ابراهيم عربي يكتب : (كباشى في الجبال) … نقطة سطر جديد (3)

عندما إخترنا (كباشي في الجبال .. نقطة سطر جديد ..!) ، عنوانا لسلسلة مقالات محدودة العدد مرتبطة بزيارته لجنوب كردفان ، كنا نعلم إنها زيارة مهمة وسيكون لها ما بعدها من توقعات ستضع حدا فاصلا لما سبقها وبالطبع لها أثرها البالغ علي مطلوباتها بإعتبارها زيارة خدمية وتنموية وإجتماعية ولكنها لا تخلو من البعد السياسي ، ولذلك جاءت تصريحات عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق الأول ركن شمس الدين كباشي المشرف علي ولايات كردفان بكادقلي بإعتباره كلام الجيش ..! ، مثلما قال مناوي حاكم دافور من قبل في محفل إحتفالات توقيع سلام جوبا بالساحة الخضراء بالخرطوم الخشم خشمي ولكن الكلام ما كلامي ..!.

0220c924 c548 4019 b464 0dbe88bbf2f8
وبالتالي اعتقد تصريحات الجنرال كباشي في اللقاء الجماهيري بكادقلي أمس عن الإتفاق الإطاري حينما قال لن نحمي دستورا غير متوافق عليه ووقعوا عليه عشرة وليس كافيا لإستقرار البلاد والقوات المسلحة بنص قانونها مسؤولة عن حماية الدستور والنظام المدني الديمقراطي وحقوق الإنسان ، بلاشك إنها تصريخات خلطت الأوراق ، وهي الأولي رسميا للجنرال كباشي بشأن الإتفاق الإطاري ، وقد ظلت الشائعات تطارده وقالوا عنه حديثا كثيرا زورا وبهتانا نفي بعضها وكان خارج البلاد في رحلة إستشفاء وترك كثير منها لفطنة القارئ .
من الواضح أن تصريحات كباشي لها ما بعدها ، ولكنها ليست بعيدة عن ذات تصريحات عضو السيادة الإنتقالي مالك عقار الموقع علي الإتفاق الإطاري حينما قال بأن من وقعوا علي الإتفاق (13) وليس (54) كما فعلوا من كذب وفبركات وأضاليل جعلت المؤتمر السوداني يوقع بسبعة بأجسام هلامية وكمان وقع ود الميرغني ولم تمضي ساعات من تجميد نشاطة من الاتحادي الأصل ووقع عليه النطيحة وما أكل السبغ وحتي ياسر عرمان بحزبة المصطنع الذي لا يتجاوز (33) عضوا كما قال فولكر مخاطبا الأمم المتحدة ، غير أن حديث الجنرال كباشي ليست مجرد تصريحات هكذا والسلام ، بحساب أنها تصريحات صدرت من الرجل الثالث في تراتيبية مجلس السيادة والثاني في تراتيبية الجيش ، وهو إبن القوات المسلحة كابرا عن كابر ..!، ولذلك نتوقع رد فعل مضاد تخرج الهواء الساخن ..!.
علي كل فالزيارة كانت مهمة ولكنها تأخرت عاما تقريبا منذ أن قدم الوالي موسي جبر بشأنها الدعوة للجنرال رسميا وهي الأولي للرجل منذ أن أصبح عضوا بالمجلس الإنتقالي في عهد التغيير ، وأخيرا وصل الجنرال كباشي كادقلي وسط إستقبال حاشد في كل مكان وستمتد الزيارة لمدة (6) أيام تشمل محليات (قدير ، التضامن ، الدلنج ، القوز بجانب كادقلبي) .
ونحسب أن زيارة كباشي لجنوب كردفان تأخرت كثيرا لعدة أسباب من بينها إنه كان يتعشم صحوة واليي شمال وغرب كردفان من غفوتهما والإرتقاء لمستوي تطلعات أهل الولايتين اللتان تأثرتا تنمويا وخدميا بسبب ضعف قيادتيهما وخاصة غربها التي عجزت حيال حقوق مواطنيها بلقاوة ، وكان الجنرال الكباشي منتظرا تقديم الدعوة ولكن ..!، وكان السبب الآخر عدم إكتمال التصالحات بالولاية وكان الجنرال كباشي يمني نفسه إصطياد كل الطيور بضربة واحدة غير أن تشعب الصلح بين (الغلفان ودا نعيلا) في هبيلا وتشدد مكونات قدير وكالوقي التي حالت دون إكتمال الصلح بين مكوناتها ودار علي أحد بطون الحوازمة وغيرها حالت جميعها دون الصلح ودون تحقيق الهدف المنشود في وقتها .
بلا شك أن جنوب كردفان مأزومة (أمنيا وخدميا وتنمويا وإجتماعيا) فغدت كادقلي ليست ذات كادقلي (الحجر) التي نعلمها فالوضع فيها وغيرها سيئ للغاية وغير مشجع للإستقرار ، وتصبح الدعوة للحلو وقياداته وللمواطنين مثلما طالب كباشي المجتمع بالإنفتاح علي بعضه والمؤسسات الحكومية للإنفتاح أكثر لتوفير المعينات للمواطنين في مناطق الحركة وذلك يعني فتح المزيد من الأسواق المشتركة وجعلها مكانا للتسوق والتواصل وتبادل المنافع المشتركة ، لا سيما وأن البلاد لازالت في وضع أغبش سياسيا للوصول للهدف المنشود ، غير أن جنوب كردفان بكاملها في مأساة وهي تموت أمام أبناءها (أمنيا وتنمويا وخدميا) ولا تنتظر المزيد من المماحكات السياسية .
بينما تظل الدعوة لعبد العزيز الحلو وقيادات الحركة الشعبية (جوزيف توكا ، جقود مكوار ، وعمار آموم وآخرين) كما قدمها الجنرال كباشي لهم لتوقيع وقف العدائيات نظر لأن البلاد مأزومة ولم تصل لتأسيس لوضع مقبول ، وأن الجيش ملتزم بوقف إطلاق النار ، وبالتالي تصبح الدعوة مهمة واعتقد صادفت مكانها وزمانها .
الإثنين السادس من فبراير 2023 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى