أخر الأخبار

هشام الكندي يكتب : تحرير السودان وتحرير الخرطوم

الخرطوم الحاكم نيوز

تمر علينا ذكرى حصار وسقوط الخرطوم 1885 على يد الإمام محمد احمد المهدي بعد أن احكم السيطرة على بوابات الخرطوم الست فضيق الخناق عليها يوما بعد يوم ، وبعد الإنتصارات التي حققها المهدي ضد الغازي في شيكان 1883 وبعدها احتل دارفور وبحر الغزال زادت شعبية المهدي بالداخل حتى بايعه اهل وملوك مناطق السودان ليملأ الأرض عدلآ بعد أن كانت جورآ وفسادآ فاسمى نفسه المهدي المنتظر ، فرأى الناس أنه المخلص من جور حكم الخديوي الإستعماري 1821 ، فاكمل المهدي العدة لتحرير الخرطوم التي كان قد وصل إليها (تشارلز جورج غردون) احد أبرز قادة بريطانيا خلال حرب القرم وحرب الأفيون الصينية التي حقق أقوى إنتصاراتها ، وكان غرض وصول غردون للخرطوم إجلاء الجيش التركي ، حاصر المهدي الخرطوم 317 يوما وحين شعر غردون بخطوة الموقف أرسلت له بريطانيا حملة إنقاذ عاجلة عرفت (بتجريدة النيل) وما ان تواردت الأخبار للمهدي بقرب وصولها قرر اقتحام الخرطوم فقطع أنصاره النيل (بحر ابيض) جهة الفتيحاب خوضا ، أصوات اذكار الصباح للأنصار يصل صداها سراي الحاكم العام فيهرول غردون ناحية الشرفة ممسكا بمنظاره ونظارته يراقب الأمر حتى دخلت تكبيرات الأنصار سرايا الحاكم العام يواجهون المدفع والرصاص حتى إنتصروا على غردون وقطع رأسه .

عقب نيل إستقلالنا المجيد 1956 حيث خرج قطار المستعمر دون رجعة وصدح صوت العطبراوي (ياغريب يلا لي بلدك) وهدير صوت حواء الطقطاقة يهز دياجي الظلم والظلام وبداية لعهد النماء والتطور ، إلا أن انياب الإستعمار السامة كان قد غرسها في قلب الأمة من خلال إتخاذ سياسة فرق تسد وزرع الفتنة بين الشمال والجنوب والعمل بسياسة المناطق المقفولة 1922 وبذر الكراهية بين الشمال والجنوب ومنها بدأت نيران الفتنة حتى ظهرت مآلاتها 1955 حين تمرد جنود الكتيبة الإستوائية بتوريت ، إلى 1963 تكونت حركة الانيانيا حيث بدأ أبناء الإقليم الجنوبي إستخدام العنف ضد الحكومة لإجبارها لتنفيذ المطالب ، بعد إنقلاب حكومة جعفر النميري 1969 ووضع إهتماما لقضية الجنوب انتهى بإعطاء الحكم الذاتي للجنوب مقابل الوحدة الوطنية 1972 وبعد تطبيق النميري للشريعة الإسلامية 1983 تزايدت المعارضة الجنوبية وتأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة العقيد (جون قرنق) ، التراشق الحزبي لحكومة الصادق المهدي 1986 مكن قرنق من إسقاط معظم المدن الجنوبية ، بعد انقلاب البشير 1989 خاض حربا طويلة على التمرد إنتهت بتوقيع إتفاق نيفاشا 2005 الذي أفضى للإنفصال الجنوبي 2011 .

المتفحص للشأن السوداني يجد ان ابناء جلدته قد إنقلبوا على وطنهم فمن تحرير الخرطوم ضد المستعمر أصبحنا ضد الوطن لتحرير السودان فتحرير الخرطوم كان تحريرها من أجناس الإستعمار البغيض فماذا يريد اهله من تحريره ، عشرات الأسماء من الحركات المسلحة تحمل إسم عنوان تحرير السودان ، فأرض الذهب ليست لديها شهادة بحث لجهة عقدية او اثنية حتى تضع السودان تحت جيبها ، ومشكلة اهل السودان (كلو زول عاجبو الصاري) إنو سيد البلد وأن القبيلة الفلانية أحق من غيرها للإنفراد بحكم البلاد فلا سيد ولا مسيود والوطن يعلى ولا يعلى عليه ، و مثلما إنتقل بعض الناس من عبادة الله إلى عبادة العباد مع شيوخ محاية البيبسي إنتقل اهل السياسة من ولاء الأوطان إلى ولاء الخواجة والدولار فحين يقول أحفاد المهدي بأن بعثة المفوض الأممية الفولكرية أتت بغرض التدخل (الحميد) والصديق المهدي يلتقي الحلو بجوبا يناقش (فصل الدين عن الدولة) والإمام المهدي كان قد بنى إستراتجيته على الجهاد والتاريخ لايرحم إلى مرتبات حكومة حمدوك الأممية مرورا بدعم السفارات لقادة ثورة ديسمبر المجيدة و الهبوط الناعم إلى تقدير (ظروف) الإعلاميين العشرة لدعم الاطاري إلى دعم الورش 800 الف دولار ، وصولأ لمؤسسات السيادة الحاكمة أصبحت تحت ولاء (السفارة في العمارة) وخير برهان
قصص (النقيب دحلان والمساعد فهمان) ، والبلد لاكثر من عام بعد انقلاب 25 دون حكومة وترقد سرآ مع الزوجة الثانية بجواز مجمع الفقة (راجل المره حلو حلا) .

ويحمد لحواء السودان ان أنجبت رجالأ افزازآ ابدعوا ولمعوا في كافة المحافل المحلية والعالمية حتى أصبح إسم من يحمل الشهادة السودانية او الجواز السوداني يتقدم الصفوف ويضرب أروع الأمثال فى الإدارة والشهامة والأمانة وعرب دول الخليج الذين يتطاولوا علينا اهل السودان لهم الفضل لاحداث نقلة العلم والتطوير حتى خرجوا من رمال الصحراء إلى ابراج خليفة . وتلك العقول التي استطاعت تطوير العالم وتعجر عن زرع الفرح بشوراع الخرطوم نريدها ان تحرر عقولها بأن لا يبدع السوداني خارج وطنة فقط ويكون مدور زي الساعة ، وضرورة تغير قوانين الدولة البروغراطية الجوفاء في الإدارة والإستثمار ، و الذين ينادون بتحرير السودان يجب عليهم مراجعة عقولهم وتبيض الضمائر للعمل على تطوير وتوحيد كلمة اهل السودان ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح و تفويت الفرصة على دعاة رتق القبلية النتنه و سودانا خيرو كتير ويسع الجميع فالنتوحد على كلمة سواء لبناء سودانا المجيد (ما بندور عصبية القبيلة تربى فينا ضغائن وبيلة ….. كيف أسيبوا آروح لخواجة عندي معهد وطني العزيز ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى