
..
حضور الحلو لمؤتمر الميليشيا كشف تنسيق وتعاون الحركة مع الجنجويد..
ردود فعل واسعة في الحركة الشعبية، وأنباء عن استقالات بعض القيادات ..
عمار ناصر: الإمارات سلمت الحلو 50 مليون دولار ومعدات وآليات عسكرية..
أبو التيمان: الحلو أقالني من الحركة لاعتراضي على قتال الجيش في بواكير الحرب..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو.
قال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، عبد العزيز آدم الحلو، إن قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” جرد المركز الحاكم للسودان من جميع الأدوات التي استخدمها منذ استقلال البلاد
وقال الحلو، خلال مخاطبته أعمال مؤتمر إعلان الميثاق السياسي في العاصمة الكينية نيروبي، إنه عندما لم تجد النخبة الحاكمة حلولاً للتعامل مع حميدتي، وصفوه بالأجنبي وحرضوا على ضربه، مبيناً أن مؤتمر إعلان الميثاق السياسي في نيروبي خطوة مهمة في تاريخ السودان ومرحلة جديدة للبحث عن السلام دون الاعتماد على الوساطة الدولية، وقال الحلو إن حرب 15 أبريل 2023م، نبهت الرأي العام السوداني إلى وجود مشكلة كبيرة لأنها انتقلت من الأطراف إلى المركز ونبهت الغافلين إلى مشكلة، مذكراً أن الصراع المسلح في السودان لم يتوقف لأن الخرطوم استأثرت بالسلطة والوجاهة والتفوق الاجتماعي، مقابل هامش حُرم من جميع الأساسيات، وشدد الحلو على أن توظيف الدين والعرق والقبيلة خلال الصراعات المسلحة في السودان بواسطة مجموعة محددة، الغرض منه استبعاد من هم خارج هذه الدائرة، واليوم سنضع حدًا لهذا الأمر من خلال هذا الميثاق.
رب ضارة نافعة:
وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، ذلك أن مؤتمر إعلان الميثاق السياسي الذي جمع المُنْخَنِقة، والموقُوذة، والمُتَرَدّية، والنطِيحَة، وما أَكل السَّبع، قد كان فرصةً ذهبية لكشف القناع عن وجوه التآمر التي كانت تتخفَّى خلف ذريعة الحياد، ورفض الحرب، بل كان المؤتمر سانحةً مناسبة لتأكيد حقيقة أن حبل الكذب قصير بالنسبة للحركة الشعبية لتحرير السودان التي ظلت تنفي وجود تنسيق بينها وبين ميليشيا الدعم السريع، رغم أن لسان الواقع كان يتحدث عن هذا التنسيق الذي اتضحت صورته تماماً بالتحركات الي قام بها الجيش الشعبي مستغلاً انشغال القوات المسلحة بالحرب الوجودية ضد ميليشيا الدعم السريع وذلك من أجل الاستيلاء على المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الحكومية، ضارباً بعرض الحائط اتفاق وقف إطلاق النار الذي ظل يتجدد سنوياً بين الطرفين، ومضت الحركة الشعبية أبعد من ذلك في تنسيقها مع الدعم السريع بقطع الطريق الرئيس الأبيض – الدلنج – كادقلي لحصار ولاية جنوب كردفان وخنق المواطن اقتصادياً ومعيشياً، حيث قطعت ميليشيا آل دقلو الطريق في منطقة الدبيبات شمال مدينة الدلنج، بينما رابطت قوات الجيش الشعبي جنوب مدينة الدلنج في منطقة السماسم وحجر الجواد قبل أن تستردها القوات المسلحة لاحقاً.
تنسيق عسكري مشترك:
ويؤكد عضو مجلس التحرير السابق بالحركة الشعبية لتحرير السودان عمار ناصر وجود تنسيق قائم بين الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع، وقال في إفادته للكرامة إن ميليشيا الدعم السريع لم تكن متحمسة في بواكير الحرب للتعاون والتنسيق مع الحركة الشعبية، وفقاً لإفادة كل من (عزت كوكو، وجقود مكوار) وهما من القيادات المقربة لقائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، باعتبار أن الميليشيا كانت تسيطر على ولايتي الخرطوم والجزيرة، ولكن بعد أن تلقت ميلبشيا آل دقلو الهزائم الساحقة والمتلاحقة لم يكن أمامهم من خيار سوى البحث عن شريك قوي للاستيلاء على كردفان ودارفور لإعلان دولتهم المزعومة، فشهدت مناطق سيطرة الحركة الشعبية اجتماعات عاجلة وسرية، أسفرت عن الاتفاق على تنسيق الجهود والمواقف بين الحركة الشعبية لتحرير السودان، وميليشيا الجنحويد في مجال العمل العسكري الكامل والمشترك في كردفان للاستيلاء على المدن الكبرى مثل كادقلي والدلنج والأبيض، وممارسة الضغط على مدينة الفاشر في شمال دارفور لإسقاطها بواسطة الدعم السريع ومشاركة الجيش الشعبي، كم تم الاتفاق على تشكيل غرف إعلامية من كوادر الحركة الشعبية، لتكثيف التغطية وإحداث زخم إعلامي خلال مجريات العمليات العسكرية، وكشف عمار ناصر عن تسليم الإمارات قائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو مبلغ 50 مليون دولار، والاتفاق على تسليم قوات الجيش الشعبي عدد 600 سيارة تاتشر دفع رباعي قادمة من تشاد إلى غرب كردفان لتدخل منها إلى المناطق التابعة للحركة الشعبية، كما تم إرسال عدد من الطائرات المُسيَّرة، وقطع غيار للدبابات المعطلة لصيانتها، يتم استيرادها من مدينة بانتيو بدولة جنوب السودان بواسطة القائد كوكو إدريس.
تدمير الحركة الشعبية:
ويتهم آدم موسى أبو التيمان العضو السابق لمجلس التحرير القومي وممثل الحركة في كندا، عبد العزيز الحلو ببيع قضية جبال النوبة للإماراتيين والجنجويد، بعد أن اتخذ قراراً دكتاتورياً مرره على بعض ضباط الحركة المقربين له من أجل الموافقة على التعاون والتنسيق مع ميليشيا الدعم السريع، وقال أبو التيمان في إفادته للكرامة إنه كان ضحية وقوفه ضد إعلان الحلو الحرب على الجيش السوداني والوقوف في صف الجنجويد، حيث صدر قرار بإقالته من الحركة الشعبية، واصفاً القرار بالتعسفي وغير القانوني، وحذر أبو التيمان من أن استمرار مسلك الحلو الفاسد، وسياسته القائمة على إرضاء الإمارات والتماهي مع ميليشيا الجنجويد، سيقود إلى تدمير الحركة ليكون مصيرها مثل مصير حركة نمور التاميل السيرلانكية، مؤكداً أن ما تم في كينيا لن يمر مرور الكرام داخل أروقة الحركة الشعبية التي تشهد غلياناً وسط كبار قادتها الرافضين للتنسيق مع ميليشيا الدعم السريع التي تختلف أهدافها مع (منفستو) و(مانديت) الحركة الشعبية التي انحازت لقضية الجماهير لا أن تقتل الجماهير على أساس عرقي، وتمارس أفظع الانتهاكات وترتكب أبشع الجرائم، مما يصنفها جماعة إرهابية.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ يبدو أن تعاون عبد العزيز الحلو، وتنسيقه العالي مع ميليشيا الدعم السريع والذي أظهره مؤتمر نيروبي إلى العلن، سيكون له تأثيرات قوية داخل منظومة الحركة الشعبية، حيث تشير الأخبار المتواترة أن الأرض قد بدأت تهتز تحت أقدام الحلو، من خلال إعلان عدد من القيادات تقديم استقالاتهم، فيما يتحرك وميض نار ثورة من تحت الرماد، يقوده شباب شرفاء من أجل اقتلاع عبد العزيز الحلو الساعي لتذويب مشروع الحركة الشعبية في مستنقع عنف وجرائم وانتهاكات ميليشيا آل دقلو الإرهابية التي لا تمثل سوى مخالب قط لقوى دولية وإقليمية تسعى إلى تمزيق السودان وتفتيت وحدته، ولكن هيهات، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.