بُعْدٌ .. و .. مسافة – مصطفى ابوالعزائم – برهان وكباشي .. هذا هو المطلوب ..

تابعت زيارتين سيادتين أرى أنهما من أهم وأبرز الزيارات السيادية منذ أن أطاحت اللجنة الأمنية بنظام حكم الإنقاذ ، وذلك إستجابةً لمطالب الثوار الشباب الذين لجأوا للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في الخرطوم ، والذين كانوا يعلمون إن حسم نجاح الثورة لا يكون إلا بالتدخل المباشر من الجيش ، مثلما حدث في إنتفاضة السادس من أبريل 1985م ، والتي إنحاز فيها الجيش للإنتفاضة الشعبية بقيادة قائده العام وقتها المغفور له بإذن الله تعالى ، المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب ، وكل قيادة الجيش .
الزيارة الأولى كانت تلك التي قام بها رئيس مجلس السّيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية ، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى منطقة نهر عطبرة ، والتي قال فيها بكل شجاعة ، إن الجيش لن يتحول الإتفاق الإطاري إلى رافعة تحمل فئةً سياسية واحدة لإحتكار السلطة .
ولم تمر إلا ساعات حتى جاءت الزيارة الثانية ، وهي التي قام بها عضو مجلس السّيادة وأحد أبرز قادة القوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ، إلى ولاية جنوب كردفان ، وهي زيارة لها تفاصيل وإرتدادات إيجابية كثيرة للمنطقة وأهلها ، لكن الذي يستوقف فيها ، ونعده أبرز إيجابيات تلك الزيارة هو ما قال به الفريق أول كباشي بأن القوات المسلحة مسؤولة عن حماية الدستور ، والنظام المدني الديمقراطي ، معرباً في ذات الوقت عن أمنياته وعمّا يتمناه كل وطني غيور وحريص على أمن وسلامة الوطن ، بأن تمضي القوى السياسية قُدماً في الخروج ببلادنا من الأزمة التي تعيشها الآن ، فالعملية السياسية عبر الإتفاق الإطاري لا تحظى بإتفاق كاف ؛ وقد صدق الرجل في ما قال .
ومن ضمن ما جاء على لسان الفريق أول كباشي خلال زيارته إلى ولاية جنوب كردفان ، تصريحه الجريئ والشجاع الذي يقول بأنه ليس من المسموح به حمل الأسلحة الثقيلة ومنحها لأي قوات .
وتحدث البرهان هناك في نهر النيل بمثل ما تحدث به كباشي في جبال النوبة ، عن دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة ، وهذا هو ما تم التوافق و الإتفاق عليه من قبل ، كأنما كانا يتحدثان بلسان واحد .
التحية لقواتنا المسلحة السودانية ، والتحايا موزعة أيضاً على قوات الدعم السريع التي يحرص قادتها على الدمج وعلى القوى السياسية والحزبية التي تتفهم الواقع وتحرص على وحدة البلاد .

Email : sagraljidyan@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى