أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (كباشي في الجبال) … نقطة سطر جديدة (8)

(كباشي في الدلنج سودان ، عروس الجبال) ولايزال الأمن هاجس يسيطر علي الزيارة وقد سألت أحد القادة العسكريين الذين ضربوا سياجا بشريا أمنيا داخل ساحة الإحتفال بالدلنج فقلت له منظركم كدا يؤكد أنكم متخوفون من الوضع الأمني فرد علي لا لا ..! بس عشان ما يقتحم الجمهور الساحة ووجود هؤلاء بزيهم العسكري مجرد حواجز والدليل أنهم لا يحملون لا سلاح ولا عصي في أياديهم ، فقلت له من يشاهد هذا المظهر عبر الشاشات لا يعرف ذلك ..!، فقاطعني الوضع آمن ومستقر وليس هنالك ما يعكر صفو الزيارة ، قلت في سري ربما هؤلاء متخوفون من مشاركة بعض المواطنين من مناطق سيطرة الحركة الشعبية (الحلو) في إستقبال كباشي في اللقاء الجماهيري بالدلنج كما حدث بكادقلي .
وليس ذلك بعيدا عن قوات الدعم السريع اتي إستقبلت الجنرال كباشي في مقرها بكادقلي إستقبالا حماسيا عاليا أخرس الألسن الحالمة التي مشت بالفتنة ، ويؤكد ذلك أن قوات الدعم قوات سودانية تتبع للقوات المسلحة وليست ملك لشخص بعينه أو أسرة أو قبلية أو طائفة أو جهة بعينها ، وبل يؤكد ذلك أن تصريحات كباشي بشأن دمج قوات الدعم السريع وقوات الحركات في الجيش المعروف بتاريخه الناصع البياض كأعرق الجيوش في المنطقة ، إنه حديث معلوم ومقبول ويدحض بلا شك كافة الشائعات وورجغة السياسيين لتفكيك الجيش القومي وتفتيت عضد القوات المسلحة التي ظلت مثالا ونموذجا طوال تاريخها الممتد منذ عشرينات القرن الماضي ، ويؤكد اللقاء أيضا أن جميع الأجهزة الأمنية علي قلب رجل واحد وأن كباشي قائد من قيادات الجيش .
علي أي حال طغت الهواجس الأمنية علي اللقاءات الجماهيرية ، فقطع الجنرال كباشي لدي مخاطبته لقاء جماهيريا حاشدا بالدلنج جاءوا إليه من كل فج ، قائلا الأمن أولوية ولا تهاون أو تفريط في الأمن وهو المرتكز الأساسي ولولاه لن تتحق التنمية ولا الخدمات (مافي أمن مافي تنمية) وتلك هي إحتمالات وتقديرات جدلية الأمن والتنمية ، فأعلن كباشي عن حملة أمنية بالدلنج أسوة بكادقلي للقبض علي أي سلاح (بوكو) وقد كانت ناجحة جدا فحققت أغراضها في حجر جواد وفي مدينة الدلنج ، وذهب كباشى مكررا ذات التوجهات لقوة الواجب المشتركة والتي حفظناها عن ظهر قلب ، ببسط الأمن وفرض هيبة الدولة وملاحقة المجرمين مدنيين أو عسكريين في أي مكان وقال إن دخلوا بيتا أو إحتموا بالإدارة الأهلية أقبضوا على الشيخ أو العمدة ..!.
وليس بعيدا عن ذلك يعتبر الأمن أكثر أهمية لتوفير البيئة الآمنة لإكمال تشييد طريق (هبيلا – كرتالا) بطول (42) كلم الذي دشنه الكباشي ويعتبر من أهم المشروعات التنموية في زيارته، فمن الواضح أن الجنرال كباشي إجتر شريط إعتداء قوات الحلو 2012 علي الطريق الدائري البعاتي بعد أن توفر له التمويل مما أدي لمغادرة شركة ساين هايدرو الصينية السودان ومعها بعض الشركات وبناء عليها توقفت كافة المشروعات الخدمية والتنموية وخسرت جنوب كردفان كل شيئ ، ولا اعتقد الحلو علي إستعداد لتكرار ذات المأساة ، ولا أهل جنوب كردفان يقبلون سلوكا مثل ذلك يعطل التنمية والخدمات ..!.
وبالطبع لم يتجاوز الجنرال كباشي دون الإشارة لتلك المجموعة التي قطعت علينا طريق (الابيض – الدلنج) عند كبري السنجكاية بسبب سرقة أبقار وربما كانت تريد إفشال زيارته ، وبالتالي أصبحت الطرق بمثابة الحيطة القصيرة للتعبير أو نيل المطالب ،ولذلك شدد كباشي بأن الحرية لا تعني الفوضي مؤكدا أن الطريق القومي خط أحمر ، موجها القوة أي زول يقفل الطريق يتم فتحة بالقوة وفقا لقانون الطوارئ ، بينما أكد قائد القوات البرية الفريق الركن رشاد أن قوة الواجب قوات مشتركة مشكلة من الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن ، وقال إنها قوة جاهزة عدة وعتاد ومناط بها بسط الأمن وتعزيز هيبة الدولة وفقا لقانون الطوارئ بجنوب كردفان .
بكل تأكيد المهم تتفيذ الطريق إن كان تمويلا ذاتيا أو بنكيا أو عبر نظام البوت فما مايهم أن يتم تنفيذه واقعا خلال المدة المتفق عليها (24) شهرا تنفذه شركة زادنا التابعة للجيش لنبدأ المرحلة الثانية (هبيلا – دلامي) والثالثة (دلامي – أم برمبيطة مثلما قطع كباشي ليتم ربطة بالطريق القومي الدائري (البعاتي) الذي تعثر بسبب إعتداء قوات الحلو علي الشركة الصينية (ساين هايدرو) في مقرها بالمقرح بالعباسية 2012 ولازالت المحاولات تجري لإدراجه ضمن خطة 2023 فيما لازالت المخاوف بذاتها تراوح مكانها بسبب السيولة الأمنية .
علي كل فإن زيارة كباشي لجنوب كردفان والتي لازالت تتواصل ميدانيا من كادقلي حتي لحظة كتابة هذه السطور وفي يومها السابع ، تؤكد إنها زيارة (الأمن والسلام والتنمية والخدمات) وليست سياسية إلا لماما ، وتؤكد إنها زيارة قائد عسكري لصيق بقضايا المواطن وقد إلتحم معهم وصافحهم وبادلهم التحية كبارا وصغارا ، رجالا ونساء ، هو قائد أغبش من قيادات القوات المسلحة ود بلد أصيل لم تغيره المواقع ولا الجاه ولا السلطان ولا الرتب والنياشين العسكرية التي نالها كباشي عن جدارة وإستحقاق .
نواصل ..
الرادار .. السبت الحادي عشر من فبراير 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى