عبدالله مسار يرد على مقال حسن إسماعيل (حميدتي : بين غزل وجدي ومظاهرات لاهاي .. متنا وشقينا المقابر)

رد رئيس حزب الأمة الوطني الأستاذ عبداللة مسار على مقال للإستاذ حسن إسماعيل والقيادي بحزب الأمة ننقله لكم كما ورد .

عزيزي أبو الحسن
تحياتي وتقديري

أولاً أحييك على مقالك الرصين وقلمك السيال وتحليلك الدقيق ، أرى إنك شخصت الحالة العامة من لدن غردون او قل، على وجه الدقة ، من لدن كتشنر حتي الفريق أول برهان ، وفي إعتقادي إننا إذا نحينا جانباً الجزئية المتعلقة بالفريق أول حميدتي في مقالك ، فمن الواضح إننا في أتون جدلية المعركة المحتدمة بين العسكر والحزب الشيوعي واليسار عموماً من جهة ، وكذلك جدلية الصراع بين النخب لحكم السودان من الأزهري الى علي عثمان محمد طه من جهة أخرى .

ثانياً أعتقد إن الفريق أول محمد حمدان قد دخل الملعب عبر نصف بندقية وجزء من ذكاء بدوي فطري وحكمة عسكري يعرف تكتيكات المناورة والقتال، ولديه بعض علاقات خارجية ، ولكن يبدو انه لم يكن على دراية كاملة بألاعيب نخب البندر في البداية ، الا بعد ان إحتك بهم بالممارسة والمراقبة ، فأصبح سباحاً ماهراً لا يشق له غبار ، وربما فاقهم وسبقهم في المعرفة بالمناورة والتكتيكات ، اما دكتور حمدوك فقد أطل على المشهد بمؤهلات عالم إقتصاد وخبير أممي و مثقف ، ونصف حزبي ولديه شيء من علاقة غامضة مع بعض المنظمات وربما معرفة بأجهزة المخابرات والسفارات ، ثم دلف للمسرح السفير عرفان صديق ، البريطاني ضابط المخابرات ذو الأصول الباكستانية مع ظلال من إنتماء شيوعي قديم ، وإنفتاح مجتمعي واسع والذي يبدو انه اصبح حاكم السودان الفعلي والآمر والناهي .

رابعاً جاءت جماعة سياسية إسمها الحرية والتغيير ، جمعت شتات أحزاب ونقابات وبعض من منظمات المجتمع المدني حال بينها وبين السلطة المسروقة من الثوار ” الحزب الشيوعي” ، فهو الذي إستولى على الديك بريشه، دون ان يكون له نار ولا صاج ولا بصل ولا زيت ولا بهارات ولا طباخ ماهر ولا حتي ميرم .

خامسا، ثم دلف الإمام الصادق المهدي للمشهد وجاء عمر الدقير ، وكلاهما لاعبان محترفان ولكن للأسف لا يستطيعان إكمال شوط كامل في الملعب ، وكان دخولهما في الزمن الإضافي او كآخر البدلاء في الشوط الثاني.
سادسا، إقتحم الفريق أول البرهان الملعب ببزه عسكرية و فحالة جيش وبعض من ثقافة نخب وأشواق حزبية قديمة ، وبعض من تصوف وحكمة آل الحفيان باوراد ومسبحة دون راتب ولكن بأذكار صوفية راتبة.

سابعا : إختبأ لكل هؤلاء التيار الاسلامي بشقيه السياسي والديني وبماله ورجاله وتنظيمه ونظامه ، ومعه بعض أولي القربي والأرحام ، وعلاقات خارجية واسعة ومتداخلة بأبعاد إقليمية ودولية .

وعند ذلك اختلط حابل المشهد بنابله، وكذلك اوراق اللعب ، وأشكل على صاحب الجوكر وأصبح تائها لا يدري ماذا يفعل ، وكما إختلط الحال كذلك على النخب ، وعلى ابن البادية والريف ، وتوقف الجميع الان في انتظار المدرب الأجنبي ذي العيون الخضر الذي يقبع مراقباً في إنتظار التعاقد معه ، وبعدما تم ذلك أصبح عليه اللعب الان في نصف الملعب ، وقد بدأ اللعب وبدأ واضحاً ان الكل يرغب في تسجيل هدف إستباقي ينهي به المباراة، ويخرج الآخرين من اللعبة ، ولهذا طالت اللعبة وستطول، فيما يكثر اللعب الخشن دون أهداف او جمل تكتيكية ممتعة ، وأصبح الجمهور غاضباً ، وقطعاً سيبدأون في إشعال النيران في المدرجات وتكسير الكراسي ورشق اللاعبين بالحجارة ثم يهتفون بأن الحكم فاشل ، ثم يصروا على دخول الميدان ويضطر الحكم لإنهاء المباراة لتتدخل بعدها الشرطة ، وعندها ياصديقي إما ان تقبل النتيجة تعادل او يقبل الجميع باعادة المباراة.

الان اخي العزيز جموع الشعب السوداني تطالب بمباراة جديدة وعندها قطعا سيتغير شكل الملعب وربما بعض اللاعبين و طريقة اللعب، ولن ترضى الجماهير الا بعمل عقد إجتماعي سياسي جديد ، قد يتغير فيه بعض اللاعبين وعلى طريقة خطوات لعبة الكتشينة يبدو أننا قد وصلنا الآن الى مرحلة (دك الورق) وتوزيعه من جديد ، وهنا ستظهر إشكالية جديدة وهي كيف سيتعامل اللاعبون القدامى مع اللاعبين الجدد وأول هؤلاء المرشحين لدخول الملعب هو الفريق اول صلاح قوش بشحمه ولحمه وصفاته المختلفة ورهطه وكل الطواقي التي يرتديها؟
ورغم ان الفريق اول حميدتي هو محط آمال الجمهور، الا العقبة التي ستواجهه هي إن جميع اللاعبين يخافون منه، لأنه يمثل الوجود الغريب في الملعب كونه ليس من النخب ، ولكن ليس هنالك طريقة لإقصائه وسيضطر الجميع للقبول به شاء من شاء وأبى من أبى.
أما الحزب الشيوعي ففي تقديري انه يلعب بتكتيك الإنفراد بالميدان، وعليه فالكل يترصده رغم جودة أدائه ونقلاته الفنية ، ولكن يبدو إن نفسه قصير ، ويحتاج كل مرة للتزود بالاوكسجين الصناعي الذي يعتبر معدوماً.
أما حبيبنا الإمام فهو يتمتع بورق ممتاز ولديه جوكر ، ولكن أخشي بالتردد ان يرمى الجوكر بايظ من التسرع و لانه أيضا لا يركز في اللعب.
اما الفريق أول برهان فهو الان ولو بدأ في وضعية المزنوق ولكن يبدو أنه ملم بتفاصيل الميدان جيداً وعنده فرصة لكسب الجولة خاصةً اذا نسق مع الفريق أول حميدتي .

أما بقية المشهد فالكل يلعب بإحتراس، عدا التيار الاسلامي الذي يبدو انه الآن في مرحلة الأحماء، ويتمدد الميدان مكشوفاً امامه ولكنه يخاف من الكباتن الاثنين الكبار، ومع ذلك يبدو انه مصرا على الوصول إلى الملعب بطريقة (يا فيها يا نطفيها) او علي وعلى أعدائي .
إذن ياعزيزي.
هذا هو المشهد في دولة الخرتيت سابقًا وصقر الجديان حالياً ، وسوف نري ماذا سيحدث بعد الثلاثين من يونيو وبعد رفع حظر الكورونا وقدوم البعثة الأممية، ومفاوضات جوبا وسد النهضة ومعركة ليبيا المحتدمة، واعتقد ان كل أو بعض مما جاء في مقالك الممتع قد يتحقق، ويا خبر اليوم بفلوس و غداً ببلاش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى