صوت الحق – الصديق النعيم موسى – الخدمة المدنيه القانون بمشي في المساكين !

siddig2227@gmail.com

أحد قراء هذه الزاوية يعمل في مؤسسات الدولة بدرجة عمالية ، تواصل معي قبل فترة ، يقول لي : ذات يوم أخطأت في العمل وتمت محاسبتي بصورة رادعة قبلت العقاب لأنني أخطأت وإعترفت بذلك أمام اللجنة التي شُكّلت لي وإنتهى الأمر ) يواصل قوله : ولكنني تفاجأت تماماً بإرتكاب موظفين ومدراء أخطاء جسيمة لم تتم محاسبتهم ، سكتت الإدارة عن محاسبتهم وأفلحت في تطبيق القانون أمامي لأنني ضعيف ( وما عندي ضهر ) .
تأتيني رسائل كثيرة عبر الواتس آب والبريد إضافة إلى المكالمات فأسمع عن مصائب ما أنزل الله بها من سُلطان داخل مؤسسات الدولة . حديث الأخ أعلاه ليس غريباً فهذا هو نهج الدولة تُجاه تطبيق القانون ينطبق على العامل البسيط ويُترك المدراء والرؤساء يفعلون ما يحلو لهم .
أن يُحاسب العامل البسيط ويُترك المدير يُمثّل سقطة أخلاقية للمسؤولين في مؤسسات الدولة وهو أمر إعتيادي ( ينفش المسؤول ريشو في الناس الما عندها ضهر ) ولعمري هذا الأمر لا يحتاج كثير عناء الجميع يعرف ما أقول خاصةً المهتمين بالشأن أعلاه ومعشر الموظفين ؛ صاحب هذه الرسالة شُجاع حيث إعترف بما فعله وعند محاسبتة إستقبل الأمر بكل صدرٍ رحب ، يبدو أنه كان يعتقد سيُطبق القانون على الجميع .
المسؤولين هم السبب الرئيس في إستمرار الظلم داخل الوزارات وليست هذه الحالة الأولى التي تصلني هنالك الكثير المُثير مِن مَن سردنا فيه ؛ ومعظم المشكلات التي نسمعها من العمال والموظفين هم ( المُستضعفين ) الذين لا حول لهم ولا قوة ، هم الذين يُطبّق فيهم القانون وحدهم فقط والذين يستندون على آخرين هم أصحاب القدح المُعلّى لا أحد يسألهم مهما فعلوا من جُرم هنالك مَن يُغطي لهم وهنالك مَن يتجاوز عنهم ؛ عندما كنا صغاراً درسنا أنّ القانون فوق الجميع وعندما كبرنا وجدنا عكس ذلك ، يفسد الكِبار ويُطبّق القانون في صغار الموظفين والعمال و في ذلك بلاوي يترفع الإنسان عن ذكرها ؛ عندما يبرز المسؤول ( عضلاته ) على العمال فقط دون غيرهم فهو بلا شك يسير في طريق الشر ، فديننا الحنيف جعل الناس سواسية ولكن في السودان حدّث بلا حرج عن سوء المعاملات في المؤسسات وتفضيل فئة على الأُخرى ؛ وهذا النهج تسير به الحكومة الآن من في جميع مؤسساتها .
الكثير ظُلموا وفصلوا عن العمل وآخرين يستحقون ذلك تم تركهم لأنَّ لديهم ( ضهر ) إنها الخدمة المدنية التي شهدت أسوأ مراحلها ؛ غياب العدالة هو السِمة البارزة لهذه الحكومة ، تقول لي إحدى الموظفات بوزارة إتحادية أنَّ الوكيل والوزير يسيطرون على كل شئ ولا أحد يسألهم ، وإحدى الموظفات تقول أنَّ زميلاً لها تعيّن بعدها جاءت به إدارة الشركة الحكومية مديراً لفرعها بأحدى الولايات وهي أقدم منه . وفي هذا الشأن أيضاً أرسلت لي إحدى الأخوات تعمل في وزارة مهمة تقول لي : ( أتمنى أن تُسجّل لنا زيارة لتُشاهد الدكتاتورية على أصولها وترى ماذا يفعل المسؤولين في وزارتنا )
أمر الإسلام بالعدل بين الناس في كثير من الآيات قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) سورة النساء ، وحرّم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله مُحرّماً بين عباده ، يقول عزّ وجل ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) سورة يونس .
صوت أخير :
يختم لي هذا العامل بقوله : ( خليناهم لي الله ) ما أعظم الكلمة وأبلغها فمن رفع يديه لله مظلوماً بلا شك سيجد العقاب المناسب من الله تعالى ، لذلك حذّر الإسلام من الظلم
جاء في الصحيح أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعَثَ معاذَ بنَ جَبلٍ إلى اليمَنِ ، فقالَ ( اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ؛ فإنَّهُ ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ ) .
إقتضت سُنة الله في الأرض أن السُلطة لا تدوم والسعيد من فارقها خالي من دعوات المظلومين ؛ يقول الله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) يظلم الناس بعضهم البعض في أشياء زائلة .
نختم بقوله سبحانه وتعالى ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) سيجتمع الناس في مكانٍ واحد ويختصمون لرب العزة والجلال يقضي بينهم بالعدل .
على المسؤولين مخافة الله وإقامة العدل بين الناس ومَن ظلمَ فليعيد للناس مظلمتهم قبل فوات الأوان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى