بُعْدٌ .. و .. مسَافَة – مصطفى ابوالعزائم – هل يتم تشكيل الحكومة قريباً ؟

في لقاء تلفزيوني مساء السبت الماضي ، مع الدكتورة نوال خضر ، الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي ، والأستاذ عبدالجليل الباشا القيادي البارز بحزب الأمة القومي ، لبرنامج المنبر ، كان من المفترض أن يتم بثه يوم الإثنين ولم يتم بثه ، كان محور الحديث منذ بداية الحلقة عن الإتفاق السياسي الإطاري الذي التوقيع عليه مؤخراً بين بعض القوى السياسية وبين المكون العسكري ، وقد سعدت بالكم الهائل من المعلومات الذي جاء على لسان الضيفين الكريمين حول موضوع حلقتنا ذاك ، وكم كنت أتمنى لو أن البث تم في موعده حتى يقف الناس على حقائق ما جرى ، فبرنامج المنبر هو منصة للأخبار والأسرار والأفكار .
سألت الضيفين الكريمين عن توقعاتهما لما سوف يجري ، خاصةً تشكيل الحكومة ، فكانت إجابة الدكتورة نوال خضر ، أنها تتوقع تشكيل الحكومة الجديدة خلال أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر ، لأن اللجان السياسية المكلفة بوضع المعايير المطلوبة لأختيار رئيس الوزراء ، والوزراء وسياسة الحكومة ربما تفرغ من عملها هذا خلال أيام .
وقال الأستاذ عبدالجليل الباشا ، إن باب التوقيع على الإتفاق السياسي الإطاري مفتوح للراغبين من القوى الأخرى التي لم توقع بعد ، وذكر أنه متفائل بأن يلتحق كثيرون بالاتفاق ، خاصةً بعد التطمينات التي جاءت في خطابي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السّيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية ، والفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السّيادة وقائد قوات الدعم السريع ، حول خروج الجيش من السلطة بعد تكوين الحكومة المدنية الإنتقالية ، وإستعداد الاحزاب والقوى السياسية للإنتخابات في نهاية الفترة الإنتقالية .
الآن أعلن السيد مبارك الفاضل عن إستعداده للتوقيع الفوري على الإتفاق ، كما ان هناك بعض القوى الأخرى ستعلن عن رغبتها في التوقيع على الإعلان السياسي الإطاري ، خاصةً وإن هناك تواصل لم ينقطع بين كثير من هذه القوى السياسية والحزبية في ما بينها ، حيث تجري مراجعة بنود الإتفاق ودراستها من قبل الجميع حتى يحدث التوافق الوطني المطلوب .
الآن في تقدير كثير من المراقبين للوضع العام في السودان ، إن حركات الكفاح المسلح وعلى رأسها حركة العدل والمساواة ، و حركة تحرير السودان ، وبقية مكونات الكتلة الديمقراطية ستكون في مقدمة الموقعين على الإتفاق الإطاري إذا ما تم طمأنتهم من قبل الآليتين الثلاثية والرباعية .
ونحن جميعنا نرى أن هذا الإتفاق قسم القوى السياسية إلى فسطاطين ، الأول هو الذي يضم قوى اليسار المتشدد صاحب اللاءات الثلاث ، وهو يضم إلى جانب الحزب الشيوعي السوداني ، حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب البعث السوداني وبعض لجان المقاومة ؛ بينما يضم الفسطاط الثاني ما يمكن أن نطلق عليه القوى اليمينية ممثلاً في الحركات الموقعة على إتفاقية سلام جوبا ، وجزءاً من حزب المؤتمر الشعبي ، وجزءاً من الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ، إضافة إلى التيار الإسلامي العريض بما فيه حزب المؤتمر الوطني ، والتيارات المنشقة عن حزب الأمة ، وغيرهم .
ربما يتم التوافق الوطني خلال الأسابيع القليلة القادمة ، وربما تأخر بعض الشئ ، لكن التأخير لن يكون في صالح إستقرار البلاد ، خاصة مع تهديدات بعض قيادات الشرق بالإنفصال مع رفعهم لشعارات رفض التهميش الذي ظل الشرق يعاني منه منذ عقود ، ونرى أنه يتوجب على قيادات كل القوى السياسية العمل على تفهم المخاطر الناتجة عن الإمتناع عن التوقيع والإلتحاق بهذه المحطة الهامة في مسيرة العمل السياسي ، لأنه هو الأمل المتبقي الآن لضمان حكم ديمقراطي مدني محمي بضمانات محلية وإقليمية ودولية .

Email : sagraljidyan@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى