متاريس سودانية – مهندس جبريل حسن – دارفور كرايزيس (2-3)

تعرضت في بداية الأسبوع الماضي لوعكة صحية عنيفة لم أتمكن من كتابة الحلقة الثانية من المقال ومازلت اعاني منها التهاب بالصدر يصدر صوتا مع مخاض مصحوب بألم فوق العيون والانف والتشخيص عند مراجعتي للطبيب فايروسية لكن الأهم هو تشخيص ألم العيون بأنه نتاج لتسمر العيون في ضوء الأجهزة لحظة الكتابة بدون طرف العين وهو الأمر المهم الذي وددت التنبيه له وهو الطرف للعيون بمثابة التمرين العلاجي الذي يجعل العيون بصحة جيدة وهي دعوة لممارسة تمرين طرف العين المهم جدا لصحة العيون
عموما بالمقال السابق توقفت عند الزيادة الطبيعية لسكان دارفور بفعل نشاطهم الاجتماعي وهذا الوضيع مقلق لمن هم يرسمون مشروع حكم الدولة السودانية وأحكام السيطرة لصندوق الانتخابات عند الاقتراع والنظر لسكان الإقليم والاقاليم الممثالة مجرد أرقام تحقق المطلوب في صندوق الانتخابات . فكان لابد من أن تشمل خططهم تغيير الخارطة السكانية بالاقليم وتقسيمها بشكل إداري قبلي تلبي مطلوبات نظام الحكم الامركزي مع اخضاع الولايات للرقابة المركزية الحزبية وتمكين النفوز من مفاصل السلطة وتقاسم الولايات كمرحلة أولى وعلى المدى البعيد يتم تحديد الدواائر الجغرافية ذات الثقل الانتخابي للتكييف المرشح القبلي بها وهي معركة مفصلية وهامة للأدارات أهلية.
لكن مايهمنا هنا في تشخيص أزمة دارفور هو بروز اشكالات الاحتكاكات القبلية نتيجة للتقسيم الإداري الجديد لدوائر جغرافية اوجدت مشتركات بيئية وَثقافات وعادات واعراف باطنها مكون قبلي احادي لديه حواكير مشتركة في دائرة جغرافية قديمة واخرى جديدة يزرع هنا ويرعي هناك. مما خلق مناخا ونشاطا غير مألوف وهي الإشارة الأولي لما يسمى جزور الأزمة بدارفور التي طورها أبناء الإقليم أنفسهم عند تناولهم للأزمة بمفهومها القبلي دون النظر الى عمليات التفسييم الإداري كنظام ووسيلة تقود للحكم ولم تحدد فيه هوية الدولة كسلطة مركزية تنبثق منها سلطات تماثلية تتدرج في مستويات للحكم لتعريف نظام الحكم وهوية الدولة والإجابة على كيف يحكم السودان وهي النقطة التي جعلت قضية دارفور تنفصل عن هموم المركز وتبرز كازمة منفصلة قبل أن تكون أزمة السودان المركزية.
ومن الاسباب الجوهرة الرئيسية في استفحال الأزمة بدارفور منهج الانظمة السابقة في التعامل مع حركات التحرر بدارفوو وابرام الاتفاقيات بعيدا عن معالجة اسباب الحرب وابدلها بحوافز السلطة والحكم بعيدا عن أصحاب القضية . فحفزت هذه الخطوة مشروع حركات التحرر وارتفاع سقوفها بتحرير السودان من القبضة المركزية. فكانت كلفة الحرب وخسائرها اكبر مما توقعته الأطراف التي افررت أوضاع إنسانية عميقة وتوقف النشاط الزراعي والرعوي وبرزت معسكرات النزوح واللجو احرقت القرى وبرزت ممارسات كثيرة بفعل الحرب. مما أوجد علاقة مضربة بين الريف والمدن.
مع كل تقدير
الحلقة الثالثة والاخيرة نشرح افرازات الحرب وعلاقتها مع اتفاقيات السلام المختلفة ودور نخب دارفور في الأزمة.

م. جبريل حسن أحمد إبراهيم
gebrelhassan@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى