صوت الحق – الصديق النعيم موسى – المخدرات ألحق ولدك !

siddig2227@gmail.com

أحد الطلاب الذين يدرسون في الصف الأول ثانوي قبل نصف عام راسلني عبر الواتس آب معلقاً على مقالي عن إنتشار المخدرات قائلاً : ( أنحنا الحاجات دي عندنا عادي بين الطلاب الآيس والمخدرات ) هذا الطالب يدرس بمدرسة خاصة تقع في منطقة شرق الخرطوم ، ومَن رأى ليس كمن سمع ، تجولّت في عُدة مناطق بالمنطقة آنفة الذكر ورأيت بعينيّ ضياع الأطفال والذين هم دون مرحلة الشباب والشباب كُل ذلك وأكثر ؛ في إحدى الأيام جلست في قهوة بشارع الستين بها الكثير من الشباب والمراهقين ( أحد الذين جلسوا تحدث بالموبايل مع صحبه قائلاً له : أعمل حسابك ناس المكافحه ديل لافين ما يعكشوك ) وآخر جاء بحالة تُحزن ( خارج الشبكه ) وبحكم سكني في منطقة شرق الخرطوم تعرفت على كثير من الشباب المُتعاطين والمروجين ، أحد الذين يُروجو حينها لا يتعدّى عُمره السبعة عشر عاماً ، كنت أسألهم لماذا تتعاطون المخدرات والحبوب إجابات صادمة أسمعها منهم ؛ عند خروجنا لممارسة كرة القدم أجد مجموعات تتعاطى البنقو على مرأى ومسمع الناس . و في إحدى الأيام قابلت شابين تناقشنا كثيراً عن خطورة الحبوب وآثارها على العقل وما تفعله بالإنسان هم مجموعة ولكنهم عبارة عن شبكة كبيره يقومون بالتوزيع على ضِعاف النفوس .
يخبرني أحدهم يقطن جواري ، ذات يوم داهمتهم عربة مُكافحة المخدرات في الطريق يقول لي بسرعة البرق ( جدعت السجاره من يدي ) نماذج كثيرة رأيتها وأكثر ما أحزنني دخول الأطفال في هذا المجال الهالك وغياب الرقابة الأُسرية ورقابة الدولة أفضى إلى إنتشار أخطر أنواع المخدرات ؛ قبل خمسة أعوام تقريباً كنا داخل إحدى الملاعب وبعد إنقضاء التمرين سلّمنا على الكثير من الجالسين خارج الملعب أحد الأصدقاء قال لي : ( الزول السلمت عليهو ده مروج حبوب ) والذي يقصده لا يتعدّى ثلاثة عشر عاماً تقريباً أو أقل يقطن أهله خارج السودان .
تستشري المخدرات بجميع أنواعها في بلادنا وأخطرها على الإطلاق الآيس كريستال ، ذات يوم كنت برفقة صديق لي وتناولنا موضوع المخدرات وخطورة الحبوب ( قال لي يا ود أمي يارييت لو بقت على البنقو الشغلانه جابت ليها هلوسه ومصائب تجنن ) هذه المصائب تكُثر بشده فألمتعاطي يُريد الحصول على المال لشراءها بأي شكلٍ كان وهو الأمر الذي يُفضي إلى إرتكاب الجرائم والسرقات بُغية التعاطي ؛ قبل عيد الأضحى الماضي كنت في مشوار من جامعة إفريقيا إلى الطائف صاحب الركشه أخبرني بموقف حدث معه : في إحدى أحياء الخرطوم جاء بطريق داخلي و وجد مجموعة من الشباب يقفون أمام منزل بابه مفتوح وأحد الشباب لا يتعدّى عمره الثلاثة وعشرون عاماً يحمل بيده ( كبايه مكسوره ) ويلوّح بها على والدته ، يقول لي بطبيعة السودانيين وقفت أمام المنزل وسألت الشباب لماذا لم تدخلوا لإيقاف هذا الشاب لم يجيبوا ولكنني دخلت من خلفه وإستطعت من إيقافه وأقفته بطريقه قويه على إثرها وقع في الأرض ؛ والداته قالت لي : الليله قتلتو ! قلت لها : والله الموت لو ما حرام كان قتلتو ) يواصل حديثه قمنا بربطه بعد أن جاء أحد شباب الحي وبرفقة والدته ذهبنا به للمستشفى لمعالجة إدمانه من الحبوب . ختم لي قوله أنَّ الشاب أراد أن يقلع من والدته المال لشراء إحتياجاته من المخدرات وعندما رفضت كسر كوب الماء وأصبح يلوّح لأمه وهي تصرخ . هناك علاقة كبيرة بين كثير من الجرائم والمخدرات فألمتعاطي عندما يُدمن يفعل كل شئ للحصول على ما يُريد .
الإنتشار الكثير للمخدرات يضع الدولة في موضع الإتهام بل هي المُتهم الأول ؛ كم من الحاويات يتم ضبطها داخل الميناء ومع ذلك لم نسمع أثر المُحاكمات وتُقيّد البلاغات ضد مجهول ! بكل بساطه ؟ مَن يستطيع إدخال كيلو جرام واحد للبلاد دعكم من حاويات تسع لعشرات الأطنان . بلادنا مٌستباحة في أمنها القومي ، ميناء بورتسودان ومطار الخرطوم شهدا على حالات كثيره والغريب يتم التكتم على القضايا وتصبح في طي النسيان . المخدرات من الجرائم العابرة للحدود مثلها مثل السلاح وغسيل الأموال تنشط في عِدة دول ، دول تُنتج وأُخرى تُصدّر وثالثة يُدمر شبابها السودان نموذجاً ، سمعنا بضبط حاويات قادمة من لبنان ولكننا لم نعرف بعد من له الجُرأة بإدخالها ؟ ولماذا تصمت الحكومة على هذا الأمر ؟
صوت أخير :
الذي يدور في بلادنا مُثير للشفقه ، هناك تقصير كبير من السُلطات المُختصة والجهات العدلية التي لا تُطبّق العقوبات بصورة رادعه ، فلو تم الإعدام للمروجين في ميادين عامة لما تجرأ أحد .
الحلول الجذرية تبدأ بتجفيف منابع المروجين الذين يُدخلون الحاويات للموانئ والألآف من الحبوب بالمطار فمن ساعدهم على ذلك يجب أن ينال أشدَّ العُقوبات وعندما يغيب القانون تنهار البلاد إنهياراً تاماً وجميعكم يذكُر إطلاق سراح تُجار المخدرات والمروجين إبان جائحة كورونا وبلا شك مثّل تهديد فِعلي للبلاد .
ختاماً : على الأُسر مراقبة أبناءهم جيداً والتقرّب لهم ومصاحبتهم خاصةً الذين هم في مرحلة النضج ( الراجي الحكومه تحسم الظاهره دي حينتظر كتييير ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى