
مما إستقر في ذاكرة أسمار القرى ؛ اهزوجة راقصة ؛ وترنيمة مهجنة بين عامية دارفورية وأخلاط لغة محلية ؛ تطرق أذنك بجرس سريع الومضات والنبض ؛ لا اعرف من القائل ومن اي قبيلة هو ؛ كانت تغنى في فرقان العرب مثلما تؤدى في ديار المزراعين ؛ تمازج ثقافي وتواصل لم تقطعه يوم ذاك ؛ سيوف التصنيفات والتعريفات ؛ التعارف كان فيه نبل وريف ؛ يعرف هؤلاء بانهم اهل قران ؛ واولئك بذيوع كرم ؛ وغيرهم بتقارب للعون بحيث يشاد للفقير خير من سند الموسرين ؛ لكل قبيلة سمة وميزة ؛ والكل بسنهم مشتركات . كنت احب هذه الاهزوجة ؛ ولا اعلم الى اليوم هل هي لبقارة ام مزارعين او ابالة ؛ فور او تنجر او داجو ؛ زغاوة ام رزيقات او هبانية او تعايشة ؛ او لغيرهم مما تسع دارفور العظيمة لكن الكل كان يغني ..
تيلم تيلم دانجو
دانجو سقرقور
سقرقور تابا
تابا انقلابا
ايال توا ديل
دقوني رموني
نحسبي قتلوني
2
في دارفور . والكل اهل وعشيرة أشهد له اني ما عرفت امة تحفظ الله في نفسها وحياتها عيشها ومماتها مثل اهلنا (الفور) طيبون كعرف من الطيب الفواح ؛ قرانيون ؛ يلزمون الالواح ؛ ونقش العمار ينقط من (البوص) ينقشه شيخ وإن اعمته السنين فبصيرة التقوى فيه منيرة ؛ أناس سمر لا يلقونك في كل ديارهم ؛ إلا والسلام يسبقهم والتحنان يخلفهم ؛ لا يعرفون العنف ؛ للدماء عندهم حرمة ؛ والعروض حرز ؛ مباركون ؛ مباركون ؛ فلم يكن من غرابة ان تكون اراضيهم جنة ؛ وجنان ؛ مثل فيض الخير مفتوحة على كل الجهات في دارفور فهم بالوسط والى الشمال ونحو الجنوب وفي الغرب ؛ كل ميلة في جغرافية الارض لهم فيها ظل ووتد وقائم ؛ فحمل الاقليم الكبير اسمهم ؛ وان اظل الجميع
3
اهلنا الفور من اطيب وأتقى خلق الارض ؛ لا يأتون ظلم ولا يتجازون الحق الى الباطل ؛ هذه قناعتي المطلقة ولهذا دعمي مطلق ومبذول وصريح جهير لاهل نيرتتي ؛ هؤلاء طائفة من السودانيين لا ياتون ظلم ؛ حيثما وقغوا فقف معهم ولا تبالي . موقفهم عادة صحيح وعادل ؛ طبتم وطابت بكم ولكم الأيام