الخرطوم الحاكم نيوز
ثمة أيادى تعبث ليل نهار بأمن الوطن واستقراره مستخدمة في ذلك اقوى واقبح سلاح وهو الشائعة. ومن المعروف انها ولصياغتها ببراعة تخدم أهداف ولو لفترة مؤقتة.
وبحسب محتوى اطلعت عليه في شبكة الانترنت عن
الشائعات والحرب النفسية وكيف تستخدم في تدمير معنويات الشعوب؟ لأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة “سليمان صالح” حيث ذكر ان إدارات الحرب النفسية في وزارات الدفاع عملت على تطوير مواصفات مضمون الشائعة المؤثرة واستخدامها لتحقيق أهداف الحرب النفسية؛ لذلك قامت وزارات الدفاع في الكثير من دول العالم بإنشاء إدارات للحرب النفسية تضم خبراء في صنع الشائعات، وتحديد مواعيد ترويجها، واستخدامها لتدمير معنويات جيوش العدو، وتفكيك الشعوب، وإشعال الحروب الأهلية.
وفي مذكرة قدمتها إدارة الحرب النفسية في وزارة الدفاع الأميركية عام 1990، حددت هذه الإدارة مواصفات الشائعة الناجحة في عدد من النقاط بينها أن يكون من السهل أن يتذكرها الجمهور المستهدَف، لأن هذا الجمهور يمكن أن يقوم بترويجها عن طريق الاتصال الشخصي. أن تكون الشائعة بسيطة وغير معقدة، وتتضمن معلومة محددة، ولا تشمل الكثير من التفاصيل. أن تنجح في استغلال مشاعر الجمهور وعواطفه، وتعمل على إثارتها، كذلك من الأفضل أن تتم نسبة الشائعة إلى مصدر موثوق به وغير ذلك الكثير.
ولعل هذا ما يحدث الآن بين الأجهزة الأمنية والشارع أو الجمهور وقد سرت الكثير منها خلال اليومين السابقين ابتداء باتجاه رئيس المجلس السيادي لحل المجلس وتكوين المجلس الأعلى للقوات المسلحة مردوفا بذكر مساعديه. وليس انتهاء بما رشح اليوم مخاطبة جهاز المخابرات العامة لقوات الدعم السريع بإخلاء مقرات هيئة العمليات ( فورا) وما بينهما من تقليص مرتبات قوات الدعم السريع.
سرت كل هذه الشائعات دون ان ينبري احد لتفنيدها رغم خطورتها على تشكيل الرأي العام والجهة المستهدفة دون مبالاة لتداعيات استفزازها بهكذا طريقة، وما ينتج عن ذلك من إدخال الرعب في نفوس المواطنين وتناسل شائعات عن غير قصد نتيجة للهواجس كما أوردت منصة مداميك اليوم بأن عدد من مستغلي المركبات تابعوا حركة غير عادية لعربات تتبع للقوات المسلحة وأخرى للدعم السريع تسير بسرعة حد اصطدامها ببعضها. وتماما هذا نتاج الشائعة أو التسريبات وان كان الهدف منها جهات بعينها فقد ضلت طريقها للجمهور، أو ربما هو المعني في ظل ظروف سياسية معقدة ومتقاطعة ومتضاربة المصالح. وطبعا نسب الشائعة إلى مصدر موثوق وتمريرها عبر وسيلة إعلامية كما ذكر في عوامل نجاح الشائعة كان أحد اركان تمرير كل تلكم الأقاويل التي ذكرت ان كانت حقيقية أو شائعة لقياس الرأي العام أو لشيء في نفس بن يعقوب.
بين كل ما سرى خلال اليومين الماضيين مما يوقر صدر الجهة المستهدفة عمد قائد ثاني الدعم السريع الى التقليل من فرضية حدوث مواجهة بينهم والقوات المسلحة بل دعا كما سبقه قائد القوات حميدتي الى رفع اليد عنهما والنأي عن التأليب من جهة، ومن جهة اوضح ان شائعة تقليص مرتبات القوات إجراءات قامت بها المالية لحوكمة ولايتها على المال العام والإجراءات شملت جميع القوات النظامية.
اما شائعة اليوم بشأن إخلاء مقر هيئة العمليات فإنها وقبل ان تتأثر بها قوات الدعم السريع فإنها تثير حنق ضباط الهيئة ممن انضموا الى صفوفها بعد ان اتهموا بالتمرد، واخرجوا من مقارهم وثكناتهم إلى السجن الحربي والشارع وهم عدد لا يستهان به سيما ضباط الصف ( المشاة، البندقجية المسلحين) ولكم ان تتخيلوا ردة فعل هذه المجموعة المسلحة.
من اطلق هذه الشائعة او التسريب يسعى لفتنة لا تبقى ولا تذر، حتى وان صح ذلك فبحسب ذوى صلة فإن ذلك يتم عبر إجراءات رسمية، والجهاز رسميا وقانونيا ليس لديه حق في مطالبة الدعم السريع انما الجهة التي صادرت واحتلت.. السيادي.
واخيرا فإن كانت الجهة التي تقوم بتلك التسريبات أمنية فهذه أم المصائب وتتحمل هي وحدها نتاج صنيعها، اما وان كانت فعليا جهات ذات أجندة تسعى للفرقة بين قوات الدعم السريع والجيش، ثم الدعم والجهاز فمن باب أولى ان تستدرك الجهات الأمنية الأمر وتسعى لتطمين المواطن لا تركه هكذا تتنازعه الهواجس والظنون والخوف.