أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (الطرق والجسور) … بالإمكان أفضل مما كان ..!

الخرطوم الحاكم نيوز
في الواقع كثرت وتنوعت وتشعبت التعديات علي الطرق والجسور القومية والولائية المسفلتة منها والزراعية معا، هزمت شعار الثورة (حنبنيهو ..!) ، فقد تأثرت جميعها بالإعتداءات من مظاهرات وتتريس وحفر وحرق لساتك وتقليع الأنترلوك ، وقطع الطرق لأتفه الأسباب علاوة علي التعديات علي حرماتها بالحمولات الزائدة وتمدد الفريشة وغيرهم بالبيع والشراء وكل ذلك أمام بصر وسمع الهيئة القومية للطرق والجسور التي ظلت تعمل بكل إجتهاد في ظل ظروف معقدة ولم تيأس ولسان حالها يقول (بالإمكان أفضل مما كان ..!) .
بالأمس أكدت الغرفة التجارية بالولاية الشمالية، استئناف الحركة التجارية عبر الطريقين الشرقي والغربي بعد إغلاق دام لفترة بسبب الإحتجاجات لمواطنين بالمنطقة ، وبالأمس أيضا وقفنا مع جمهور المتفرجين بالقيعة شرق آخر محطة في أم درمان ، علي عراك وسباب وشتائم بألفاظ بذيئة يعف لساننا عن ذكرها .
كانت مواجهة بين مواطنين وبعض الفريشة بسبب قفل الطريق وتبين أن أصحاب الدكاكين يؤجرونها للفريشة حتي الزلط الذي أصبح من أطيانهم ، ضاق بتكدس السيارات وكميات النفايات والأوساخ حيث تعطلت حركة المرور في الشارع الذي تقلص عرضه من (60 – 10) متر ، ومع كل ذلك رفض هؤلاء الفريشة أن يفتحوا الطريق للمواطنين ، وقالوا لهم أوقفوا سيارتكم في أي مكان حتي بعدين ..!، تخيل بكل تسويف حتي بعديين ..!.
أخيرا وصلت المشكلة لدرجة الغضب فانفجر المواطنون يلعنون الثورة وشعاراتها التي هزمتها والحكومة والوالي والمحلية وكل من له علاقة بالطرق حتي الهيئة نالت نصيبها من الإساءة ..! تذكرت حينها ذلكم السوداني الذي ضبطته الشرطة في كشة في السعودية وهو مخالف للإقامة فشتم الشرطي ..! وأخيرا زودها حبتين فشتم الأسرة الحاكمة فقال له الشرطي أنا عفيت حقي ولكن إنتظر شنو يسوي فيك الملك ..!، ونحن نقول لوالي الخرطوم الحكاية جاتك في بيتك وقد ظللنا نسمع حديثك كثيرا عن فتح الطرق التي إحتلها الفريشة وحملات النظافة وغيرها ولكن في الواقع لم نجد شيئا منظورا ، الحقوا طريق (الشقلة – الصالحة – كبري الدباسين) الذي أصبح محتلا ..!، قبل أن يصلونك في مكتبك ..!.
وبالطبع ليس طريق الشقلة لوحده بل وصلت كافة الطرق في البلاد لأسوأ حالاتها خلال الأربعة سنوات الماضية وقد تضافرت في ذلك عدة عوامل وعلي رأسها إنعدام التمويل وشح السيولة والإهمال وسوء إستخدام الطرق وكثرت التعديات وعدم وجود القوانين الرادعة فأصبحت الهيئة القومية للطرق والجسور حالها كحال الشاعر العربي أحمد مطر في قصيدته بشأن فلسطين (لمن نشكو مآسينا ..؟!) .
ما يحمد للهيئة أنها رغم كل ذلك ظلت تتحرك وقد أطلقت مشروع العد الحركي والمسح المروري السنوي لها بداية الإسبوع الجاري في (6) محطات رئيسة (نابتي ، الدامر، شيري ، سنار، الأبيض والقولدير) ، قالت تشمل عملية الحصر المركبات نوعها ومواصفات حمولتها والمصدر وتكاليف تشغيلها وعدد الرحلات لتحديد إختيار المسار المناسب للطرق ، ويتم من خلال ذلك حساب تكاليف التشغيل للمركبات والفوائد التي تعود على الإقتصاد القومي ومن ثم توفير الوقود والزيوت وقطع الغيار ، وبل تهدف العملية لتوفير المعلومات للمساهمة في إتخاذ القرارات الصائبة بشأن الطرق لتجويد الخدمة وتوفير دراسات جدوى للطرق فضلاً عن وضع رؤية وتقييم لكل محطات التحصيل في الطرق القومية .
الناظر لصناعة الطرق يجدها مكلفة جدا وقد توقفت أعمالها بسبب التضخم وقد عجزت وزارة المالية تماما دون توفير الأموال اللازمة لتشييد طرق جديدة ، وقد رفعت يدها نهائيا عن توفير أموال الصيانة الدورية للطرق وأصبحت الهيئة تعتمد علي مواردها الذاتية من تحصيل الطرق للصيانة وقد أدخلها ذلك في ديون مليارية ..!.
غير أن الهيئة نفسها تعاني كثيرا من التجاوزات والتهرب دون دفع رسوم الطرق ، وأحيانا التهاون في عملية التحصيل رغم تحويل عدد من المحطات إلكترونيا لتحقيق أفضل إيرادات مطلوبة للمحافظة على شبكة الطرق بحالة جيدة ، وبلاشك فإن التهرب من سداد الرسوم يعني الهروب من إصلاح الطرق وربما حفرة كان المفروض إصلاحها او ردمها وبالطبع ستكلف خسائر تتجاوز مضاعفات تكلفة الصيانة ، ولذلك دافعت الهيئة بشدة عن رسوم الطريق وقالت إنها ليست جباية ، بل رسوم تدفع بغرض الصيانة والمحفاظة على البنى التحتية .
وليس ذلك فحسب بل كشفت الهيئة عن تخريب طال حتي سرقة إشارات مرورية وتعتبر بذاتها عملية مقصودة لتدمير البني التحتية للطرق ، فيما شددت الهيئة على أهمية ضبط الموازين وقالت إنها تحافظ على الطرق بنسبة 80% ، واتهمت الهيئة البعض بتعمد إفتعال الأزمات من خلال الحمولات الزائدة ، وقالت إنها تطالب غرفة الشاحنات بالتعاون معها للمحافظة على الطرق القومية ولازالت الهيئة تمد أياديها للجميع من شركاء الطريق للتعاون والتنسيق لأجل طرق آمنة .
الرادار .. الخميس 23 فبراير 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى