
siddig2227@gmail.com
جمعتني الظروف باللواء شُرطة دكتور إدريس عبد الله ليمان إبن كسلا الوريفه ، كنت أتحدث في إحدى المواضيع المهمة المُتعلّقة بالأمن القومي ، فبينما أنا جلوس في مكتبي جاءني إتصال من رقم غريب عرّفني بنفسه و وظيفته وبكل لطف وأدب طلب مُقابلتي ، إتفقنا على ذلك ولقد قابلته في مكتبه . ذهبت إلى وزارة الداخلية حيث يعمل ، يستقبل ضيوفه هاشاً باشاً كريماً خلوقاً تبادلنا الأحاديث وأخبرني بقراءته لمقالاتي المكتوبة وهو سبب إتصاله لي ، تناقشنا سوياً لساعة تقريباً وعند الوداع ( بشوشاً باسماً يُقدّم ضيوفه حتى باب مكتبه )
ومنذ ذلك الوقت إلتقينا ثلاثة أو أربع مرات وظّل في تواصل مُستمرٍ لم ينقطع ؛ تم نقله في فترة وجيزة لأكثر من موقع ( حينها أدركت أنه غير مرغوب فيه داخل الشُرطة ) وكما أسلفت في مقال سابق أنَّ وزير الداخلية المكلف مدير عام الشُرطة صاحب القرار الوحيد في مؤسسة الشرطة .
كلما ظهر كشف ترقية ضباط أتابعه لعلّي أجده في القائمة أكثر من ثلاث ترقيات ، أقول في نفسي أمثال دكتور إدريس الرجل الصادق الصبور هم أهل الترقية رجل يحمل دكتوراه في اللاجئين وضع بصمته في الشُرطة السودانية ؛ في الكشف الأخير علمت منه أنه أُحيل للتقاعد .
برع الدكتور إدريس في مكافحة المخدرات عبر خطوات مدروسه وحثيثه تؤكّد معدن الرجل وقدرته على أداء عمله و واجبه بأكمل وجه ولعلّي أتحدث عن إنسان شاهدت فيه حرصه ومخافته من الأمانة العظيمة التي تقع على عاتقه ، عمل الدكتور إدريس في ملف اللاجئين بوزارة الداخلية وبعد إنقلاب 25 أكتوبر تم نقله من ملف اللاجئين إلى الشُرطة الأمنية وبعدها إلى مكافحة المخدرات إلى دارفور بغربنا الحبيب وأبلى البلاء الحسن في المهمة العظيمة والحملات المنظمة ومع هذا تم إحالته للتقاعد ولكني كنت أتوقع ذلك لأنَّ أعداء النجاح كما أسلفت هم بالمرصاد للمتفوقين وهذا سبب رئيس في ضياع بلادنا .
إهتم العميد إدريس بما يكُتبه الإعلام في مجال المُخدرات وكان يقرأ كثيراً ويتواصل من الإنتشار السريع للمخدرات الداء الفتاك الذي عشعش في بلادنا وأصاب شبابنا ، ذات يوم كتبت مقال عن هذا الأمر ، وجدت منه رسالة عبر الواتس بأنهم يسعوا لترجمة التوصيات على أرض الواقع . النجاح في العمل يحتاج لإرادة وتفانٍ وإتقان وتواضع بتقرّبك إلى الجنود والضباط والمجتمع وإبان توليه مدير الدائرة الفنية بالإدارة العامة للمخدرات نشط الرجل كثيراً وإستبشرنا خيراً بوضع الخُطط المناسبة في إيقاف وتقليل ظاهرة إنتشار المخدرات بجميع أنواعها ،
و بين ليلة وضُحاها أصبح خارج الشُرطة والجميع تساءل لماذا أُحيل للمعاش وهو في قمة عطاءه .؟
مثلما ننتقد الشُرطة في قتل منسوبيها للمتظاهرين ونستنكر ذلك الأمر علانية بدون خوف أو رهبة من أحد ، أيضاً ندعم ونؤيّد المُخلصين في عملهم ونتأسف جداً لفقدان الشُرطة كفاءات حقيقية في الكشوفات السابقة ونستنكر عدم إحترام وزارة الداخلية لعدم تطبيقها القانون وتنفيذ أمر المحكمة النافذ في إعادة الضُباط المفصولين تعسفياً .
دوام الحال من المُحال والسُلطة لا تدوم تبقى فقط الذكرى الطيبة والعمل الصالح وهذا ما رأيته في اللواء م إدريس ليمان الرجل الخلوق المُتَديّن ، ذهب من الشُرطة بعد ترقيته لرتبة اللواء في عِز عطاءه وهو أمر غريب وفي نفس الوقت متوقع جداً في ظل ( الأحاديث المنتشرة عن الداخلية سأتطرق في مقال آخر بمشيئة الله عن بيانها المُبهم الضعيف ) تَرك دكتور ليمان ( بسمته ) تِذكاراً للذين عرفوه عن كثب وتَرك العمل محبوباً من الذين عمل معم ضباطاً وجنوداً ويقيني هذا هو النجاح الحقيقي الذي يحتاجه الموظف العام في أداء مهامه .
صوت أخير :
إنتقادنا للشُرطة لا يعني عدم وجود المُخلصين ، بكل تأكيد هناك الكثيرين مِن مَن يعملون بلا مَنٍّ أو رياء أفراداً وجنوداً وضُباط ولي في ذلك مواقف كثيرة لا يسع المجال لذكرها ولكني أذكر الرائد عمرو يوسف الذي يعمل حالياً بإدارة جوازات القضارف وفي العام 2012 كان ملازماً في إدارة السجل المدني بقضروف المك سعد وتعامله مع الجمهور وأدبه وحُسن خُلقه ومن ذلك الوقت أصبحت بيننا صداقة جميله ، كذلك الرائد محمود في إدارة المرور بالمقرن ، التحية الصادقة لكل الذين يُقدّمون واجبهم ويخافون الله في عملهم ؛ وفي المقابل الخزي والعار للذين يهدمون وطنهم ويفعلون ما يحلو لهم .
وفقك الله اللواء م إدريس ليمان في حياتك العملية فأنت رجل مؤهل وتحمل درجة علمية كبيرة كفيلة بأن تفتح أمامك الأبواب مشرعة للعمل داخل وخارج البلاد .
إن كان في العمر بقية نتناول غداً بمشيئة الله بيان وزارة الداخلية المُبهم .
وسنترك الحديث لاحقاً عن حركة تمازج التي أخرجت أحد.منسوبيها بالقوة من قسم الشمالي .