ابراهيم عربي يكتب : (كباشي في الجبال) … نقطة سطر جديد (الأخيرة)

الخرطوم الحاكم نيوز

نسدل الستار عبر هذه الحلقة (الأخيرة) سلسلة حلقات (كباشي في الجبال .. نقطة سطر جديد) ، ولكن لن يتوقف قلمنا ، فيما لازالت تداعيات وأصداء زيارة عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي المشرف علي ولايات كردفان ، تتواصل ولم ولن تتوقف عند هذا الحد ، وقد إستغرقت الزيارة (سبعة) أيام في جنوب كردفان بعد أن تخلفت رفيقتيها (شمال وغرب) كردفان بسبب ضعف قياداتهما التي لازالت تغطي في نوم عميق ، ولذلك نحسب أن الولايتين سينتقل إليهما المتفلتين بعد ضبط الأمن والضييق عليهم في جنوب كردفان ولذلك نطالب بوضع حد نهائي لتجنيب أهلنا في شمال وغرب كردفان تلكم التفلتات والظواهر الأمنية السالبة .
الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس ، واعتقد حققت أهدافها المأمولة في (الأمن والسلام والتنمية والخدمات) ، وبل وضعت النقاط فوق الحروف ، ولذلك إخترنا لها (نقطة سطر جديد ..!) لأنها زيارة ستضع حد فاصل مابين الموجود والقادم الجديد وبالطبع سيكون لها مابعدها من تداعيات عاجلا أم آجلا ..!.
فالزيارة جاءت مهمة في وقت مهم، رافقه فيها وفد مركزي رفيع ضم أركان سلمه وحربه بالقصر والجيش ، تماما كما ضم الفريق ركن رشاد عبد الحميد قائد القوات البرية (رجل المهام الجسام) الذي جعل من البرية شعلة وحركة ونشاط وجاهزية لكافة المهام والمهندس محمد كركيلا وزير ديوان الحكم الإتحادي (عمدة الولاة) وكانت الجولة مهمة بالنسبة له لإكتشاف الولايات علي أرض الواقع وإرسال رسائله والتبشير بمكاسب السلام ، كما ضم الوفد الفريق دانيال كودي النائب السابق لوالي سابق لجنوب كردفان (رجل السلام) ، وضم الوفد المهندس محمد نور الدين مدير وحدة تنفيذ السدود وزميله المهندس عمار محجوب مدير مشروع حصاد المياه الذين إستحقا منا الإعتذار والإعتذار للخلل والربكة في البرتكول والمراسم بكل من كادقلي والدلنج خاصة .
وضم الوفد المهندس عاصم حسن مدير قطاع كردفان بالهيئة القومية للطرق والجسور ممثل المدير العام الذي ظل يقف بنفسه علي حال الطرق القومية التي أصبحت (الحيطة القصيرة) تعاني التعدي والإعتداءات ، كما ضم الوفد لفيف من القيادات التنفيذية مدنية وعسكرية من المركز والولاية وكوكبة نيرة من (الجنود المجهولين) أهل الإعلام بضروبه المختلفة (المشاهد والمسموع والمقروء) والقنوات والوكالات الفضائية والإعلام البديل بالولاية والمركز .
اللافت أن المواطنين إحتشدوا أينما كان اللقاء وقد جاءوا من كل صوب وحدب فبادلهم الجنرال كباشي وفاء بوفاء أكدت شعبيته التي حاول شذاذ الآفاق النيل منه والنيل من القوات المسلحة التي هو جزء لا يتجزأ منها ، فقد جاء خطاب الكباشي بكادقلي جاذبا ومعبرا ومجسدا لأشواق وتطلعات وهموم المواطنين مما كان دافعا قويا ومحفزا لحشد كبير جاءوا إليه من كل فج بكل عفوية وتلقائية بالترتر وكالوقي والدبيبات والدلنج حشود حقيقية وليست مصنوعة أو مدفوعة الثمن مثلما ظلت تعج به الساحة ، جاء كل هؤلاء لأنها زيارة خاطبت قضاياهم وحاجياتهم وتطلعاتهم في (الأمن والسلام والتنمية والخدمات) .
وشارك أصدقاء إعتز بهم من الكموريتات في اللقاء الجماهيري بالدلنج ، إلتقيتهم علي فنجان قهوة فقالوا أن بعضهم شارك بكادقلي ، فسألتهم ولكن لماذا كباشي وأنتم متمردين ..؟!، فقالوا لي (كباشي منا ..!) وجئنا للمشاركة لحديثة الجاذب عن السلام وحرصه علي التواصل وتلك تخدم أهلنا وقضيتنا ، فقلت لهم أنا متوجس لأنكم إعتديتم من قبل علي الصينيين فأوقفتم العمل في الطريق الدائري (البعاتي ..!) ، فقالوا كانت غلطة وسبق أن إستنكرناها والآن كوكو فهم ..!، ومستعدون لتوفير الحماية للشركة المنفذة للطريق بشرط أن تكون جادة في التنفيذ ..!.
فأدركت حينها أن الحرب في جنوب كردفان لها خصوصيتها وقد إستنفذت أغراضها ولابد من السلام ، وتذكرت حديث القائد جقود مكوار وكنا نتناقش معه علي هامش جلسة المفاوضات بأديس أبابا 2014 وقبل الإعتداء علي أبو كرشولا ، وقد توصل الطرفان لإتفاق علي أكثر من 85% من بنود الإتفاق الإطاري برىاسة ياسر عرمان وقتها ، فكان نقاشنا مع جقود شفافا وصريحا حول الكتمة وتداعياتها ومن المسؤول عما حدث ..؟!، فعبر القائد جقود عن ندمه وتحسره شخصيا لدخوله هذه الحرب التي لازالت مستمرة ، ولم تنقطع إتصالات القادة الميدانيين عنه فقطعت علينا الحديث فكان هؤلاء بستعجلون التوقيع علي السلام ، وكان جقود يقول لهم (الموضوع دا لسع طويل بجرجروا بجرجروا ..!) ، فأدركت من تلكم اللحظات أن هؤلاء قد تم إستغفالهم في الحرب وبالطبع لتلك تداعياتها وخصوصياتها في جبال النوبة ، إذا لا بد من التواصل المجتمعي وفتح الأسواق المشتركة لمزيد من التواصل وتبادل المنافع مثل ما وجه عضو مجلس السيادة المجتمع بالتواصل مع أهاليهم في الطرف الآخر وتضم صوتنا له ونلتمس من السلطات فتح أسواق السلام والسماح بتبادل السلع والبضائع .
بلا شك أن زيارة الفريق شمس الدين كباشي لجنوب كردفان ولمدة أسبوع ، أثارت جدلا واسعا في الساحة السياسية مابين مؤيد وناغم ، وداعم ورافض ، ولكنها كانت زيارة بمثابة إستفتاء حقيقي لشعبية كباشي وقد اثبتت أن للرجل قدرات وطاقة كامنة لازالت لم تكتشف ، مسنودا مجتمعيا واعتقد ستدفع به القيادة لمهام جسام وقد هتفت الجماهير (كباشي ضهرك ملان ..!) ، ويمكن أن يكررها كباشي في نهر النيل والسمالية والبحر الأحمر وفي الجزيرة والخرطوم وفي دارفور ، علي كل حركت الزيارة ساكن جنوب كردفان وحسمت كافة المشاكل الأمنية حتي مشاكل الحدود مع دولة جنوب السودان .
بلا شك نجح الجنرال كباشي في إستتباب الأمن والتي كشفتها وتؤكدها جولتيه بكل من سوق الدلنج وكادقلي وسط المواطنين متفقدا أحوالهم وحاجياتهم والأسعار ونوع الأصناف وصحة البيئة متحسسا قضايا وتطلعات المواطنين وبل شرب القهوة في سوق كادقلي ..!، بلاشك إنها جولة مفاجئة لناس السوق أنفسهم وللمواطنين معا ، لم يفعلها مسؤول مركزي من قبل ولا الوالي جبر نفسه ولا أي من المدراء التنفيذيين ، إنها جولة نموذجية تؤكد إستتباب الأمن في سوق كادقلي الذي هجره التجار وغابت عنه معالمه فأصبح وكرا للإجرام والدسائس والمكائد والمؤامرات ، فكانت جولة الكباشي بلاشك رسالة في بريد الجميع وقد تفوقت جولتيه علي جولات أحمد هارون في سوق الأبيض (فك الله أسره مع إخوته) ، وبل تفوقت علي جولة الرئيس التركي أردوغان المفاجئة في سنترال بارك بمدينة نيويورك الأمريكية .
إنها زيارة كانت مهمة ومدهشة للجنرال كباشي وقد حققت مقاطع الفيديوهات المصورة والأخبار والكتابات وحالات الإعجاب والتعليقات أرقاما قياسية (كباشي أمرك ماشي) ..!.
الرادار .. الإثنين 13 فبراير 2023 .

Exit mobile version