أخر الأخبار

يوسف عبد المنان يكتب : رحل نجم النطح

غاب نجم النطح والحر علينا أشتد
صيفنا قصر ليلو ونهارو امتد
تمددت مساحة الحزن من كرندي إلى طوطاح ومن شوشاي للحمرة ام سرايح والزعيم بقادي محمد حماد لم يلوح لنا بكلمة وداع ولم يهمس لنا بأنه مسافر إلى دنيا أخرى
أظلمت الدنيا والنبأ المفجع تحمله أخبار صباح السبت الحزين
بقادي الأمير ام بقادي الإنسان ام بقادي الصديق غاب عنا للأبد وجاء ارتحالك عن حياتنا فجيعة عقدت الألسن في الحناجر وحبست الدموع في الماقي ووجيعت اضرمت المحارق في القلوب فخبات برحيلك المفاجئ شعل ضياء كانت تضئ اماسينا ونحن نلتف حولها من كل سحنة وعرق تجمعنا قبيلة الحوازمة سمحت الخصال لينة الجانب وقد حملتك القبيلة أميرا أو ناظر عموم وقبل ذلك قائد حكيم ورجلا عفيف اليد طاهر السريرة سمح الخصال وضاح المحيا
بقادي محمد حماد غاب اليوم عن ديارنا وتوارت الابتسامة وانت في رحلتك الأخيرة التقينا من غير وعد ارتشفنا الشاي الأحمر وامسكت بيدي ياعبدالمنان البلد دي ماشي لوين؟؟
ضحكت وسألته عن مؤتمر الصلح بين الحوازمة وكنانه
فقال لن ندخر جهدا من أجل السلام وفي كل جلساتنا بالحمادي وفي مقهى العمده حماد السائر بالدبيبات كنت تجمل الجلسات بالحكي النظيف
كنت كريما وشهما وسخيا بقليل زادك وانت من يملك من زاد الدنيا إلا القليل أحببت الناس ولم تقطع رحما فاحبوك كنت جبار الخواطر والكسور موضع الصدق واصل النقاء بكت الأرض لرحيلك العجول وأصفر وجه الدنيا صرخا حزنا عليك
إذا المنية انشبت اظفارها
الفيت كل تميمة لاتنفع
والنفس راغبة إذا رغبتها
فإذا ترد إلى قليل تقنع
كان أمير الحوازمة صبورا غير لهوف فزاع غير طماع رقيق القلب صارم الشيكمه ولوفا لا يتحدث كثيرا لكنه يعمل في اليوم ٢٤ ساعة تداهمه الأحداث وهو منصرفا عن مجلسه بالحمادي في هجعه الليل فيسرج ليلا إلى خشم الوادي أو اقاصي حدود الإمارة لرد مظلمة أو حماية أسرة أو فض اشتباك بين غشماء وهب حياته لخدمة قبيلته التي حافظ على وحدتها من التشظي والتشرزم قدم كثير من التنازلات لم يجافي أحدا ولم يرد القضاء له حكما كان هادئا وبسيط وحسن الرفقة
حينما شعر بأن أيامه قد تناقصت وهد جسده النحيل المرض توجه صوب القاهرة مستشفيا ولكنه عاد محمولا على آلة حدباء قبل أن يودعنا بالابتسامة الأخيرة
رحم الله الناظر بقادي محمد حماد اسوسه واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون

يوسف عبد المنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى