هكذا يمكن أن نقول عليه بخصوص البيان الذي صدر من الآلية الرباعية والترويكا ، فكنت قد سالت من قبل عدد من سفرائهم ، لماذا تسعون وتصطفون بجانب تنظيمات محددة تكوينها واساسها الاجتماعي معروف وتعملون لاقصاء بل تشددون لابعاد التنظيمات ذات القيادة المنتمية للهامش عن الحكم وادارة البلاد؟ حيث لايمكنكم رعاية حوار مثل هذا وتعلمون نتائجه وتمكنون له وتدعمونه في كل جوانبه وتذكروا من يقودون فقط مجرد تذكير كانكم لستم طرف ، وهذا نعتبره التزام خجول منكم لا يعدوا ان يكون كلام والسلام.
ان مسألة المجتمعات المهمشة ليست قضية فرعية في الحوار حتى تذكرونهم بها ، بل قضية أساسية ومن أجلها قامت حروب في البلاد إستمرت لأكثر من خمسة عقود وأدت الي الانفصال والابادة الجماعية ولم تنتهي الحروب نهائيًا حتى الآن ، تمكين الحوار بشكله الحالي سيؤدي الي تمكين المجتمعات المسيطرة على الحكم بشكل أكثر مما كانت عليه ولن يحل اي ازمة في البلاد بقدرما سيفاقمها….
من قبل سعت الجبهة الثورية في اديس ابابا والعين السخنة بل طالبت بان تكون جزءا من الترتيبات الحكومية قبل تشكيل الحكومة الاولى ولكن رفضت قوى الحرية والتغيير ذلك بحجة عدم التفويض وسعت بمفردها وشكلت الحكومة ولكنها لم تستمر وعادت الي الوراء بعد عامين ، حاليا يكررون نفس الامر وهذا المرة بحجج الانقلاب وغيره ولكن الغاية واحدة هي السيطرة السياسية على القرار في البلاد واستبعاد الاخرين ، لعمري لم ارى جراءة اكثر مما لدى هؤلاء فانهم يجدون تبرير لاهلهم ولو كانوا وزراء في نظام الانقاذ او اسلاميين انقلبوا على الحكم الديموقراطي او اسسوا تنظيمات حديثة لم تحل عليها الحول او لو كانوا عسكريين قاموا بسجنهم، وفي نفس الوقت يضعون العراقيل لغيرهم بحجج متنوعة لابعادهم وتهميشهم فهنا لا ينطبق عليهم الا القول (انا وابن عمي على الغريب ) فالغرباء هم من اتوا للحكم بعد ثورة ديسمبر ، ويريدون استبعادهم اليوم بحجة اسقاط الانقلاب…
على اي حال نرحب بهذا الالتزام الخجول من الرباعية والترويكا وحديثهم الصريح هذه المرة عن المجتمعات المهمشة والكحة ولا صمة الخشم …
