كبير الباحثين فوكس للدراسات السويد
في ظل تعقيدات المشهد السياسي الذى تشهده الساحة السودانية استبشر الكثيرون خيراً بميلاد الاتفاق الاطارئ الذى حظي بقبول بعض الاطراف من الفاعلين السياسيين ، وبالمقابل عارضه البعض من قوى مؤثرة لايستهان بها .
لكن في واقع الأمر يظل الإتفاق بارقة امل للخروج من عمق الزجاجة ، بل مكسب لكل القوة السياسية ويمكن أن يعمل علي حل الانتقال الديمقراطي إذا ماخلصت النوايا وصدق توجه المقصد .
ولكن يبدو أن هناك عدد من الإشكالليات تواجه الاتفاق الاطارئ في مقدمتها الصراع العسكري العسكري ، والتراشق الاعلامي الذى بدأ واضحاً بين المنظومة العسكرية علي سبيل المثال يرى رئيس المجلس السيادي بأن الاتفاق يجب أن يشمل كل القوي السياسية قبل التوقيع عليه وفي هذا قد ذهب عضو مجلس السيادي الفريق أول شمس الدين الكباشي الي نفس المآل والتوجه ، بينما المجموعة الأخرى التي يمثلها نائب رئيس المجلس السيادي قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ترى ضرورة المضى قدماً في الاتفاق الاطارئ من خلال توسيع قاعدته عبر الجلوس مع الممانعين وهذا ماقاد الي عقد عدد كبير من الاجتماعات برعاية حميدتي وقائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو في ظل هذا الخلاف في وجهات الرأي حاولت أطراف من اللاعبين السياسيين أن تلهب النار بالاستفادة من هذا التنوع في الاراء لتحقيق مكاسب سياسية فبدأ الحديث عن تحركات عسكرية ، واضطرابات ستحدث في العاصمة والاقاليم وتخوين لهذا وذاك ومحاولة الوقيعة بين الاجهزة الامنية لحدوث صدام عسكري ، بل البعض ذهب في تحليله الي وشوك وقوع اشتابك مابين الجيش وقوات الدعم السريع .
ويبدو أنه من الواضح أن ثمة حملة مرتبة وممولة بدأت تعمل بصورة فاعلة في مواقع التواصل الاجتماعي عبر نشر اخبار كاذبة ومضللة خلال الأيام القليلة الماضية .
لكن مالا يدركه الكثيرون أن اللعب علي وتر الخلاف بين الجيش والدعم السريع سيقود بصورة او اخرى الي تأزيم المشهد السياسي السوداني بصورة كاملة وتأزيم الاوضاع الامنية التي هي بدورها انتابها كثير من الضعف والهشاشة ، لكن بالرغم من كل هذه الهجمة الا ان التعويل كثيراً علي حكمة من يملكون زمام الامور في المؤسسة العسكرية ، وهذا كفيل بأن يغيب السناريوهات السوداء في الواقع السوداني .
بالعودة الي الحديث حول ماهية دمج قوات الدعم السريع فان نصوص الاتفاق الاطارئ كانت واضحة وبالتالي يجب علينا وضع ثلاثة حقائق من بينها أن هذه القوات وجودها في الساحة التي تشهد بدورها سيولة أمنية فان الدعم السريع ساهم في حفظ الأمن والأمان ( كتفاً بكتف ) مع القوات المسلحة السودانية وليست حادثة ( الفشقة ) أن اردنا الاستدلال بعيده عن ذلك .
أيضا أن قدرة القوات علي الحركة والمناورة والانتشار ساهمت في اخماد الكثير من الاضطرابات لاسيما في اقاليم السودان المختلفة .
كما أن قضية الدمج ليست أولوية لاستقرار الاوضاع في السودان بل يجب ان تمضي الاولويات الي تنفيذ بند الترتيبات الامنية لاستكمال اتفاقية جوبا للسلام ، وتحديد جداول زمنية لتنفيذ عملية الدمج في برامج واضحة يتم الاتفاق عليها .
هذا فضلا عن تأكيد قيادات الدعم السريع ممثلة في قائدها الاول والثاني بأن لامانع في الدمج ولايوجد سبب للتصعيد ومحاولة إغراق البلد في سناريوهات لاتحمد عقباها .
القرارات السياسية الغير مدروسة يمكن ان تحمل البلد تبعات وفواتير عالية لاتسطيع تحملها ولكم مثلا في قضية حل هيئة العمليات بمنسوبيها وخبراتهم العالية ولاشك ان قرار حلها كان له آثار وتبعات كارثية علي البعد الأمني الداخلي والخارجي .
ختاماً مهما كان مقدار التباين في الارء فان ماذكره قائد ثاني قوات الدعم السريع الذى يرى الكثيرون بانه ازال كثيرا من اللبس بعد ان حوت دلالاته من حيث التوقيت تفكيراً متقدماً بين مدي حرص هذه القوات علي وحدة اللحمة الوطنية وعدم الانزلاق والاندفاع الي سناريوهات الفوضى الخلاقة التي يحاول البعض تمريرها في السودان .
رسالتي للقوي السياسية بأن إدخال العسكر في الصراع السياسي لتحقيق كسب موقت قد يؤدي الي واقع سيكون أول المتضررين منه الاحزاب بوجه أخص والاستقرار السياسي في السودان بوجه اعم