقوات الدعم السريع المتمردة ولكنها لازالت تدفع بالمزيد من المرتزقة من خارج البلاد للحرب مما يعني إستمراريتها وتطورها لحرب إستنزاف وقد تطول عقب تنكرهم لمقررات إتفاف جدة .
ولكننا ننتظر ماتسفر عنه نتيجة المشاورات التي تسربت من قبل ضباط الدعم السريع الشرفاء (من رتبة العميد والعقيد والمقدم) الذين كشفوا عن حقائق للواقع الميداني تجري تمليكها للقيادات لمزيد من المشاورات وتتمثل في (ثلاثة) خيارات وسيناريوهات للحل .
وقالت أن الوضع الماثل أصبح يمثل فيه يوسف عزت وأعوانه (القحاتة) وهم يتاجرون بقضيتهم بغية إرضاء ساداتهم لمكاسب خاصة بهم ، بينما ظت قوات الدعم السريع تتعرض لإبادة كبيرة في ظل هروب الكثيرين ، وكثير مما تبقي منهم يمارس النهب المنظم والسلب وليس هناك تحكم عليهم ، وبالتالي حصرت مجموعة الضباط الشرفاء الحل في (ثلاثة) خيارات
أولا .. أن يتواصل القتال فتهلك القوات ليعيش يوسف عزت وأعوانه القحاتة .
ثانيا .. الإنسحاب من الخرطوم بصورة غير مرتبة وغير مدروسة دون وجهة محددة ودون قيادة تستطيع إدارة الشأن العسكري والسياسي لقوات الدعم السريع .
ثالثا .. الإستسلام بغرض التفاوض لقبول مبادرة الحكومة التي طرحها عقار .
وقالوا أن الرأي المجمع حوله الإستسلام والجلوس للتفاوض برقابة (سعودية مصرية) على أن يتم تجميع القوات في معسكري طيبة وصالحة ،
وقد أرجأ المجتمعون الأمر لقيادتهم للرد عليها خلال (72) ساعة .
الواقع أن إنتهاكات التمرد قد تجاوزت لتدوين المواطنين وترويعهم في مناطقهم الآمنة في كررى وغيرها ، وتبدو الأوضاع بحاجة للحسم ، وبالطبع نحن ننتظر اليوم خطاب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيس ورئيس مجلس السيادة بشأن هذه المناسبة فماذا يقول وبماذا يبشرنا ..؟!، فهل لا زالت قيادة الجيش تنتهج ذات سياسة الحفر برأس الإبرة للقضاء علي هذا التمرد أم ستطلق اللجام للحسم أم ماذا هناك ..؟! ، وكيف يحتفل الجيش بهذه المناسبة في ظل الظروف المعقدة الماثلة ..؟!.
الرادار.. الإثنين 14 أغسطس 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى