أخر الأخبار

دكتورة سامية علي تكتب: البرهان ..الرهان الرابح !!

اثلج عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة صدور الشعب السوداني بتصريحاته التي ادلى بها في لقائه بمجموعة سودانية وتركية من الرموز وأصحاب الرأي خلال زيارته إلى تركيا وعقب لقائه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، حيث بث تطمينات تجاه كثير من القضايا التي شكلت هاجسا وقلقا للكثيرين، لا سيما وقد كثر الحديث خلال الأيام الفائتة عن تفاوض سري مع الإمارات وتقديم تنازلات من الجيش والحكومة السودانية، بجانب هواجس تقدم قوات الدعم السريع المتمردة على الصعيد العسكري، والموافقة على هدنة لأكثر من ثلاثة أشهر، والحديث عن قوات اممية ربما تهبط على اقليم دارفور تمهيدا لانفصاله ، في إطار المخطط الدولي المرسوم لتقسيم السودان وتفتيته، وكذلك الحديث الرائج عن عودة الجناح السياسي لقوات الدعم السريع المتمردة ومشاركته في العملية السياسية القادمة ، لا سيما بعد قرار البرهان برفع الحظر عن الجوازات التي كانت قد تم حظر تجديدها لأشخاص تمت ادانتهم بجرائم حرب وأخرى سياسية.
إلا ان البرهان اجاب على كل هذه التساؤلات الحائرة وازال الهواجس التي كانت تختمر في نفوس الكثيرون، وارسل رسائل ساخنة وعاجلة، حيث أكد لا مجال للتنازل عن إنهاء التمرد في كل السودان ، وتحدث عن حوارات تمت بالفعل مع الإمارات لا لأجل تقديم تنازلات بل لمواجهتها بجرائمها التي ارتكبتها في حق الشعب السوداني عبر دعمها للمليشيا، وأظهر رفضا كبيرا بوجود الإمارات ضمن مبادرات سياسية، بل رحب بمبادرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي التي تؤكد تحجيم دور الدعم الإماراتي للمليشيا وتؤمن على اهمية خروج المليشيات من المناطق التي احتلتها .
كما ارسل البرهان رسالة واضحة ان لا مجال لهدنة او وقف إطلاق النار كما كان يشاع ، وقد راجت أنباء عن قبول الحكومة بهدنة لثلاثة أشهر بما ادخل الإحباط في نفوس الشعب السوداني الذي يعول كثيرا على الجيش وانهاء التمرد دون هدنة تعطي فرصة للمليشيا تلتقط أنفاسها وتعود لممارسها جرائمها الارهابية، إلا ان البرهان قطع بان لا مجال لهدنة!!
ورسالة ساخنة أرسلها البرهان لحلفاء المليشيا في الخارج ، لن تستطيعوا ان تعود للسودان لان الشعب يرفضكم قال لهم ” تعالوا كان تقدروا” !!
وتلاحظ ان البرهان تحدث بتفاؤل و” ارتياح” ، بما يبدو ان زيارته لتركيا حققت نجاحا لافتا ، وهذه رسالة اخرى ، تشير إلى ان الشراكة الاستراتيجية بين السودان وتركيا تسير بشكل جيد جدا ومكاسبها عظيمة ونتائجها مبهرة، وأنها انتقلت من مربع التفاهم والتفاوض الى مرحلة الفعل ، ليس على الصعيد السياسي فقط، بل على الصعيد الاقتصادي، حيث الاستثمارات التركية التي تتجاوز مساهمتها في الإعمار إلى مجالات اعمق، كذلك على الصعيد الأمني ،حيث اعلن الرئيس التركي ان امن السودان من امن تركيا، بما يعني تحركاً تركياً فاعلا لاستقرار السودان وضمان وحدته ، وهذا بالطبع يعني تحالفا قويا يضاف للتحالف السوداني الإرتري السعودي المصري ، بما يسبب قلقا وهاجسا لداعمي المليشيا !!
اذن المستقبل واعد والبشريات تترى ، على كل الأصعدة خاصة على الصعيد العسكري فالحكومة السودانية وعلى رأسها القيادة العسكرية عازمة على إنهاء التمرد بتكتيك محكم ، يسنده تحالف دولي قوي لا سيما بعد حديث الرئيس التركي عن امن السودان ، فما تم نقاشه في الغرف المغلقة كما يبدو ، ان تركيا ستدعم السودان عسكرياً وهي تملك اسلحة متطورة ونافذة، ولم تدخل تركيا داعماً عسكرياً إلا وكانت منتصرة ، وهي إشارة مبشرة بان السودان عبر إلى بر الأمان والسلام والاستقرار وسيتجرع العدو ومن سانده كؤوس الهزيمة.. ورهانات البرهان ستربح بإذن الله !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى